السلام المستدام وقضايا الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي في السودان

علي مدي يومين عقد معهد السلام المستدام ورشة عمل ناجحة تناولت عدد من القضايا التي تهم السودان في المرحلة الحالية و المستقبلية
نظم الورشة معهد السلام المستدام الكائن في ولاية تكساس الامريكية - مدير المعهد االاستاذ راندي بدلر المحامي والوسيط الدولي الذي سوف نتحدث عنه
في مرحلة قادمة . مكان الندوة كان بروكلين الفتية التي اصبحت تضم في حنباتاها واحدة من اكبر الجاليات السودانية في المهجر الزمان هو السادس العشرين والسابع والعشرين
من الشهر الحالي .

بدأت الورشة بوقفة صمت حزينة علي شهداء بانتيو وكانت لحظة صمت حقيقية تحكي واحدة من مأسي السودان عقب الانفصال . ادار الندوة باقتدار وحنكة ودربة المحامي بدلر الذي اصبح واحد من ابرز المتخصصين في قضايا السودان . وخاصة تلك التي تتحدث عن سودان المستقبل وكيفية بناء الوطن وبناء القيادات الشابة النزيهة القادرة علي قيادة السودان وفق الاسس الجديدة بعيدا عن التركة الثقيلة التي ادخلت البلاد في هذا النفق المظلم الطويل الذي لازلنا نقبع فيه .

تحدتث الورشة في البداية السؤال التقليدي لماذا نحن هنا الاجابة اللحظية ربما تكون هي الرغبة في التعرف علي الاخر – ومن هو الاخر - ربما نجب علي هذا السؤال لاحقا ولكن اشار بتلر الي ضرورة التعرف علي الاخر من اجل بناء السلام في السودان . ومن اجل نشر ثقافة السلام والتصالح مع الاخر اذا كان لابد من التصالح مع الاخر لايمكن ان يتحقق هذه التصالح اذا لم تكن هناك قاعدة متينة يبدأ منها هذ الهدف النهائي . لكي نبني هذه القاعدة لا بد لنا من تهيئة الانسان السوداني فكريا .

من اجل نشر وتمكين ثقافة السلام والحوار لا بد للانسان السوداني او شخص اخر يود ان تتفاعل وينفعل من اجل التغيير والتغيير الايجابي هناك ثلاث اشياء يجب ان تتوفر فيه وبينه تلك التي تطرق اليها السيد بتلر فيما يعرف بالنمازج العقلية التي يجب تتميز بالعقل المفتوح والارادة الحرة والقلب المفتوح لكي تستطيع تحدث التغيير المطلوب هناك العديد من المشاكل التي تعاني منها مجتمعنا السوداني في الوقت الحالي والتي ساهم النظام الحالي في ترسيخها في عقل وقلب مجتمع لازال يعاني من الامية والجهل رغم كثرة الجامعات وكثرة الخريجين . في سودان الغد نحن في حاجة الي نماذج عقلية لها القدر علي التعامل مع الانسان السوداني دون النظر الي لونه او عرقه او منطقته . لخلق هذا الجيل كان هناك تركيز علي خلق هذه النمازج التي تستطيع نقل السودان الي مرحلة جديدة .

نحن في حاجة ماسة الي خلق القدرات السودانية التي تملك القدرة علي تحديد الفوارق وقدرة الانسان علي البحث عن وسائل جديدة لحل القضايا العالقة . واشاربتلر فيكتور فرانكيل - " الرجل والبحث عن الطرق " Mans Search for Means” “ ,والتي تتناول قدرة الانسان علي الاستجابة والقدرة علي التسامح والخيال " الوثاب " والقدرة علي عمل اشياء جديدة . والسؤال هو ما علاقة كل ذلك بالانسان السوداني . الاجابة هي ان بناء سودان الغد يجب ان يبدأ من الان . وهل الجيل القادم يمتلك القدرة علي التسامح عن الفظائع التي حدثت في عهد الانقلابيين - الاسلامويين - الدمويين - هل يتملك الجيل القادم القدرة علي العفو و صنع سودان جديد . حاول بتلر ان يوصل هذه الفكرة الي كل الشباب الذي شارك في الورشة والرجل يتملك اكثر من 300 ساعة عمل في هذه المجال واغلب هذه الساعات كانت مخصصة للسودان وقضايا السودان .

