رحيل الملك المبروك ... مقال بقلم الاستاذ فتحي شيلا

رحيل الملك المبروك ... مقال بقلم الاستاذ فتحي شيلا


11-09-2008, 11:42 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=466&msg=1273123206&rn=0


Post: #1
Title: رحيل الملك المبروك ... مقال بقلم الاستاذ فتحي شيلا
Author: omer osman
Date: 11-09-2008, 11:42 AM

رحيل الملك المبروك
6/11/2008م
فتح الرحمن شيلا
ودعت البلاد يوم الاربعاء الماضي بحزن والم،وحسرة وصدمه ممزوج بايمان صادق ويقين كامل بقضاء الله وقدره ، الحسيب النسيب السيد احمد الميرغني رئيس مجلس راس الدولة السابق ونائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقرطي ،ودعته البلاد رسميا وشعيبا في موكب مهيب وجمع غفير مع دعوات صادقات من جميع محبيه ومن منا لم يكن يحبه ، وقد تجسد في شخصه الكريم كل معاني القيم والاخلاق الفاضله ، وتنزلت علي محياه الباسم علامات النبل والشرف، وتمثلت فيه صدق الاخوه وحقيقة الشجاعه كما لم يتمثل في احد من قبل ولاعجب، فهو الذي كان يقتفي صغير الامور وعظيمها اثر والده مولانا السيد علي الميرغني طيب الله ثراه، فكان كشجرة وارفة الظلال طيبة الثمار يستظل تحتها الجميع. ولقد شهد العالم وزعماءه جميعا بالحكمة والعقل الرشيد ،وكنت شاهدا اري واسمع حينما خاطبكم العقيد معمر القذافي باعتباركم – حقا وصدق - احد حكماء العالم العربي، ولم يشهد الا بماعلمناه عنكم صديقا وفيا للجميع، سخيا وافر الكف عفيف اللسان،ولقد جاء من قبل علي لسان الاسكندر الاكبر " انه لشئ جميل ان تعيش الحياه وانت تمتلك الشجاعة وان تموت تاركا وراءك صيطا خالدا".
السيد الرئيس حق لك انت تلقي ربك راضيا مرضيا ، فلم تسجل لكم المحافل الوطنيه الا الصدق والاخلاص، وعفة اليد واللسان نموذجا للعترة النبويه الطاهره الشريفه، فمن منا ينسي دعوتكم لنبذ العنف وطرد الكراهيه ، واعتماد الحوار وسيلة لبلوغ الغايات ، نعم فلقد اعلنتها حينها وصوت الرصاص يعلو ويزداد ، بينما كان حديثكم داويا مدويا، فكان صوتكم اعلي واصدق واكثر نبلا وخيرا للوطن والموطن، ورحم الله احمد شوقي حيث قال :
شيعوا الشمس ومالوا بضياءها *** وانحي الشرق عليها فبكاءها
ومازالت اسماعنا تحفظ نصيحتكم الغاليه " لالنقطة دم سودانيه واحده" ،وهاهي الدماء تسيل في دارفور التي علمت من اجل احلال السلام فيها كرئيس لدائرة دارفور بالحزب الاتحادي ،لااحد يمكن ان ينسي نصائحكم الخالده،وانت تقول "لا للدمار، لا للحرب، نعم للتنميه والتعمير، نعم للاستقرار والسلام.
جزعك في مصيبة صديقك احسن من صبرك،وصبرك في مصيبتك احسن من جزعك واني لادعي وانا صادق بانني كنت له صديقا مقربا ،ولكن من من الناس لم يكن له صديقا، فلقد تميز بعلاقاته الجيده مع الجميع لكن كان لي شرف مرافقته عند عودته الميمونه الي الوطن قبل ثمانية اعوام ،واتذكر وقتها عندما كان يردد علي مسامعنا انه لايدعي حلولا تنسب اليه ولابطولات تسجل باسمه ، ولاانجازات ترد اليه دون سواه ، لكنه سيظل يبذل الجهود المخلصه ويحمل الامال الصادقه والرغبه الجاده، فوق هذا وذاك فلقد شهد لك السودان كله من اقصاه الي ادناه بانك لم تكن طعانا ولا لعانا ولافاحشا بل العفه كل العفه، وظللت مترفعا ساميا منفتحا العقل بضمير حي لايحمل الا هم الوطن.
ياراحل اكبرتك الحادثات ***ومااكبرتها عن تليين وتشديد
ابكيت حتي العلا والمكرمات ***وماجفت عليك ماقي الخلد والخودي
ربات الكل والاصحاب كلهم *** عليك مابين محزون ومصبور
يبكون فقد امري للخير منتسيبي *** بالبشرمنتقبن في الناس محمود
لقد شيعتك الجموع الحاشده من كل الوان الطيف السياسي ومشايخ الطرق الصوفيه وجماهير حزبكم وجموع الشعب التي خرجت تودعكم وتودع معك الحب والاخلاص والوفاء والخير كل الخير الذي لم تنطق الابه ، ودعتك وانت ترحل في هدوء كما كانت حياتكم العامره بالخير والعطاء هادئه، وعزءانا وان كان فقدكم لاعزاء بعده اننا نضع نصب اعيننا حديثكم الهادي بضرورة الاتفاق وتناسي مرارات البلاد حرصا علي مستقبل الوطن الذي كان همكم الاول والاخير، تردد في اذاننا منذ سماع النبا المفجع هتافات جماهيركم في الولايه الشماليه وهي تتدافع نحوكم حبا وتبركا "مرحب مرحب بالمبروك" ، وقد اطلق من قبل والدكم العظيم عليكم لقب الملك، وكنت حقا ملكا تملك حب الجماهير ووفاء الاهل.
مواقفكم الوطنيه تعددت فكنت شجاعا كعهدنا بكم ، حيث رفضتم الانسحاب من الحكومة في الديمقراطيه الثالثه وانت تعتلي سدة الحكم حرصا علي الاستقرار الذي كنت احد اركانه تعلن بانحيازكم للوطن ونبذكم للتفرقه والتحزب ، فقد كنت قوميا لامة السودان متواضعا مع شعبه ،تميز بوعي كامل ويقين ثابت بين الوطن ومصالحه ومعارضة الانظمه لاتخلط بين نهج المعارضه ومعادات الدولة.
انا لنتقدم باحري التعازي وقلوبنا ملها الحزن والاسي لكنها مؤمنه وراضيه بقضاء الله وقدره ،وانه الي الله ذاهب ومن هموم الدنيا غائب " قيل لاعرابي انك تموت فقال الي اين اذهب ؟قالوا الي الله تعالي فقال "لااكره ان اذهب الي من لا اري الخير الا منه". نعزي مولانا السيد محمد عثمان الميرغني وجماهير الحزب الاتحادي الديمقراطي ورجالات واتباع الختميه ونعزي قبلهم جميعا الشعب السوداني الذي فقد زعيما تاريخيا ورمزا وطنيا سيفتقده الوطن كثيرا،واعزي نفسي برحيل صديقي مولانا السيد احمد الميرغني "انا لله وانا اليه راجعون".

Post: #2
Title: Re: رحيل الملك المبروك ... مقال بقلم الاستاذ فتحي شيلا
Author: عمر صديق
Date: 11-09-2008, 12:31 PM
Parent: #1

الاخ عمر ثمان

تحياتي
الشكر لك وانت تورد هذا المقال المعبر عن روح الوفاء والاصالة والعزة للاستاذ فتحي شيلا

وفعلا الراحل الفقيد لن توفيه الكلمات حقه مهما احسن سبكها ونظمها