عازفون على آلة القدمين.. أمهرهم في التاريخ

عازفون على آلة القدمين.. أمهرهم في التاريخ


05-22-2014, 02:06 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=470&msg=1400764006&rn=5


Post: #1
Title: عازفون على آلة القدمين.. أمهرهم في التاريخ
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 05-22-2014, 02:06 PM
Parent: #0

غارينشا/ البرازيل:







قصة حياته:

Post: #2
Title: Re: عازفون على آلة القدمين.. أمهرهم في التاريخ
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 05-22-2014, 03:16 PM
Parent: #1

كانت كاميرا التلفاز تبحث عنه داخل ذلك الحي الفقير, وسرعان ما عثر عليه جالسا, عند مدخل أحد المقاهي الشعبية, إلى طاولة صغيرة, صحبة ثلاثة من أصدقائه القدامى, الذين بدا على هيئاتهم, كما لو أن (البؤس), هي الكلمة الوحيدة التي تناسبهم من قاموس العالم. كان أربعتهم يحتسون البيرة بهدوء ويدخنون. وكان كلامهم شأن تلك الأيام يتم بالنبرة الخافتة للمغلوبين على أمرهم, وحين انتبهوا, فجأة, إلى ذلك الوجود الثقيل للكاميرا, أخذت ملامحه هو يشوبها شيء من الامتعاض الوادع الحزين, أما ثلاثتهم فقد بدا عليهم, كما لو أنهم يبحثون عن شق يقود رأسا إلى باطن الأرض, حيث بامكان المرء أن يتوارى عن الأنظار مرة وإلى الأبد, فقد كانوا يدركون جيدا أن فور إذاعة جلستهم على الهوء, ستنصب على رؤوسهم لعنة البرازيل مجتمعة. هكذا: "الأوغاد يدمرون جناحنا الأيمن الرهيب", "بحق الجحيم ما تلك الحثالة التي تجالس أجملنا", "أقترح عليكم أيها السادة البحث عنهم فورا ورميهم بالرصاص دون تردد". لكن غارينشا العائد للتو, من السويد, بكأس العالم للبرازيل لأول مرة في تاريخها الكروي, لم يكن ليرغب في أن يقع شيء من كل ذلك على أحد أصدقائه. لقد بدا ما هو عليه خيارا وقناعة ذاتية وطريقة حياة, أن يعود إلى أمكنته الأليفة, ويواصل حياته القديمة نفسها, كما لو أن شيئا لم يحدث, وعاد بذات القدم المليونية يلعب الدافوري مع أولاد حلتهم في ذات الساحة المتربة حافيا. و"لا يتورع من النوم مع أي امرأة كانت", هكذا علق أحد رفاقه في المنتخب البرازيلي, مضيفا أن غارينشا أبدا لم يكن راغبا في مغادرة طفولته على مستوى تكوينه الوجداني, ولبساطته أشار في اليوم التالي إلى مجموعة من الشباب يستعدون لمغادرة النزل في السويد, قائلا "الشباب الظريفين ديل ماشين لشنو", وكان يعني أفراد المنتخب الروسي المصنف كأقوى المرشحين لنيل اللقب, والذين خرجوا بالأمس من المنافسة, نتيجة النزعة الشيطانية لقدمي غارنيشا نفسه على وجه الخصوص.

Post: #3
Title: Re: عازفون على آلة القدمين.. أمهرهم في التاريخ
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 05-22-2014, 03:38 PM
Parent: #2

غارينشا تعني في البرتغالية "طائر صغير", واسمه الرسمي مانويل فرانسيسكو دوس سانتوس, "من مواليد 28 أكتوبر 1933 ووفيات 20 يناير 1983"، وفي عام 1955, حين ذهب بقدم معاقة خلقة للتسجيل في نادي بوتافوغو, نظروا إليه بشيء من الريبة, ومع ذلك منحوه فرصة أن يظهر ما لديه, وما إن بدأ الطائر الصغير تغريده, حتى انتحوا جانبا, وقرروا دون تردد أن من الخير اللعب إلى جانب هذا المعاق لا ضده.

