أنغامٌ متكسرة

أنغامٌ متكسرة


05-25-2014, 04:46 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=470&msg=1401036403&rn=0


Post: #1
Title: أنغامٌ متكسرة
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-25-2014, 04:46 PM

أنغامٌ متكسرة


1) أنغام الدهشة السكرى


يبابُ الكفِّ يستعِرُ،
يُباغِتُ فارِعَ الأمواجِ،
يضطرم.
على مضضٍ..
يُحاذي سلسبيلَ الليلِ،
أزحزِحُ من فراشِ الدهشةِ السكرى:
براكينَ الهوى العَلم.
وأندسُ بقاعِ الصمتِ،
احتدم.
كأنني للغزوِ..
قد كرتْ جحافِلُ خطوي المصلوبَ،
فوق مدائنِ السلم.
كأني في مدارِ اللُّجةِ الحمقاءِ،
عصفورٍ تُجنِحهُ عصافيرٌ،
تقصُ منابِتَ الزغبِ..
أو
تجتاحُ مسراهُ يماماتٌ،
تَحِضُّ الضوءَ أن يستلَ من غلوائهِ،
السفلي..
مساراً هدّهُ السقم.
وليلي مثلما يمثُل،
زرافاتٌ من الكمدِ،
ومن عنتٍ..
وقرقعةٍ يُفرخها،
أنينٌ هادرٌ بالوجدِ..
أعضاءً يُشكِلُها،
بؤسُ الليلِ واللمم.
على نارٍ،
طوى نارا..
وأججَ في مسارِ الدهشةِ السكرى:
قرابينَ الندى نغم.
وأذّنَ في هشيمِ الضحكةِ الخرقاءِ،
أن تُلقي على سديمِ الغصةِ الشوهاء،
أصابِعَ بغتةَ القلم.
وأيامي تُداعِبُها:
انهياراتٌ مُجلجِلةٌ..
تدوي في قميصِ اللوعةِ الأكمل،
يجسِدهُ تدفقُ قابعُ الألم.
قلبٌ في هزيعِ الليلِ،
إن رمشت جفونُ الصمتِ،
وانبعثتْ تخومُ الدهشةِ الصماءِ..
ينصرم.
على نارٍ،
طوى نارا..
وأزمعْ في مدارِ الصمتِ،
أن يقطِنَ..
ينفثُ مؤرِقَ العشقِ،
وينهزم.



2) أنغام كبوة


سألتُ المطرَ اللاهثِ،
ينشدُ دفءَ الرُّوحِ..
ليُنبِتَ نزفاً يطغى،
يخبئُ أفقَ النغمِ الأتي..
أين الجرحَ الغائرِ،
في أوصالِ الحرف!!
اندهشتْ إحدى حسانِ الغيمِ،
الـ تركضُ نحوي..
وغنتْ:
تبدو مثل الرّجُلِ الأتي،
يلوكُ جمرَ الصلفِ السائدِ،
ويسألُ:
أأبدو أنيقاً داخل روحي،
كي يرتضي الموتُ الجاثِمِ،
الـ يتخطفَ شوقاً يزهو،
فوق الوأدِ الراهن!!
سألتُ،
سألتُ..
فكلّت زخاتُ المطرِ،
وحلّت..
-جمرٌ جاور جمرا-
وملّت..
مالت تنشدُ بعضَ مقاطِعِ رسمي البائد
: إليَّ هلم..
تنفثُ أسطُرَ عشقي المُضني،
خبايا جوادٍ كبّا..
ومات الفارس.



3) أنغام الهوى


لستُ أدري أين أُعلِّقُ انكساري،
بهدبِ الطريقِ..
أم محطاتِ انتظاري.
العشقُ وحشٌ،
يحرقُ في هزيعِ الليلِ:
أوردتي.
وينثرُ للرِّيحِ:
أشتاتَ أشجاني.
العشقُ يستلُّ كُلَّ أسئلتي عني،
ويلتفُ حولي..
بـ مُرِ الانتظارِ،
أضناني.
والليلُ،
ما الليلُ..
إن لم يتضوعَ العِطرُ،
عطرُكِ..
ويضيءُ أعماقي،
بترفِ شموخِ الندى،
الداني.
الليلُ،
ما الليلُ..
أن لم تخثري،
تواشيحَ نزفي المتدفقَ،
الضاري.
العشقُ،
ما العشقُ..
إن لم تسكبْ الرُّوحُ،
ألحاني.
فأيقظي للبهاءِ،
شوقَ الشغبِ..
والهمهماتِ الهائماتِ،
في مدِّ هذياني.
هيا أيقظي شغبي،
المُعفرَ بالحياءِ،
العابئ الحاني.
أججي روحي،
المليئةَ بالسآمةِ،
والموشاةِ بهتونِ الوجيبِ،
فالبُعدُ أعياني.

Post: #2
Title: Re: أنغامٌ متكسرة
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 05-25-2014, 06:54 PM
Parent: #1

Quote: وأيامي تُداعِبُها:
انهياراتٌ مُجلجِلةٌ..


هذا هو الشعر, يصنع دهشته الخاصة, عبر تلك المفارقة المتولدة, نتيجة الجمع, داخل سياق, أوصورة شعرية واحدة, ما بين كلمتين تحيلان, إلى حقلين دلاليين مختلفين, وهما (تداعبها) و(انهيارات), وقد أعاد ذلك إلى ذاكرتي, قول صلاح عبد الصبور:

وبيننا (صداقة عميقة), ك(الفجوة).



شكرا بلة وما نضب نبع الشعر في دواخلك.

Post: #3
Title: Re: أنغامٌ متكسرة
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-31-2014, 10:19 AM
Parent: #2

أحبه جدًّا صلاح
من أول الشعراء الذين قرأت لهم
باستغراقٍ ونهم



شكراً لحضورك المدروس صاحبي
شكراً لعطرك الملموس


تحياتي، محبتي واحترامي