أنا ( ما.. من الجواز البيقيف في الصف)...او عندما يكون التقييم الشخصي (ورقة)

هكذا قالت السودانية صاحبة تسجيل الواتسب الاشهر هذه الايام اوساط جيل التكنولوجيا السوداني...
وبهذا ( قيّمت ) نفسها بنوع الجواز الذي تحمله...
ذلك مبلغها من العلم...

الله يستر عليك من محاضرات ابو حسين ومساككاتو
ويا ويلك لو عندك يوزر في الراكوبة

لا اظن انني فعلت شيئا يستحق (المساككة) من اي شخص...اخي علي
ولا املك يوزرا في اي موقع الكتروني آخر سوي منتديات مريخية....

ولكني مندهش من شخص يفترض فيه (التمدن...بحكم انه سافر خارج محيطه) يظن في نفسه سموا ...لأنه يحمل جوازا يبيح له عدم الوقوف (في الصف)...

من المعروف انه في عهد الانقاذ ازداد (بمتوالية هندسية) عدد السودانيين الذين هاجروا (وهجروا البلاد)...وعدد الذين سعوا - وامتلكوا - جوازات اجنبية
غالبيتهم جعلت من الانقاذ نفسها ...سببا للهجرة و طلب الجواز الاجنبي
السودان نفسه (قبل الانقاذ ) كان بطيخة مقفولة للعالم الخارجي غير الاسلامي و العربي
كانت مفاتيحه موجودة عند المصريين و الانجليز
وجاءات الانقاذ ..بخدعة كبرى ..كان اول ضحاياها المصريين انفسهم.....
ومع مجئ الانقاذ ظهرت تغييرات سياسية كبرى في المنطقة ابرز صورها كان الغزو العراقي للكويت...
وبعد بضع سنين ...ظهرت القاعدة .....وادخلت الانقاذ السودان في قلب الاحداث...
وعندما بحث العالم الغربي في اضابيره عن السودان كان لابد له من اللجوء للمصريين و الانجليز لكشف الستور عن السودان
فإذا بهم يجدوا ان المصريين فقدوا نفوذهم في السودان ..وان سفير الانجليز بالخرطوم تمت اهانته ..وطرده من السودان

في إعتقادي انه مع تطور الصراع حول السلطة في السودان وجد الغرب ضالته في ذاك الصراع....
كانت واحدة من سياسات الانقاذ في تخفيف الصراع هو هدوء الجبهة الداخلية ..وبالتالي عمدت لتقليل وجود شباب عاطل في الطرقات
وبغباء تحسد عليه...عملت على إدخال هؤلاء الشباب الى الجامعات
(لم تفكر لابعد من ال 4 او ال5 سنوات التي سيقضيها الشاب في الجامعة..ولكن بعد ذلك....لا شيئ)
فكانت النتيجة انه بعد 5 او 4 سنوات من ما سمي بثورة التعليم العالي ....
خرج شباب مثقف ..ومتعلم بدون نضج سياسي كاف ..من الجامعة الى الشارع مباشرة
وصاروا هم ايضا وقودا للصراع...ولكن هذه المرة ....اختلف نوع الوقود...واختلف من يحركون الصراع
غالبية هؤلاء الشباب (وبتشجيع خفي من الانقاذ) خرجوا من السودان في هجرات جماعية و آحادية....
بعض اطراف الصراع ايضا هاجروا (بعضهم استغل الصراع القبلي او الاختلاف الديني ...الخ. حتى يقتنع العالم الخارجي بمفهوم التطهير العرقي او الديني وكان ذلك تطور نوعي في الصراع حول السلطة)
الهجرات الفردية...إن لم تكن بوسيلة (شرعية) للعمل و الدراسة...اتخذت من اللجوء السياسي وسيلة (ايضا تطور نوعي في الصراع حول السلطة).....
ثم كان الاستغلال (المثمر) لضمير العالم الخارجي...حتى ولو بمعلومات مغلوطة...
فشاهدنا عمم بيضاء لوجوه سودانية محاطة بذوي البشرة السوداء وتم اعلامنا بأن هذا (سوقا للرقيق) في السودان
وسمعنا بالاقصاء الاقتصادي....والاذلال الديني...والاستغلال الجنسي.....الخ
بل ان كل من يستطيع ان يضمن تمويلا خارجيا لعدد من عربات (التاتشر) واسلحة اتوماتيكية ...يمكنه ان يكوّن حركة متمردة في السودان تؤرق السلطة و تحرق الابرياء

يا حبيبنا
المقدمة دى ولا (إبن خلدون)
كدى ادخل فى الموضوع بالنجيضة طوالى....

________

مع الإحترام الشديد

والله يا حسن ياخوي ...النجيضة دي انا زاتي كايس ليها

كمية كبيرة جدا من السودانيين خرجوا.....وبالطبع خرج معهم كل المستور عن السودان..
دولة تركت على الهامش زمنا طويلا....موارد لم تستغل (وتركت في الحفظ و الصون)...
جاء الان نظام يتحدى، يحاول تجميع الحركات الاسلامية، يشتبه في قيامه بمحاولات لزعزعة انظمة الحكم في دول تحيط به...
وهو ماهو ..من نظام عسكري، تنعدم فيه الشفافية، ورث نظاما اقتصاديا قوامه المعونات الخارجية...و توسلات بإمهال دفع فوائد الديون....الخ

الان تم تركيع النظام بالكامل....
والفضل في هذا الركوع يرجع - بعد عوامل سالبة واضحة في كيفية ادارة الدولة عند سدنة النظام - الى مثل هذه السيدة التي خرجت من السودان لجوءا الى امريكا
وعبارة مثل ( يعني ..انا ما ..من الجواز البيقيف في الصف)