الحضارة النوبية ... مقال للاستاذ فتحي شيلا

الحضارة النوبية ... مقال للاستاذ فتحي شيلا


11-23-2008, 05:10 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=466&msg=1273123176&rn=0


Post: #1
Title: الحضارة النوبية ... مقال للاستاذ فتحي شيلا
Author: omer osman
Date: 11-23-2008, 05:10 PM

الحضارة النوبية
فتح الرحمن شيلا
[email protected]
الأحد – 23 | 11 | 2008
التأريخ والتراث النوبي كنز من كنائز السودان نعتز به جميعاً ، حضارة متعمقة في أصل التاريخ القديم عبر الاف السنيين لتؤكد ان الشعوب التي عاشت هناك تمثل بعداً ثقافياً وحضارياً عالياً ، يؤهل أهلها لأن تكون نموذجاً ومثالاً للرقي والتقدم الانساني ، لذا فان مشاركتها الحديثه في النهضه والتعليم والثقافه تعد امتداداً طبيعياً لذلك التراث العظيم . رغم كل ذلك فان بعض الاثار السالبه تلوح في الافق من بعيد عبر دعوات لقيام كيانات نوبية متعدده ، ولاول مرة في التاريخ يكون بين هذه الكيانات مايدعو لاستعمال العنف والقوة لاثبات هذا الوجود وهذا امر اعتدناه في السودان اخيراً ، بعد أن انتشرت ثقافة العنف بدلاً من ثقافة السلام وارتبط الوصول الي القصر – حكاماً - علي فوهة البندقية !! . والحقيقه أن المجتمع النوبي رافض لهذا التحول العكسي والذي يتناقض مع تاريخه وسلوكة الحضاري وسيظل يرفض !! ولكن السؤال الملح ... الي متي ؟ .
كما يقولون فان النار من مستصغر الشرر ، وبوادر الصراعات التي تلوح في الافق يمكن أن تغٌير من طبيعة الاشياء مالم نتدارك بالعقل والحكمه ادارة الازمات بشكل يجنبنا الوقوع في المحظورات والمهالك ، وأول الازمات ذلك الخلاف الكبير حول قيام سد كجبار ، وضرورة مواجهة هذا المشروع بكل الوضوح والصراحة ، ومعلوم بالضرورة ان التنمية الحقيقيه والمستدامة تهدف الي مصلحة الانسان ورفاهيته – أولاً وأخيراً - ممايلزم اشراك المستفيدين بالتنمية في صنع القرار . وماصاحب قيام هذا المشروع من غموض اثار كثيراً من الشكوك وطعناً في مصداقية الدولة ، والخطأ أن المواجهة تمت باعتباره مشروعا للمؤتمر الوطني !! وبالطبع هذا تفسير لايسنده المنطق ، ولكن ماساعد علي هذا الاحساس والشعور غياب الشفافيه والتعامل الرسمي مع مسالة السدود بكثير من السريه واحاطتها بسياج من الغموض والكتمان ، وتعذر الحصول علي معلومات بشان هذه السدود مما جعل من الصعب الحديث بدقة عن وجهة نظر الحكومة كما يقول الدكتور نبيل محمد حامد في دراسته ( - سد كجبار المزاعم والحقائق - التي نشرها في موقع سودانيزاونلاين ) ويضيف بانه من البديهي ان قيام السدود يضع حلولا جذريه لمشكلة ارتفاع تكلفة الري التي تفوق العائد من الزراعه مما ادي الي نقص المساحات المزروعه وتدني الانتاج ، ويوفر كذلك المبالغ الكبيرة التي يدفعها المزارعون لتوفير الوقود .
في مقال سابق اشرت ان مشكلة المياه ستطغي علي كل المشاكل في العالم ، ومن المحتمل قيام " حروب المياه " التي حذر منها الكثيرون وذلك لاحتمال نقصها وندرتها ، واشرت كذلك الي الندوات العالميه التي اقيمت حول تسعيرة المياه ، وقد نشر الاستاذ محمد رشوان في ( صحيفة الراي العام بتاريخ 19 | 11 | 2008 ) ترجمة لتقرير ( جوليت جويت قارديان بعنوان .. هل تصبح المياه سلعة نفيسه كالنفط ) يورد فيه الي ان شح المياه تغزي العديد من الازمات الانسانيه التي تجابه العالم وان معظم الدول الفقيره هي التي تعاني من شح المياه والان بدات الدول الغنيه تعاني ايضاً ، ويذكر التقرير - علي سبيل المثال لا الحصر - استراليا وبعض اجزاء من الولايات المتحده الامريكيه .
سؤال ظللنا نبحث بالحاح عن اجابته دون طائل حتي الان !! وهو ضرورة معرفة نتائج الدراسات التي تمت ، وماهو مقدار التعويضات والأسس والمعايير ؟. قادني لهذا الحديث لقاء حاشد ( لمجلس أستشاري هئية تنمية وتطوير ارض النوبة ) – تضم كل الوان الطيف السياسي من ابناء المنطقه – وهي هئية شعبيه مسجلة وفقاً للقانون وبدعوة من المكتب التنفيذي لهذه الهئية برئاسة الاخ العميد محمد بخيت خيري وهو من أكثر المهموميين بقضايا المنطقه ويبذل جهداً مقدراً في هذا الاطار نعتز به جميعاً – حضرنا وسمعنا - ماجاء في تقريره حول سعي الهئية لتوحيد كل الكيانات النوبية المتعدده تحت مظلة واحدة تاكيداً علي الحرص الشديد للمحافظة علي وحدة هذا المجتمع وتسخير الامكانات لماينفع الناس ويعيد - المهاجرين والمهجرين - اليها بتوفير معينات الحياة والاستقرار بقيام مشاريع زراعيه ومصانع ، خاصة وقد اكتملت او – كادت - البنيات التحتيه من طرق وكباري وكهرباء ، وممالفت نظري حديثه الخجول عن محاولتهم باستحياء احتواء الازمة التي نشبت في كجبار بدلاً من تبني هذه المشكلة بكاملها باعتبار الهئية شعبيه ويمكن أن تعيد الثقه بين الحكومة والمواطنيين عبر اللجنه المحلية المُشكله لهذا الغرض . وأري – بلا خجل او استحياء - أنه من حقنا أن نتحدث بصوت مسموع عن الحقوق لنلتزم بالواجبات ، وأن نتحمل مسئوليتنا في أقتسام الثروة وحقنا في المياه والأرض - ماعليها ومافي باطنها - وأن تسهم الدولة في دعم هذا المجهود الشعبي لتوحيد الكيانات النوبية ممايستدعي الوصول الي تجمعاتنا في الداخل والخارج لندرأ عن أنفسنا وبلادنا أستغلال بعض الجهات لخلافتنا كما يحدث دائماً في مثل هذه الأمور .