|
|
|
Re: كلمة الأستاذة هالة عبد الحليم في ندوة حركة حق بأمبدة 10/5/2014 (Re: مازن صلاح الأمير)
|
لقد خبرت بلادنا الحرب والحروب جيداً. فالحرب الأهلية الأولى في بلادنا، والتي تعاظمت ويلاتها على مدى أربعين عاماً لتكون أطول الحروب في إفريقيا والعالم المعاصر، قتلت أكثر من مليونين من البشر، وشردت داخل الوطن وخارجه أكثر من اربعة ملايين، وحولت حياة الآخرين الى جحيم، ودمرت البيئة والبنيات التحتية الهشة والضئيلة في الجنوب، واجهضت كل محاولة للتطور والنماء ومزقت النسيج الاجتماعي علي المستوى الوطني. لقد انتهت تلك الحرب بتقسيم الوطن وانفصال الجنوب، ولكن يبدو أن ذلك الثمن ليس كافياً بعد إذ خسرنا الجنوب و ذلك الثمن ليس كافياً بعد إذ خسرنا الجنوب ولم نكسب السلام. الحرب ليست في مصلحة الوطن ولا مصلحة للشعب فيها بتاتاً. لقد كانت الحرب، ومازالت، هي المصرف الأساسي والضخم لإهدار الثروة الوطنية، وهي قطعاً ليست في مصلحة المهمشين من أبناء وبنات الشعب الذين هم وقودها وضحاياها، لأنها تلغي من قائمة الأجندة الوطنية قضايا التنمية والتطوير والعمران، وتوفير الحاجات الأساسية، وبناء المدراس والمستشفيات والبيوت وصياغة المناهج وتوفير العلاج والدواء، وإقامة الاسواق، والتوسع في الزراعة وبناء المصانع، واللحاق بركب العالم، فضلا عن حريات التنظيم والتعبير والحراك والديمقراطية وحقوق الإنسان. نعلم أن الموضوع الذي يشغل الحركة السياسية الآن، في شقها المدني، هو موضوع الحوار، أي الحوار مع النظام، وسأعود لهذا، ولكن لا بد من أن نقول بأعلى الأصوات أنه لا يمكن لنداءات الحوار أن تسمع وسط دوي المدافع، ولايمكن لتلك البطاقات أن تقرأ في ظلمة القصف والقنابل الحارقة. لايمكن أن يتحدث الناس عن أي شيء والموت يحدق بهم من كل جانب ويفنيهم في كل لحظة. لابد من وقف الحرب أولا، إن كانت دعوة الحوار جادة. هذه ليست مزايدة، إلا بالنسبة للذين لا يعني حق الحياة بالنسبة لهم شيئاً، لأن حياتهم هم فقط ليست في خطر وليست على المحك. هؤلاء لا يعنيهم شأن المواطنين السودانيين العاديين المهمشين وفي الكهوف والجبال وأصقاع دارفور. قبل فترة ليست طويلة تحدثت عن الممارسات السياسية السودانية التي لا تقيم وزناً لحياة الناس ولاتكترث لمصائبهم ومآسيهم وما يحيق بهم، وقلت " كم يا ترى من المواطنات والمواطنين السودانيين فقدوا حياتهم وهلكوا في خلال هذه السنوات الخمس فقط، دع عنك ما سبقها من عقود، كم طفل فقد أبويه؟ كم شاب في مقتبل العمر فقده أهله؟ كم أم ثكلت، وكم أب تمزقت نياط قلبه؟ بفعل الحروب الهوجاء والصراعات والنزاعات المسلحة المستمرة في كل أصقاع الوطن، أو ما تبقى منها، نطفئها هنا لتشتعل هناك، ونخمدها اليوم لتندلع غداً؟ كم ماتوا بفعل الأوبئة والأمراض المستوطنة، بل وبالأمراض البسيطة أيضاً، وكم من الأمهات غادرن هذه الحياة وهن يهبنها في غرف الولادة الملوثة؟ كم من الأطفال يهيمون على وجوههم، بيوتهم الشوارع، ومأواهم الخيران والمجاري، بلا تعليم ولا مستقبل، وكم طفل تسرب من الدراسة البائسة، أو أخرجه أبواه منها لعدم قدرتهم على تحمل المصاريف؟ كم من مئات الآلاف، بل والملايين من الشباب، أضيفوا لصفوف البطالة، وتغلق أمامهم أبواب الحياة الكريمة يومياً؟ كم من النساء اغتصبن في مناطق الحروب والنزاعات، وكم من الفتيات جلدن وأهينت كرامتهن بفعل قوانين النظام العام الحقيرة؟ كم وكم وكم؟؟؟؟؟ كم من الخسارات الفادحة على مختلف الأصعدة؟
| |

|
|
|
|
|
|
|
Re: كلمة الأستاذة هالة عبد الحليم في ندوة حركة حق بأمبدة 10/5/2014 (Re: مازن صلاح الأمير)
|
| Quote: إن رسالتنا لكم يا مواطني أمبدة واضحة: يا أهلنا من بنات وأبناء الهامش في مدن المركز وعلى أطرافها، نحن جميعاً شعب واحد ونسيج واحد. أنتم هنا لستم أغراباً ولا ضيوفاً ولا مهاجرين، أنتم مواطنون، أنتم أهل بلد وهذه أرضكم وبلادكم، ولكم فيها من حقوق المواطنة "المسلوبة" مثلما لاهل المركز. إن هذا النظام، نظام الإنقاذ، يحاول أن يصنع منا شعوباً وقبائل لا لنتعارف ونتآلف، وإنما لنتقاتل. لقد أجبركم هذا النظام على ترك دياركم وقراكم الأصلية وأجبر من تبقى منكم، تحت وابل القذائف والقنابل وحروب الإبادة القذرة وإحراق الأخضر واليابس وتدمير الحياة، على الرحيل والنزوح إلى أطراف وأصقاع تنتفي فيها أدنى شروط العيش الآدمي. ليس ذلك فحسب، وإنما عمد أيضاً إلى زرع الفتنة بإيهام سكان المدينة بأنكم تتربصون بهم تتحينون الفرصة للانقضاض عليهم وسلب ممتلكاتهم وإشاعة القتل والتخريب، وكذلك بإيهامكم أنتم أيضاً بأن عدوكم إنما هم سكان تلك المدن، لا النظام. لقد آن الأوان لنقول لهذا النظام أن خدعته قد أصبحت بالية، وأن الذي يسقط القنابل الحارقة على قرى دارفور وجبال النوبة وأحراش النيل الأزرق، هو نفسه من يطلق الرصاص في شوارع الخرطوم وجامعاتها وأحياء أمدرمان وربوع مدني. تبقى الحقيقة الناصعة هناك شعب واحد هو الشعب السوداني بكل جهاته وقبائله |
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
Re: كلمة الأستاذة هالة عبد الحليم في ندوة حركة حق بأمبدة 10/5/2014 (Re: مازن صلاح الأمير)
|
اتهمني البعض بأنني إنما أتملق مشاعر الجماهير! لقد فقد هؤلاء الصلة ليس بالجماهير فحسب، وإنما بالحياة ذاتها. أنهم يعيشون في خيالات من ماض كئيب ليس إلا. لقد قلنا رأينا حول عملية الحوار هذه من قبل وهو يتلخص في الآتي: أولاً: لقد اطلق النظام دعوته الملتبسة للحوار لأسباب تتعلق به هو نفسه، ولا تتعلق بالأزمة الوطنية الشاملة. المقصود من هذه الدعوة هو حل أزمة النظام وليس حل الأزمة الوطنية ودليلنا على ذلك بكل بساطة هو أن هناك قضايا حلها في يد النظام بصورة كاملة ومطلقة ولا يحتاج النظام للتفاوض مع المعارضة ولا مع أي جهة أخرى للتوصل إلى حلول لها وتنفيذها. ثانياً : المدخل الصحيح لعملية الحوار يتم