بابكر كردمان ... العاشر مشترك

(*)

حين دعى أحدهم ربه متضرعاً على أستار الكعبة :
اللهم أجعلني أحد العشرة المبشرين بالجنة ..
وصار يكررها حتى طفح الكيل بالرباطابي الذي كان بجواره , فقال له بلسان رباطابي مبين :
يعني يشيلو ليك واحد منهم ويختوك مكانو ولا يسووك العاشر مشترك ؟
أنتهى أمر طرفة الرباطابي , وليس المقام مقام طرفة أو ضحك ..

و أبتدا مقام الحزن , مقيماً على من هو أهل لذاك الدعاء , إن كان لصاحبه أن يستجاب
فوالله الذي لا إله إلا هو , ما رأيت عبداً من عباد الله أحق بمكانة الصحابة و مقام الأنبياء
خلقاً و علماً وصبراً وحلماً و نقاءً من رجل كان بيننا وغاب ..
إسمه بابكر كردمان ..
عدت لأنعيه مجبراً مكرهاً , فقد آلمني صغر مساحات نعي رجل مثله ..
لم تسود له الصحائف أو أعالي المنابر و لم يتخذ قبره مزاراً ..
عبد ربه أعواماً و هو على سرير المرض وغيره جحد نعم ربه و هو في دعة و صحة ..
ضحك ملء شدقيه و هو برئة واحدة و عين واحدة و ظهر لا يقوى على حمل جسده و ساقان بالكاد تعينانه على الوقوف ...
لكن الله حباه قلباً سليماً ..
ما كره ..
ولا حسد ..
ولا أبغض ..
ولا تمنى لمخلوق إلا خيراً ..

وهو فوق هذا وذاك العالم الذي أنفق عمره في قاعات الدرس طالباً, ثم معلماً ..
بلغ به التواضع , أنه كان يصغي إليك وأنت تحدثه عن الفلسفة وهو صاحب رسالة علمية مجازة من جامعة أمريكية بالفلسفة
بلغ به التواضع أنه يصغي إليك و أنت تحدثه عن علم وظائف الأعضاء ويدعك تنتشي وأنت تمارس دور العالم دون أن يقول لك :
حسبك إنك تحدث رجلاً يملك رسالة علمية مجازة في علم وظائف الأعضاء من جامعة أمريكية عريقة ..
تحدثه عن التربية .. فيستمع هو .. لكنه يكتفي بأن يجسدها فعلا و قولا .. و عنواناً لحياته
فما التربية إلا حسن الخلق ..
و من هو أحسن خلقاً من بابكر كردمان ...

رحل رجل كان يطلق عليه طلابه بمجتمع السود بأمريكا التي ذهب إليها طالباًفي ستينيات القرن الماضي :
رجل النهضة ..
أيها الموت ..
و الله لقد قطمت من قلبي قطمة موجعة ..
أيها الناس :
كان بيننا نبي ... ومضى
حواري ... و غاب
عالم ... ورحل

ليت أستاذه صلاح أحمد إبراهيم حياً لنعاه ..
ليت أستاذه عوض ساتي على قيد الحياة .. إذاً لبكاه ..
ليت صديقه محمد أبوالقاسم حاج حمد .. يستطيع الكتابة عن زميله و صفيه .. إذاً لرثاه

قدر الله عليك يا بابكر .. أن لا يكتب عنك عند رحيلك كل هؤلاء ..
ويكتب عنك (واحد عفين) لا يسوى شظفي نعلك و نعلهم ..
قدرك أن ينعيك من هو مثلي , جهلاً أمام علمك , و بخلاً أمام كرمك , و وضاعة أمام علو شأنك

حسبي أنني رجل من غمار الناس ... يبكي عالماً

والسلام عليك يوم ولدت ويوم مت و يوم تبعث حياً ..

اخي كمال ،،،سلامي
والله لقد سالت مني دمعتان...
واحدة تبكي راحلا عظيما ،،لم تكتحل عيناي برؤيته،،
وددت لو..
ادركني يقين اس ،بان احد من تشد لهم الركائب
نبيلا ،وبسيطا
شامخا وحييا...
ثم ان دمعة اخري من اجل عرفانك
وحزنك النبيل..
له الاف الرحمات
ولك سكينة وراحة
فلقد ذهب لحيث راحة وحبور..

(.)سلمت اخي عبد العزيز ..ليتني أستطيع ان افيه حقه ...ليتني أستطيع العودة و المواصلة. ...محبتي

انا لله وانا اليه راجعون

اللهم ارحمه و اغفر له و ادخله اعلى الجنان

اعزيكم اخى والسودان كله فى فقد عالم تقى زاهد

اتطلع لقراءة كتاباته اذا امكن

تحياتى

(.)سلمت أختي نعمات ، رحمه الله ،اعتقد ان للدكتور بابكر مؤلف يدرس بجامعة أسيوط

Quote: كردمان

كمال سلامات بعد غياب صق بيننا ارحام
كردمان وكل لمن له صله بكردمان قريبي
تعجز الكلمات بعد كلامك القلت دة يقطع القلب يعلم الله

Quote: رحل رجل كان يطلق عليه طلابه بمجتمع السود بأمريكا التي ذهب إليها طالباًفي ستينيات القرن الماضي : رجل النهضة .. أيها الموت .. و الله لقد قطمت من قلبي قطمة موجعة .. أيها الناس : كان بيننا نبي ... ومضى حواري ... و غاب عالم ... ورحل

لاولا ولاقوة الا بالله لاحولا ولاقوة الا بالله
لاحولا ولاقوة الا بالله لاحولا وقوة الا بالله
الله يجبر الكسر

(.) سلمت يا باسط وليك وحشة ،والبركة فيكم وفي كل ال كردمان ،وأحسن له عزاء كم في ودالسيد كمان ،أرجو ان تنقل تعازي للجميع وتحياتي لاسامة عباس لو لسا بتشوفو ،محبتي

يا كمال

ثم البركة فيكم

(.)الله يبارك فيك يا معاوية

جبر الله كسركم ياحبيب ، سائلين المولى ان يتغمده بواسع رحمته
ربنا يصبرك ويصبر اسرته الكريمة وطلابة وكل محبيه ..

البركة في الوطن يا كمال الذي يدفن كل يوم خير بنيه، ولا يقف عند سيرتهم
بابكر كردمان ليس رجل بقامة وطن كما نقول في ماثوراتنا، بل هو أطول قامة
عليه رحمة الله قرات عنه اليسير جدا ولكنه بما يكفي لان اشد الرحال واتقرب له زلفى عسى ولعل
احظى ببعض ما غنمته انت ومن رافقوه عن قرب، ولكنها يا صاحبي لهثنا وراء هذه الفانية، وقصور تفكيرنا وفكرنا
يحعلنا ان نقصر في حق انفسنا قبل ان نقصر في حق هذا العالم العلامة...
رحم الله بابكر كردمان واسكنه فسيح جناته....والزم زوجه زميلة العمل وبناته وأولاده وكل ال كردمان الصبر الجميل....