Post: #4
Title: Re: عازفون على آلة القدمين.. أمهرهم في التاريخ
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 05-22-2014, 03:51 PM
Parent: #3


Post: #5
Title: Re: عازفون على آلة القدمين.. أمهرهم في التاريخ
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 05-22-2014, 04:18 PM
Parent: #4

الكاتب الأورجوياني إدواردو غاليانو, الذي أعتبره ذا بصمة على أسلوبي منذ أن قرأت له في فترة مبكرة تعود إلى منتصف الثمانينيات, والذي أعتبره شخصيا من الكتاب اللاتينيين المنتمين للقرون القادمة بأكثر من ماركيز لقدرته العالية جدا للنفاد إلى جوهر الناس والأشياء بأقل قدر ممكن من الكلمات, له كتاب يدعى (كرة قدم), خصص فصلا لغارينشا الذي أختير في فريق العالم للقرن العشرين, جاء فيه:

"فعندما كان حاضرًا، كان الملعب يبدو أشبه ما يكون بحلبة السيرك، إذ كانت الكرة تظهر في رجله مثل حيوان مروض ترويضاً، وكانت المباريات أشبه ما تكون بالحفلات في وجوده. فقد كان جارينشا يدافع عن تميمته، الكرة، وكانا يرتكبان سوية الحماقات تلو الأخرى لدرجة كان يموت معها الناس من الضحك. إذ كان يقفز فوقها تارة، وكانت هي تتراقص فوقه تارة أخرى. كانت تختبئ أحياناً، وكان يتهرب منها أحياناً، بل وكانت تطارده أحياناً أخرى، بينما كان الخصوم يصطدمون بعضهم ببعض."

http://ar.fifa.com/classicfootball/players/player=63868/

Post: #6
Title: Re: عازفون على آلة القدمين.. أمهرهم في التاريخ
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 05-22-2014, 04:50 PM

كان عمر غارينشا في الملاعب والحياة قصيرا على حد سواء. الأعمار بيد الله, لا مراء, لكن إذا كان سبب الناس, سبب رحيلهم, يعود عادة إلى أشياء مثل الملاريا وارتفاع الضغط والسكتة القلبية, فإن سبب رحيل غارينشا يعود, سواء على مستوى الملاعب أوالحياة, إلى كونه ظل يتعامل, مع كل شيء, بذلك الحس المزاجي العالي لفنان موهوب حتى النخاع. لم يحكمه روتين قط, حتى وثاق الأسرة المقدس لم يبقيه, حيث ظهرت مغنية برازيلية أمامه, أمسكت به من الكرفته, فذهب وراءها إلى نهاية العالم, تاركا في البيت زوجته وبناته الصغار دون هوادة. وهنا مقتطف من موقع فيفا في صدد التعريف به:



Quote: كان من المستحيل التنبؤ بحركاته، وكان من الصعوبة بمكان التصدي لمراوغاته، وكان من المنطقي الاستسلام أمام سرعته، وكان من البديهي الانخداع بسحره. تلك بعض من الصفات التي ميزت الأسطورة البرازيلي جارينشا على امتداد سنوات مسيرته الحافلة، إذ كان المهاجم البارع من أفضل اللاعبين الذين حملوا قميص السيليساو على مر العصور، وهو الذي قاد منتخب بلاده – بفضل لمساته الساحرة وأهدافه الرائعة – إلى اعتلاء منصة التتويج في كأس العالم FIFA سنتي 1958 و1962.

إذا كان البرازيليون يعتبرون بيليه أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم من الناحية التقنية، فإنهم يرون في جارينشا رمزاً للجرأة والمروءة فوق أرضية التباري، إذ كان ابن ريو دي جانيرو يتسم بالشجاعة والبشاشة والمرح، مما ساعده على إدخال السعادة والسرور في قلوب الملايين من مواطنيه بفضل تألقه في ملاعب الساحرة المستديرة.