عبر إيقاف الحرب أولاً. هدفنا من الحوار ليس مشاركة في السلطة بأي صورة كانت، وإنما تحقيق السلام، وإنجاز التحول الديمقراطي التام، وفتح الباب أمام حلول للأزمة الاقتصادية المستحكمة بما يحقق الحد الأدنى من الحياة الكريمة لشعبنا ويوفر له الخدمات الاجتماعية والأساسية، وإيقاف الفساد واستعادة موارد البلاد المنهوبة. لهإنجا ثالثاً: النظام لا يحتاج للتفاوض مع المعارضة حتى يلتزم هو بنصوص دستوره، لا المعارضة ولا أي جهة أخرى تمنعه من ذلك، وإنما هو نفسه الذي نكص عن الالتزام والتقيد بدستوره، بإصداره عمداً لقوانين تخالف الدست الدستور، وبتعمده استمرار سريان قوانين تتعارض مع الدستور، وبقيامه بممارسات وإجراءات تنتهك الدستور انتهاكاً واضحاً وصريحاً. إذا كان النظام جاداً في دعوته للحوار فليعلن التزامه التام بدستوره هو نفسه، وليقم بإلغاء كل القوانين والإجراءات والممارسات التي تتعارض مع الدستور. المسألة واضحة وفي غاية البساطة، كيف نأمن أن النظام سيلتزم بأي اتفاق مع أي طرف، إذا كان هو غير مستعد للالتزام بدستوره نفسه؟ في الختام، أتقدم لكم مرة أخرى بشكري الجزيل وأكرر امتناني لحضوركم ندوتنا واحتفالنا هذا ودمتم
| |

|
|
|
|
|
|
|
Re: كلمة الأستاذة هالة عبد الحليم في ندوة حركة حق بأمبدة 10/5/2014 (Re: مازن صلاح الأمير)
|
Quote: " ان التجربة التاريخية , والعالمية الواسعة , توضح أن النازحين الى المدن، وهم بالملايين لا يرجعون الى " موطنهم الاصلي " كما يتصور بعض السياسيين او بعض الخائفين على فوائضهم من الثروة، او بعض المتشبثين " بنقاء " المدينة السودانية الشمالية، وطابعها العربي او الاسلامي . ان هؤلاء النازحين في غالبيتهم الساحقة لن يعودوا. فقد انتظروا الحداثة عقودا طويلة من الزمان ولكن الحداثة لم تشرف في ديارهم، فجاءوا بأنفسهم الى مواقع الحداثة. اليسوا هم الاخف !! وانتظروا التقسيم العادل للثروة والسلطة، فلم يطرق ذلك ابوابهم، فجاءوا الى حيث يمكن ان يجدوا نصيباً مهما ضؤل من هذه الثروة والسلطة، أو على الاقل ليذكروا الظالمين والاقوياء بوجودهم على قيد الحياة. ولن يرجعهم أحد، ولن يمنعهم احد من العودة بعد أن عرفوا طرقها حتى ولو تضافرت عليهم " الكشات " وقام عليها عتاة شداد من الامن والشرطة والجيش . إن السياسي المؤمن بالعدالة اماعية وبالتعددية العرقية والدينية والثقافية يجب ان يرسم خططه ويصوغ برامجه على أساس أن هذه الملايين جاءت لتبقى، وأن لها حقا في التعليم وفي العلاج وفي السكن وفي العمل وفي التملك . وأن هذا السياسي سيبدأ بداية صحيحة اذا نادى باعتراف بوجود هؤلاء ودعا الى تمليكهم جميعا قطع الارض التي يسكنون عليها عشوائيا حاليا، وتخطيط هذه المدن الجديدة وادخال الخدمات الاساسية اليها، واذا سعى الى تنظيم هذه الجماهير نفسها لتدافع عن البرنامج الذي يطرحه امامها وان يشركها في صياغة هذا البرنامج " |
| |

|
|
|
|
|
|
|