دي ترا النصيبة ......الكلاب ....

ما تبعدو،،،جاييكم

لاكثر من اربعين عاما ،ظللت اخاف الكلاب...
ليس ذلك الخوف المنطقي الذي يتحايل الانسان ليخفيه،،يروضه،يمشي حاله معه...
هذا خوف من نوع اخر ،حير المريض والطبيب..
لماذا ؟ وهذه حادثة افضل ان اتركها لتخمينكم..
ولكن المهم في الامر،اني قضيت عمري علي هذه الارض،اباعد بين كل درب وسبيل يمكن ان يضعنا وجها لوجه..
في الحقيقة طوال عمري لم تطا قدماي بيت احب خالاتي الي،ذلك بانهم وسط جيرة لهم من الكلاب قطيع وقطيع..
وبرمجت مساراتي في القرية والغيط ،بمكر يفوق ايما ج ب س حديث،،فانا اتحايل وازاوغ وازاور،،بين منعرجات وسكك،لم يمر بها ###### منذ زمان المرحوم ###### اهل ال######.
ولعل حيرتي الوجودية الدائمة ،،لماذا وجدت الكلاب...
الصدق اقول لكم ،،ما كرهت مخلوقا من مخاليق الله مثل كرهي لها..
وفي الليل ،وانا اتغلب علي فراشي ،اسمعها تنبح،،اهمهم...عليك اللعنة..
وفي النهار نادرا جدا ان اراها،،من بعيد..
في فريقنا ،،في حلتنا ،،لا توجد كلاب..
واذا حدث وجاءت يتصدي لها عفاريت من الصبيان،،يرمونها بالحجارة السجيل،،فتفر ،،بنت ال######،ولا تعاود...
ولكن امر الله لا بد نافذ..
فرغم تدبري لامري طوال العمر،،حدث ما لم يكن في الحسبان..
وقعت الواقعة..
نكمل ..

كانت غربة طويلة،،في بلود عديدة، لم تقع عيناياي عليها،،اليس هذا بالامر الغريب ؟ الحق اقول انها غابت عن العين،،،فغيبتها عن البال..
اخبرتني زوجتي ان عموم اهل المبني في انتظاري عند بوابة السكن، كانت المسافة من المطار الي حيث نحن ذاهبون،،مسكننا،،جد قريبة،،وجميلة وبهية،،وكنت في قمة السرور..
وصلنا،،،ولكن مهلا،،،
اني اري جمع الناس،،نقترب منهم ويقتربون منا...
وتثاقلت خطواطي ،،بل قد تخشبت...
وتلعثمت...
تصببت عرقا...
صرخت زوجتي...
ااطلب الاسعاف...
قلت مشيرا بكلتا يدي...ل ل ل ل ا...
ال ك ل ا ب..
كان امامي فصيل منها،،مختلف الوانه،،مجنزر ،ممسوك...
كان مع اصحابه جيراننا...
وبدات الحرب...

كانت حربا من نوع اخر..
كان يقينا لدي اما ان اتصالح مع من وما حوالي ،،واما عشت العزلة ،وربما السخرية من هؤلاء الجيران الطيبين...
لن اقول الكثير،ولكني اختم ،،قائلا...
ها انذا الذي قضيت عمري كله خصيما للكلاب،نائيا عن افاقهن،جاهلا بايما امر يخصهن،،هاانذا الان وسط جيراني،عالما باجناس وطباع وعلوم الكلاب،،معرفة لا تصدق،ولقد جلبت لي صداقاتي مع الكلاب محبة لا تصدق مع جيراني،،وصرت مامونا علي الانفس والكلاب..
البارحة اعطتني جارتي الحسناء الطيبة،المعلمة النابهة،مفتاح شقتها واستاذنتني ان اقوم مقامها في صحبة صديقتها ميمي..اثناء غيبتها التي ستمتد لايام ثلاث.
بكل سرور،،،قلت.
حضنتني الحسناء،تبسمت،واستعذت سرا،، من لطف الخواويج الحبيب.

علي الدين بكري أبو بكر عشان حكيك الطاعم المنعنع دا
يطلق سراح الكلاب والجداد والحمام وأي حاجة زاتو



يا اخي تطعم أيامك
يدك شربات
واصل ما تفاصل بالله

تحياتي، محبتي واحترامي

عزيزنا بله..
حقيقة الامر ليست هي بالحكاية الادبية..
وانما تجربة حدثت بكل تفاصيلها
المفارغة حيث حدوث اكثر الاشياء رعبا لديك حين وحيث لا تتوقعها...
ثم ان ما تحسبه عدوا ومصدر خوفك الابدي ،،يمكن في لحظة
ان يصير صديقك,,,
قل لي بربك ،،
اذا لم انتصر علي خوفي،،
فماذا كنت فاعلا في بلاد الخواويج
والكلاب حيوانات اليفة وصديقة
بكل افق
وثم ان كل شئ ممكن..
هزيمة الخوف والكره...