تشابلين البرازيلي
لم تكن حياة مانويل فرانسيسكو دوس سانتوس (اسمه الحقيقي) مفروشة بالورود دائماً، فمنذ أن رأى النور يوم 28 من أكتوبر\تشرين الأول 1933 في باو جراندي، وجد جارينشا نفسه في صراع مع محيطه التائه وسط ويلات الفقر وآفة الحرمان، علماً أنi وُلد بتشوه خلقي بعدما تبين أن إحدى ساقيه كانت أقصر من الأخرى بستة سنتيمترات، مما اضطره لاستشارة عدد من الأطباء المختصين، الذين نصحوه بالتخلي عن فكرة لعب كرة القدم نهائياً.

كان مانويل ينتمي إلى عائلة من 12 طفلاً، حيث كانت شقيقته روزا هي من أطلقت عليه لقب "جارينشا" (الطائر الصغير) في إشارة إلى أحد أنواع الطيور التي تعيش في منطقة ماتو جروسو. ويؤكد بعض من عرفوه في مرحلة طفولته أنه "كان نحيفاً، وكانت قامته غير منتصبة بسبب اعوجاج في عموده الفقري."

لكن نظرة الناس وأحكام الأطباء وصعوبة الظروف لم تنل من عزيمة صاحبنا، الذي عقد العزم على احتراف كرة القدم أحب من أحب وكره من كره، إذ واصل سعيه الحثيث لإيجاد مكانة داخل أحد الأندية إلى أن وافق بوتافوجو على ضمه استجابة لتوصية نيلتون سانتوس، الذي عجز عن إيقافه في اختبار تدريبي، بعدما رفضته كل الفرق الأخرى بسبب حالته الجسمانية.


http://ar.fifa.com/classicfootball/players/player=63868/

Post: #7
Title: Re: عازفون على آلة القدمين.. أمهرهم في التاريخ
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 05-22-2014, 06:01 PM
Parent: #6

في نهائي كأس العالم, عام 1950 في البرازيل, بدا النصر لأكثر من 52 مليون نسمة من أصحاب الأرض مؤكدا, على الجارة الصغيرة أورغواي, وما إن حان الوقت, وبدأت الأمور تتكشف عن هزيمة ثقيلة غير متوقعة, حتى سقط على أرضية ستاد ماركانا, قلب نحو 175 ألف مشجع برازيلي, ليغرق الاستاد في ظلمة مطبقة من الأحزان, منذ تلك اللحظة, ولسنوات كبيسة تالية, إلى أن أخذ طائر صغير يبث الفرح بغنائه عام 1957, طائر يدعى غارينشا, أعاد إلى البرازيل حب اللعبة, وعلم العالم بأسره أن يحرك مشاعره على أنغام السامبا.

Post: #8
Title: Re: عازفون على آلة القدمين.. أمهرهم في التاريخ
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 05-22-2014, 07:37 PM
Parent: #7

عام 1958.

السويد أرض ميلاد صانع الألعاب ديدا وغارينشا وبيليه.

كان الفريق الذي سيعرف على نطاق واسع براقصي السامبا يواصل تدريباته بشيء من المرح. وكان البرازيليون الشعب على الجانب الآخر من الكرة الأرضية يضيئون ليل القلق بالشموع ويبددون أحزان العام 1950 بالصلاة. أما من كان منهم سجينا فقد تركز وجوده كله حول أذنه مستمعا بحذر شديد لما يبثه المذياع. لكن ما أن حقق الفتية نصرهم الثالث حتى أخذ البرازيليون يحتفلون بنصرهم النهائي قبل أوانه. ولعل ما سهل مهام غارينشا ورفيقه بيليه, ليس فقط أنهم كانوا بمنأى عن ضغط جمهورهم, ليس لأنهم كانوا في سن يمكن معها التعويض عن خسارة, بل كذلك لأنهم كانوا على درجة من الجهل بخصومهم, مثل الروسي ياشين الذي أختير كأفضل حارس مرمى في القرن العشرين, لقد دك العيال قلعة شباكه بكثير من العبث الصبياني. هكذا, بينما خرج الملايين إلى شوارع البرازيل للاحتفال بعودة البطل, كان 16 طائرة حربية ترافق الفريق في طريقه إلى مطار العاصمة في مشهد احتفالي ولا أروع. وكان كل من بيليه قد خرج من مولد النصر على ما بدا برؤيتين مختلفتين للعالم. بيليه قال إنه بذل كل ما في وسعه للحيلولة دون العودة إلى وضعيته القديمة ك"زنجي صغير". أما غارينشا الذي سيغرق في الشرب إلى درجة التليف الكبدي محفوفا بالإكتئاب والعزلة فكل ما رجاه أن يترك لمتعة ذاته.