شارك في الورشة كوكبة طيبة من الشباب والشيوخ في نيويورك علي رأسهم عدد مقدر من ابناء رابطة ابناء دارفور في المنطقة . وعدد اخر من ابناء الجالية السودانية الذين جاءوا زرافات ووحدانا من اجل المشاركة في صناعة مستقبل السودان . كانت المشاركة فعالة والنقاش ثر والحضور متحمس لان الرجل يهمه امر السودان و قال لي الاخ مكي مدير برنامج السودان في معهد السلام المستدام ان هذه الورشة تعتبر واحدة من انجح الورشات التي شاركت فيها مؤخرا من مستوي النقاش والمشاركة في كل النشاطات حيث شارك الكل ليس في ادارة دفة النقاش وابداء الاراء ولكن حتي من خلال مجموعات العمل المنفصلة التي اول لها مناقشة واحدة من القضايا المطروحة . وبالمناسبة الاخ مكي الدينمو المحرك للمعهد وهو طاقة جبارة تعمل ليل نهار من اجل توصيل الرسالة الي اكبر قدر من السودانيين داخل وخارج الولايات المتحدة .

Quote: و قال لي الاخ مكي مدير برنامج السودان في معهد السلام المستدام ان هذه الورشة تعتبر واحدة من انجح الورشات التي شاركت فيها مؤخرا من مستوي النقاش والمشاركة في كل النشاطات حيث شارك الكل ليس في ادارة دفة النقاش وابداء الاراء ولكن حتي من خلال مجموعات العمل المنفصلة التي اول لها مناقشة واحدة من القضايا المطروحة

وأنا أُشارك أخى مكى الرأى فى نجاح الورشة....
وأشكرك أخى صلاح على عكس ما دار فى هذة الورشة....

اثناء الورشة كانت هناك مقارنات ونماذج من دول اخري مرت بتجارب قريبة او مماثلة للتجربة السودانية - ونحن عندما نتحدث عن التجربة السودانية وخاصة ماحدث في فترة العشرين سنة الماضية سوف نتحدث عن تاريخ حدثت فيه تغييرات جذرية في الواقع السوداني . اشار السيد بتلر الي قصة غربية عندما اورد مثال ايرلندا الشمالية حيث اشار الي المفاوضات مع الدولة الام بريطانيا العظمي وخاصة عندما وصلت المفاوضات بين الطرفين الي نقطة اللاعودة ويأس الطرفان من الوصول الي حل . جاء الحل في فترة الراحة - جلس اثنين من طرفي الوفدين المفاوضين في نقاش ودي اخرج احدهم صورة لاحفاده فما كان من الاخر الا ان اخرج صورة احفاده ايضا . كانت هاتين الصوريتين هما الحل لكل القضية . حيث عاد الرجلين الي مائدة التفاوض وعرضوا على المفاوضين الصور – فما كان من الجميع الا توصلوا الي اتفاق سريع – اتدرون لماذا لان الوفدين نظروا الي المستقبل - وقالوا اذا نحن لم نصل الي اتفاق اي مستقبل ينتظر هولاء الاحفاد . لذلك فان اي حل لكل قضايا السودان وهي كثيرة ومعقدة يجب ان تنظر الي مستقبل ابناءنا واحفادنا اذا لم نضع لهم اللبنات الثابتة لمستقبل مشرق في سودان الغد .

الاخ اسامة

لك الشكر وما كان هذا النجاح ان يحدث لولا مشاركتكم وحماسكم من اجل سودان الغد سودان من اجل الجميع ويسع الجميع .

المداخلات الهامة في الورشة مسألة القيادة حيث ان الورشة تعمل من خلال برامجها المختلفة علي ضرورة خلق قيادات شابة من كل انحاء السودان – لقيادة البلاد في المستقبل وعندما كان النقاش حول القيادة كان هناك اشارة واضحة الي فشل القيادة الحالية في الحفاظ علي ارواح الشعب السوداني - حيث اشار الاخ حمزة الي انه فقد 7 افراح اسرته نتيجة اعتداء القوات الحكومية علي قريته الوادعة . واشار الاخ محمد هارون رئيس رابطة ابناء دارفور الي ان ممارسة سياسة التضليل في كل شئ من ابسط القضايا المطروحة الي اعقدها - لم يكن هناك وضوح ومكاشفة حيث عمد القادة – اذا كان لنا ان نسميهم قادة – في ممارسة تغييب الافراد والجماعات عن الشأن القومي .
لذلك اشار عدد من الاخو ة الي الحاجة الماسة الي قيادة جديدة لان ما موجود حاليا فشل ليس في مهمته فقط ولكن ايضا في الحفاظ علي ما تبقي من رصيد الامة .

