التاريخ الخفي للولايات المتحدة الامريكية ..اوليفر استون

التاريخ الخفي للولايات المتحدة الامريكية ..اوليفر استون


05-06-2014, 06:45 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=460&msg=1399398305&rn=0


Post: #1
Title: التاريخ الخفي للولايات المتحدة الامريكية ..اوليفر استون
Author: محمد الطيب محمد
Date: 05-06-2014, 06:45 PM

الجزيرة الوثائقية

تبدأ قناة الجزيرة الوثائقية منذ اليوم عرض البرنامج التسجيلي التاريخي "أوليفر ستون، التاريخ غير المروي للولايات المتحدة"، لتكون أول قناة عربية تعرض هذا البرنامج، والذي أثار جدلاً كبيراً عند عرضه في الولايات المتحدة الأمريكية وفي بريطانيا، إذ انقسمت الآراء حول البرنامج، فهناك من اعتبره مُراجعة مثيرة وملحة لأحداث مفصلية في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، فيما اعتبرت آراء أخرى، أنه وجهة نظر ليبرالية مشككة وغير دقيقة بالتاريخ الأمريكي، ومحاولة جديدة من المخرج الجدليّ لتصفية حساباته مع التيار اليميني المحافظ في بلده.



اوليفر ستون



يُعلق المخرج السينمائي أوليفر ستون في افتتاحيه برنامجه التسجيلي المؤلف من عشر حلقات، بأن المناهج الدراسية التي تدرس للطلاب في أمريكا لم تُقدم الحقائق الكاملة عن تاريخ البلد في القرن العشرين، بل قامت بتغييب حقائق وتمجيد شخصيات لا تستحق الهالة التي حصلت عليها، في مقابل إخراج شخصيات أخرى من هذا التاريخ، رغم الدور الذي لعبته الأخيرة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية المُعاصر. ويُكمل المخرج، أن برنامجه التسجيلي هذا هو لكل هؤلاء الذين يحبون بلدهم ويرغبون في معرفة تاريخه الحقيقي.

وتركز الحلقات الخمس الأولى من البرنامج على الفترة التاريخية التي سبقت الحرب العالمية الثانية، وإلى بداية عقد الستينات من القرن الماضي، فتولي أهمية خاصة لمراحل صناعة القنبلة النووية، والتي بدأت في بدايات عقد الثلاثينيات، ليتم استخدامها لأول مرة في الحرب العالمية الثانية ضد اليابان. وفي هذا الاتجاه، يحلل المخرج الظروف التي قادت إلى استعمال القنابل الذرية، وكيف أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن بحاجة لاستخدامها على الإطلاق، فسلاحها الجوي لوحدة أوصل بضرباته المدمرة اليابان إلى الهزيمة الفعلية، وكان كل ما تحاول السلطات اليابانية الحصول عليه، هو استسلام غير مهين، يجعلها تحتفظ بإمبراطورها، والذي كان يملك مكانة تقترب من القدسيّة عند كثير من اليابانيين. القسوة المبالغ فيها كانت، وحسب البرنامج، هي سمة العامين الأخيرين من الحرب العالمية الثانية، حيث قام الجيش الأمريكي وسلاحه الجوي بتدمير مدن ألمانية كاملة، رغم أنه لم يكن هناك ما يستدعي لتلك الخطوات، التي أودت بحياة مئات الآلاف من المدنيين الألمان.

ويتساءل المخرج عن دور رجال الحكم في بلده، وعما إذا كان تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية سيسير على النحو نفسه الذي سار عليه، لو تسلم نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية هنري والاس الحكم خلفاً للرئيس فرانكلين روزفلت، بدل هاري ترومان، الذي أدار دفة الحرب في عامها الأخير، وهو الذي اتخذ قرار إلقاء القنبلة النووية، وكل القرارات الأخرى، التي حددت جغرافيا مناطق عديدة من العالم.






يُسلط البرنامج على سيرة السياسي هنري والاس، الذي حذر في تلك السنوات من هيمنة رأس المال على الحياة السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية، ودعا إلى دولة تحترم المواطن الأمريكي العادي. هذا السياسي الأمريكي انتقد بحده عنف الجيش الأمريكي في أوروبا أثناء الحرب العالمية الثانية، ونزوع هذا الجيش للتدمير وتخليه عن الحلول السلمية. يقدم أوليفر ستون هنري والاس، كأحد النماذج السياسية المُتنورة، والذي كان يمكن أن يغير الكثير في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية.

بعد إطلالة قصيرة في بداية الحلقة الأولى، يختفي أوليفر ستون، لكن يبقى صوته يقود المشاهد عبر المواد الأرشيفية، وأحيانا عبر مشاهد من أفلام سينمائية، عبرت شخصياتها عن الواقع الاجتماعي والسياسي للزمن الذي صورت فيه، وعكست القلق الجماعي والتغييرات الاجتماعية والنفسية التي مرت على الأمريكيين.

ورغم أهمية الحلقات الخمس الأولى من البرنامج التسجيلي، إلا أن كثيرين سيكونون بانتظار الحلقات المتبقية من البرنامج، خاصة وأنها تعالج فترات سياسية معُقدة وعنيفة، مر عليها المخرج نفسه في أفلام روائية، حظيت وقتها على اهتمام وجدل كبيرين. فالحلقة السادسة تبدأ مع بداية حكم الرئيس الأمريكي جي أف كينيدي، في حين يختم البرنامج زمنه بالولاية الأولى للرئيس الأمريكي باراك أوباما.



ايزنهاور مع جنوده



ويُعَّد أوليفر ستون واحدا من أكثر المخرجيين إثارة للجدلّ، فالمخرج الذي انطلق مع بدايات الاتجاه النقدي المختلف في السينما الأمريكية في السبعينيات من القرن الماضي، لم يتوقف عن تقديم موضوعات وقضايا من تاريخ بلده، فهو المخرج الوحيد الذي قدم سيرة ثلاثة رؤساء أمريكيين في أفلام شهيرة (بدأها ب "جي أف كي" في عام 1991، ثم "نيكسون" في عام 1995، وأخيرا "W" عن الرئيس جورج بوش في عام 2008). كما قدم المخرج حرب فيتنام وآثارها في فيلمين قاسيين هما: الفصيل (1986)، ولد في الرابع من تموز (1989)). واهتم فيلم "مركز التجاري العالمي" (2006) باعتداءات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، والتي ضربت مركزا التجارة العالمي في نيويوك.

لم يقتصر اهتمام المخرج على التاريخ والسياسية الأمريكية، هو شارك في إخراج وإنتاج أفلام تسجيلية عن مناطق متوترة في العالم، فأخرج في عام 2009، فيلمه "جنوب الحدود"، عن الصورة المُلتبسة التي يحملها الأمريكي العادي عن جيرانه من دول أمريكا الجنوبية. كما قدم المُخرج ثلاثة أفلام عن الرئيس الكوبي فيدل كاسترو