Post: #9
Title: Re: عازفون على آلة القدمين.. أمهرهم في التاريخ
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 05-22-2014, 09:09 PM
Parent: #8

33333.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #10
Title: Re: عازفون على آلة القدمين.. أمهرهم في التاريخ
Author: الفاتح ميرغني
Date: 05-23-2014, 06:35 AM
Parent: #9

Quote: ولعل ما سهل مهام غارينشا ورفيقه بيليه, ليس فقط أنهم كانوا بمنأى عن ضغط جمهورهم, ليس لأنهم كانوا في سن يمكن معها التعويض عن خسارة, بل كذلك لأنهم كانوا على درجة من الجهل بخصومهم, مثل الروسي ياشين الذي أختير كأفضل حارس مرمى في القرن العشرين, لقد دك العيال قلعة شباكه بكثير من العبث الصبياني.
يا سلام يابرنس تمتعت جدا بأداء هذا الاسطورة.وتمتعت بسردك البديع وأمتعني كذلك العنوان: عازفون على آلة القدمين!!
لاحظت الاسلوب الفردي في غارينشا وربما بيلية ثم التطور في اداء الفريق البرازيلي إلى الآداء الجماعي الراقص كما في كاس العالم الذي فازت به ايطاليا( باولو روسي). خسروا الكاس ولكنهم ابهروا العالم.
garincha.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
غارينشا في لقطة من تجليات "العبث الصبياني"!!
شكرا لك وانت تعزف على الكيبورد حروفا متلالئة وسلسة.



محبتي

Post: #11
Title: Re: عازفون على آلة القدمين.. أمهرهم في التاريخ
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 05-23-2014, 12:28 PM
Parent: #10

Quote: لاحظت الاسلوب الفردي في غارينشا وربما بيلية ثم التطور في اداء الفريق البرازيلي إلى الآداء الجماعي الراقص كما في كاس العالم الذي فازت به ايطاليا( باولو روسي). خسروا الكاس ولكنهم ابهروا العالم.


العزيز الفاتح:

هذا سطر شحمان, غني, صاغته يد من داخل هذا العالم, يد مدركة للأنحاء والخفايا. وهي عكس تلك اليد المنتمية لكاتب في العربية, قدم عبر القسم العربي من موقع فيفا لشخصية غارينشا على نحو مخل وبأفق إنساني شديد الضيق واضعا إياه في قالب الرذيلة, وربما يحتاج الفيفا إلى مراجعة ما يكتب باسمه, خاصة وأن مناصب مثل رئيس قسم رياضي في صحيفة عربية كبرى ينال عادة لأسباب تأتي الكفاءة في ذيلها, وقد يصل في بعضها إلى توريث رئاسة القسم للابن.

وأسعدني حقا أنك قمت بربط المهارة ببيليه بكلمة (ربما), وحسب علمي غالبية البرازيليين يدركون جيدا أن بيليه اللاعب الملتزم وصاحب الأهداف الحاسمة في تاريخهم الكروي وذي الأرقام القياسية, لا يداني غارينشا في مضمار المهارة الفردية, لقد كان له دورا مؤثرا وحاسما في الفوز بكأس العالم 1958, وأكاد أقول إنه شال الشيلة وحده في كأس العالم 1962, خاصة بعد الإصابة المباغتة التي لحقت ببيليه في بداية المنافسة وحرمته المواصلة حتى النهاية. وأكثر ما أعجبني في حوار تلفزيوني مع بيليه أنه قال لم يهزم في أي مبارة كان يلعب فيها إلى جانبه غارينشا. لكن بيليه لم ينج من الغيرة البشرية سوى بإعجوبة. وهو يواجه سؤال مراسل بي بي سي بشأن القيمة الفنية لغارينشاعلى ذلك النحو. قال "كان أفضل لاعب في خانته". واللبيب بالإشارة يفهم إجابة "أفضل لاعب في تاريخ العالم".

