دارفور .. منا آل البيت

دارفور .. منا آل البيت


05-04-2014, 09:43 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=460&msg=1399193006&rn=0


Post: #1
Title: دارفور .. منا آل البيت
Author: Faisal Al Zubeir
Date: 05-04-2014, 09:43 AM

مقال منقول من (السوداني) جدير بالتامل :
Quote: دارفور .. منا آل البيت
خارج السرب
د.عبد المطلب صديق *
الدكتور محمد المسفر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر ورئيس تحرير صحيفة (الراية) الأسبق وأحد الإعلاميين القطريين المرموقين في الدوحة، اشتهر بأنه كان آخر من أجرى حوارا صحفيا نادرا وأخيرا مع الرئيس العراقي الراحل المهيب صدام حسين المجيد. المسفر كان يناديني دوما باسم عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، وأضيف إليه بن كعب بن مرة بن كلاب.. غير أن المسفر العربي الخليجي، ليس وحده من نسبني إلى قريش مباشرة وليس إلى آل العباس بن عبد المطلب أو الحسين بن علي، كما يعشق كثير من السودانيين، فقد تلقيت رسالة إلكترونية مطولة من رجل يدعى الحسن أبوبكر، قال إنه رئيس منظمة جمعيات القرآن الكريم في غرب أفريقيا ومقرها غانا، وإنه يأمل في رجل مثلي من آل البيت يقدم الدعم السخي إلى طلاب القرآن الكريم في مجاهل أفريقيا، وإنه رأى أن مثل هذا الشرف العظيم لا يليق إلا برجل من أهل الحظوة الكريمة؛ ومن أسباط خير البشر جميعاً.. ولا زال الرجل لا يكل ولا يمل وهو يغرق بريدي الإلكتروني تارة وهاتفي النقال تارة أخرى بعشرات الرسائل، أملا في تلقي ذلك الدعم الموعود، دعما سخيا غير منقوص من شخص سمح كريم الأصل والنسب. ولو أن الحسن الغاني كلف نفسه عناء البحث عن صورتي على الإنترنت لكفى نفسه شر هذه الآمال ولوجد شخصا أفريقيا قحا لا توصله بتلك الدوحة الباسقة صلة نسب مباشر أو غير مباشر كما ظل يعتقد، لكن أبا الحسن الغاني ليس وحده في هذا الظن الحسن، بل لكثرة ما كنت أسمعه من انتساب أهل السودان إلى الدوحة الشريفية والاجتهاد في الانتماء إلى آل البيت لم يساورني الشك في هذا الانتماء العظيم، لولا أن ثلة من البحوث التاريخية الموثوقة قال بعضها إن القاعدة التاريخية التي حكمت ثقافة الغابة والصحراء في السودان قد سقطت دون رجعة بعد انفصال الجنوب، حيث ذهبت الغابة وبقيت الصحراء، وأن الجعليين في الأصل وفدوا إلى الشمال حيث مسكن أهاليهم اليوم، وفدوا إليها من كردفان، ولم أفق من هذه المفاجأة التاريخية المهمة، وقد أضاف إليها قريبي الشيخ حسين علي، المولع بدراسة الأنساب والتاريخ الاجتماعي السوداني معلومات جديدة وخطيرة أشار فيها إلى صلات عميقة من الجغرافيا والرحم والروابط الاجتماعية والتاريخية الوثيقة بين منطقة الخندق بالشمالية ومدن دارفور الرئيسية مثل الفاشر وكوبي القديمة ومليط ونيالا، وكانت الضربة القاضية لأحلام انتمائي العروبي في ما أثبته قريبي من أن أهل دارفور أكثر عروبة من أهل الشمال وأن أجداد الخنادقة عاشوا وماتوا في دارفور حيث دفن عبد المولى في كوبي بينما توسد جدي الآخر الثرى في مليط، وأن أحفادهم يعيشون في تلك المناطق منذ مئات السنين، وبالتالي لنا في تلك الفيافي أملاك وأطيان كما يقول أهلنا المصريون. والجزء المهم من هذه الروايات هو نسف النظرية القديمة للتقسيمات العرقية في السودان وحصرها في مجموعات نيلية نخبوية وأخرى ريفية هامشية بعيدة، وبالتالي فإن الرواية الجديدة للتاريخ السوداني وحركة القبائل العربية من الغرب إلى الشمال هي حقيقة ناسفة لكثير من المسلمات والمواقف وجميعها تستحق المدارسة والمراجعة والتمحيص وإعادة النظر في المواقف.
صديقي حسن صالح، الجعلي الذي يسكن المتمة أباً عن جد، أفادني بأن جدته لأبيه من قبيلة التنجر في دارفور وبالتالي له مصاهرات لا حصر لها في قبيلة التنجر وربما عصفت مثل هذه المصاهرات بكثير من المسلمات القائمة حول علاقة الجعليين بالشمال وروابطهم الممتدة مع الغرب والجنوب ومناطق جبال النوبة.
سكان حي جبل نيالا كانوا يقدمون حفيد الخنادقة صديق عبد المطلب في مجالسهم الانتخابية بأعلى الأصوات، نائباً وممثلاً لهم، وهم إذ يفعلون فقد كانوا يعبرون عن تلك الوشائج ويعيدون اجترارها ويثقون به مثلما وثق سلطان دارفور بجد الخنادقة وجعله سفيرا له إلى القاهرة لحمل رسائله إلى محمد علي باشا والي مصر قبيل الحملة التركية على السودان.
كان زميلنا الراحل محمد طه محمد أحمد شغوفاً بإثارة النقاش والجدل وإزاحة الستار عن كثير من المسلمات ولعل أبرز ما فجره في مثل هذه الأحوال؛ قوله بأن غناء الشايقية مسروق جله من قبائل أخرى، ولا علاقة له بالشايقية؛ وبالتالي فإن حق الملكية الفنية للغناء الذي اشتهر به أحفاد مهيرة بت عبود، هو في الواقع إنتاج أدبي وفني مسروق يجب إعادته إلى أهله، وتعويضهم عن كل المزايا التي جناها الجناة بغير وجه حق. والمفاجأة التي فجرها الراحل محمد طه هي براءة له من العنصرية ويكفي أنه هاجم أهله وانتقصهم في أغنى ما يملكون، ولا شك في أن العنصري لا يهاجم أهله بل ينظر إليهم بعين الرضا، مشيا على المقولة المأثورة، (القرد في عين أمه غزال). قال محمد طه إنه لا يوجد فنان شايقي أصيل، فالنعام آدم هواري.. وعثمان اليمني، يمني الأصل، وصديق أحمد دنقلاوي، ومحمد جبارة بديري، ولم يترك محمد طه لأهله الشايقية فنانا معروفا يتكئون عليه إلا نسبه إلى غيرهم.. ولله المنة، فإن محمد طه لم يسلب الشوايقة فنهم ولم ينف إعجابه بهم، لكنه قال إن للقبائل الأخرى حقّاً في هذا الفن الجميل، ويقيني أن تلاقح الثقافات محمدة يثاب عليها الشوايقة ولا يلامون عليها.
*مدير تحرير الشرق القطرية