أجل. كان خروج البرازيل من منافسات كأس العالم في أسبانيا عام 1982 أمر بمثابة الكارثة. سقراط خرج من البوابة الخلفية للمعسكر كمايسترو معتزل للتو شاعرا بعبث الحياة نفسها. لقد كان الأمر عزيزي الفاتح بمثابة الخروج الضاحك للقدر عند رأس كل ألف سنة مما يعدون. هزيمة مرة للجمال على بلاط القبح. إنها مسار التحول البرازيلي من شاعرية السامبا إلى قسوة الأرقام ولعبة الحساب, لقد تخلى البرازيليون عن أجمل ما لديهم. فكان ظهور مفسد ألعاب الخصم "دونغا", والتي تعني بالبرتغالية "الغبي", عام 1994, جنبا إلى جنب ببيتو وروماريو. والبرازيل نفسها أصابها الكثير من الدهشة. لقد ودعوهم متوقعين خسارتهم في الأدوار الأولى. لكن معجزة الأرقام جاءت بمولود ضربات الجزاء في المباراة النهائية فزاد عدد مرات الفوز رقما. فتأمل!.




.
.
.

Post: #12
Title: Re: عازفون على آلة القدمين.. أمهرهم في التاريخ
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 05-23-2014, 01:57 PM
Parent: #11


Post: #13
Title: Re: عازفون على آلة القدمين.. أمهرهم في التاريخ
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 05-23-2014, 02:45 PM
Parent: #12

كاميرا تتابع من عل سيارة. تتجه إلى إحدى الضواحي المبنية حديثا حول العاصمة ريو دي جانيرو. كاميرا أخرى ترصد ذات السيارة. وهي تقف عند بوابة فيلا صغيرة. يهبط منها غارينشا. تستقبله بناته. لا يمر وقت طويل. والكاميرا تبدأ في رصد رب البيت. يراقص في الصالة الصغيرات ببراعة. كان ذلك التويستي twist dance. وكان الشعور النابض بالحياة على وجوههم. كما لو أنهم يقررون هنا: لا أبوة, لا بنوة, نحن فقط شلة العابرين, وقد آلينا على أنفسنا أن نجعل رحلة الغرباء أقل معاناة وأكثر يسرا. والشعور الطيب لا يدوم طويلا. ظهرت في حياة غارينشا راقصة ومغنية تدعى ألسا. واختفى ذلك الراقص بعد موجة حب جارف. وبعد أكثر من ستين سنة, زار فريق تلفزيوني تلك الفيلا الصغيرة. تحول ما بدا لحظة توقف سيارة غارينشا حيا راقيا إلى حيز مزدحم أقرب إلى مساكن الفقراء. وبيت غارينشا الذي تقطنه بنته الصغيرة وزوجها بدا خربا مقفرا وغارقا في الكآبة. ومن احدى غرفه المطلة على الشارع كان الزوجان يبيعان وجبة شعبية. وحدثت المعجزة. أعاد البرنامج الاعلاني التلفزيوني ترميم وبناء البيت القديم في شكل مطعم حديث وسكنى لهما هيئة متحف كل ما فيه كان يذكر بابن البرازيل المحبوب, الذي لم تستطع إنقاذه, الذي بدا في أواخر أيامه منسيا كفراغ لحني في مقطع غنائي ينقصه شيء مبهم وغامض, والذي حين مات خرجت العاصمة عن بكرة أبيها لتودعه, بكل الحب.

Post: #14
Title: Re: عازفون على آلة القدمين.. أمهرهم في التاريخ
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 05-23-2014, 04:19 PM
Parent: #13









.
.

Post: #15
Title: Re: عازفون على آلة القدمين.. أمهرهم في التاريخ
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 05-23-2014, 06:27 PM
Parent: #14

لكن لا أحد كان بوسعه إنقاذ غارينشا من السير طائعا نحو جرف الهاوية:




.
.
.


لا أحد..

.
.
.


حتى الحب:


imagessudan1sudan6.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



images34.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



imagessudan2sudan2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com





.
.
.


بينما الابنة تجمع مقتنيات أبيها:



mmmm.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #16
Title: Re: عازفون على آلة القدمين.. أمهرهم في التاريخ
Author: الطاهر الطاهر
Date: 05-23-2014, 06:34 PM
Parent: #15

على سبيل المتابعة
لم اجد اجمل تعبير من كلمات اخونا الفاتح ميرغني
فسقتها لعلها تعبر عن اعجابي بالبوست ..

Quote: شكرا لك وانت تعزف على الكيبورد حروفا متلالئة وسلسة

Post: #17
Title: Re: عازفون على آلة القدمين.. أمهرهم في التاريخ
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 05-23-2014, 09:15 PM
Parent: #16

Quote: على سبيل المتابعة
لم اجد اجمل تعبير من كلمات اخونا الفاتح ميرغني
فسقتها لعلها تعبر عن اعجابي بالبوست ..

Quote: شكرا لك وانت تعزف على الكيبورد حروفا متلالئة وسلسة


لكما أجر تسابيح الطير لخالقها والجبال بالعشي والآصال.

Post: #18
Title: Re: عازفون على آلة القدمين.. أمهرهم في التاريخ
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 05-24-2014, 08:11 PM
Parent: #17

دييغو أرماندو مارادونا, التالي:



mrdwn_0.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

Post: #19
Title: Re: عازفون على آلة القدمين.. أمهرهم في التاريخ
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 05-24-2014, 09:13 PM
Parent: #18

هذا أفضل لاعب في تاريخ العالم أبدا بالمقاييس البحتة للمهارة أوالموهبة. قد يمسك بحبة الذرة أوالبطيخة سيان. فإذا روائع بتهوفن وموتسارت وباخ تنساب من قدميه انسياب العالم الوسيع الرحب من قلم غابريال غارسيا ماركيز. لا شيء يوقف اختراقاته الحذقة لدفاعات الخصوم سوى طلقة مسدس. وهذا للأسف الشديد لم يكن متاحا بعد انتهاء حرب الفوكلاند بين بلاده الأرجنتين وانجلترا في بطولة كأس العالم بالمكسيك عام 1986. حين إلتقى الفريقان وسجل هو هدف ب"يد الإله" وآخر بعد أن أمسك الكرة من بعد نحو ستين مترا وانطلق في هجمة عنترية مدهشة مراوغا ستة من لاعبي انجلترا. أجل, الهدف نفسه أعتبر أجمل هدف تم احرازه على امتداد القرن العشرين. مارادونا المولود في 30 أكتوبر 1960 يحتوي ذات نفسه على فرقة مكتملة ذات جاهزية عالية. إنه مجموعة لاعبين احتواها جسد واحد بساق واحدة معاقة. وللأسف, متعة الفرجة على معزوفات مارادونا الأكثر ندرة من نوعها كانت تتم على فترات متباعدة تخللها الكثير من المشاكل والدموع والإصابات والألم. وثمة أمران مهمان في مسيرة هذا اللاعب الفذ جديران بالاعتبار لدى تناول سيرته: 1/ كانت موهبته أكبر من أن يحتويها العالم المولع بالمراهنات والمضاربة. 2/ كان فضاء العالم أكثر ضيقا لفرد جناحيه على اتساعهما.

Post: #20
Title: Re: عازفون على آلة القدمين.. أمهرهم في التاريخ
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 05-25-2014, 11:39 AM
Parent: #19

والآن, من منكم لا يتذكر دموع مارادونا الحارة السخية المتساقطة كجمرات على شغاف قلب, بينما يتسلم مداليته الفضية بعد آخر مباريات كأس العالم عام 1990, لقد تسيد قبلها الملعب واحتمل من أشكال الضرب تحت الحزام وفوقه في آن ما احتمل, فإذا الدقيقة 85 والمباراة تكاد تلفظ أنفاسها الأخيرة, والحكم في احدى السخريات المرة للقدر يحتسب ضربة جزاء لصالح ألمانيا الغربية أي إنسان ليست له صلة بكرة القدم يدرك جيدا أنها غير صحيحة بالمرة. هكذا, وسط الضحكة الزائفة المشتراة غير المستحقة للألمان, يتدخل أحد أمور هذا العالم الغبية, ويحول بين موهبة مقتدرة وبلوغ هدف بدا أقرب من حبل الوريد. وتلك على أية حال لم تكن قصمة الظهر الوحيدة في المسيرة الاستثنائية للسيد المبجل دييغو أرماندو مارادونا, فقد حدث قبلها بسنوات عديدة أمر, أنا متأكد تمام التأكد أن مرارته سترافق مارادونا إلى مثواه الأخير. أجل, ثم مرارات لا يخفف ثقل ضغطها مرور الزمن. ربما لأنها غير مبررة. أو لا يد للمرء فيها.

Post: #21
Title: Re: عازفون على آلة القدمين.. أمهرهم في التاريخ
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 05-25-2014, 03:15 PM
Parent: #20


Post: #22
Title: Re: عازفون على آلة القدمين.. أمهرهم في التاريخ
Author: Abdlaziz Eisa
Date: 05-27-2014, 05:49 PM
Parent: #21

Quote: غارينشا تعني في البرتغالية "طائر صغير", واسمه الرسمي مانويل فرانسيسكو دوس سانتوس, "من مواليد 28 أكتوبر 1933 ووفيات 20 يناير 1983"،
وفي عام 1955, حين ذهب بقدم معاقة خلقة للتسجيل في نادي بوتافوغو, نظروا إليه بشيء من الريبة, ومع ذلك منحوه فرصة أن يظهر ما لديه,
وما إن بدأ الطائر الصغير تغريده, حتى انتحوا جانبا, وقرروا دون تردد أن من الخير اللعب إلى جانب هذا المعاق لا ضده.


الاخ العزيز البرنس

كلما يحين ذكر عمالقة كرة القدم تذكر البرازيل
وكلما تذكر قرة القدم في البرازيل يكون اسم بيليه حاضراً..
اسم بيليه انطبع في اذهان الناس بأنه الموهبة المتفردة تاريخيا في كرة البرازيل والكرة العالمية..
غارينشا
موهبة رفيعة
وفعلا هو عازف على آلة القدمين ..
مهارة متفردة
فهذا الخيط مهم جدا ولفت الانتباه الى هذه الموهبة
ونبهتنا الى ان بجانب الجوهرة السوداء فهناك من لا يقل عنه موهبة وعطاء..

مودتي

Post: #23
Title: Re: عازفون على آلة القدمين.. أمهرهم في التاريخ
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 06-01-2014, 10:44 AM
Parent: #22

حياك الله عبد العزيز أخي:

وكما تفضلتم, للتاريخ غالبا أحكام بها قدر من السخرية, ذلك أن له غربال واسعة أخرامه, فكم من بشر وضعتهم سلطتهم وميزان علاقات القوى لصالحهم, في دائرة الضوء, حتى أنك تحسبهم أرسخ خلودا من الشمس ذات نفسها, وحين اضمحل سلطانهم وتبدد مع مرور الوقت بدا كما لو أنهم لم يكونوا. وفي المقابل, يأخذ التاريخ بصبر تعادل الثانية منه أحيانا مقدار مائة عام مما نعد في التنقيب خلف الطبقات المتراكمة من النسيان والسهو والتجاهل والاقصاء والاهمال والنفي, ليعود إلى سمائه بنجوم بدا أن من اللا عدل أن تظل مطمورة إلى الأبد. وللأسف, كما في حال هذا النجم غارينشا, إذ يبدأ التاريخ في السخرية ممن عاثوا قبلا فسادا في صفحاته, إلا أن من يعيد إليهم الاعتبار يعجز أن يعيد إليهم نضرة حياتهم المسروقة, خاصة وأنهم كانوا بقدر أوآخر أصحاب حدوس بخلود ما أنجزوا وأودعوا أرواحهم داخله. مثلا, صديقي فان جوخ, في فترة مبكرة من حياته القصيرة, تجاهل طلب صديق له أن يضع توقيعه على لوحة مهداة, قائلا "لا تقلق, سيمر وقت طويل ليدركوا من الإسلوب وحده أنها لي". وقد كان.