أخي وعزيزي الفاضل صلاح الدين إدريس

كم انا سعيد بملاقاتكم بمدينتكم العامرة بروكلين - نيويورك ،الاسبوع الماضي في فعاليات ورشتنا الاقليملية الثانية ، ولك أجزل الشكر والثناء علي فتح هذه النافذة وإلقاء الضوء علي اهم الركائز والنقاط التي تمت مناقشتها في فعاليات ورشة معهد السلام المستدام الامريكي بنيويورك والتي كانت بمثابة أنجح ورش المعهد الاقليمية في الفترة الاخيرة بما شملته من مستوي حضور عالي ومتنوع من كافة ارجاء دولتي السودان وجنوب السودان ومستوي نقاشات عالية وروح اخوية بين جميع المشاركين والمشاركات.

وكما يسعدنا ويشرفنا إن نتقدم بجزيل الشكر والتقدير لكل اعضاء اللجنة المنظمة للورشة بمدينة نيويورك الذين وقفوا وقفة رجل واحد وبذلوا كافة المجهودات لانجاح الورشة علي امتداد اكثر من ثلاثة أشهر وهم الاخوة محمد هارون عبيد/ رئيس رابطة ابناء دارفور بنيويوك، والاخ اسامة خلف الله/ الامين الاعلامي للجالية السودانية بنيويورك، والاخ معتصم احمد صالح نائب رئيس رابطة أنباء دارفور بنيويورك ومسئول العلاقات الخارجية بالجالية السودانية نيويورك/ الاخ احمد سليمان /الرئيس السابق لرابطة ابناء دافور بنيويوك، والاخ محمد ادم قلق ، والاخ محمد ياسين خليفة ، وشكرنا لكل الاخوة والاخوات الذين شاركوا في الورشة من نيويوك نيوجرسي وبقية مدن وولايات الساحل الشرقي .

مع خالص الود
مكي مكي

Small group discussion
مجموعات حلقات النقاش المصغرة

وكما يسعدنا ويشرفنا إن نتقدم بجزيل الشكر والتقدير لكل اعضاء اللجنة المنظمة للورشة بمدينة نيويورك الذين وقفوا وقفة رجل واحد وبذلوا كافة المجهودات لانجاح الورشة علي امتداد اكثر من ثلاثة أشهر وهم الاخوة محمد هارون عبيد/ رئيس رابطة ابناء دارفور بنيويوك، والاخ اسامة خلف الله/ الامين الاعلامي للجالية السودانية بنيويورك، والاخ معتصم احمد صالح نائب رئيس رابطة أنباء دارفور بنيويورك ومسئول العلاقات الخارجية بالجالية السودانية نيويورك/ الاخ احمد سليمان /الرئيس السابق لرابطة ابناء دافور بنيويوك، والاخ محمد ادم قلق ، والاخ محمد ياسين خليفة ، وشكرنا لكل الاخوة والاخوات الذين شاركوا في الورشة من نيويوك نيوجرسي وبقية مدن وولايات الساحل الشرقي .

شكرا اخي مكي علي المداخلة الكريمة التي اعطت الرجال حقها و اشارت الي المجهود الجبار الذي بذله الاخوة الاعزاء من اجل انجاح الورشة وهذا ان دل فانما يدل علي اليد الواحدة ما تصفق - وان العمل الجماعي لابد ان يقود الي نتائج واضحة جلية وهذا ماحدث من خلال الندوة ومن خلال النقاش الثر البناء الذي تناول العديد من القضايا التي نحن يصدده في هذا العرض .

خلال الورشة كان هناك سؤال محوري دار في اذهان كل من حضر – وهو لماذا كان تحرض الورشة علي مشاركة السودانيين من الشرق والغرب والشمال والجنوب . وبالمناسبة كان هناك مشاركة مميزة من الاخوة في جنوب السودان سوف نعود اليها لاحقا . الغرض من مشاركة السودانيين هو محاولة اثارة القضايا " الخفية" مثل قضية " العنصرية " التي كانت السلاح الاقوي التي استخدمها النظام الحالي لتفتيت النسيج السوداني الذي عاش في سلام طيلة الاربعين سنة الماضية . الجلوس والنقاش المفتوح في هذه القضايا يساعد في ازالة الكثير من الترسبات العالقة في النفس السودانية نتيجة الخلافات . بدون المصالحة الحقيقية يصبح من الصعب الوصول حلول لكل القضايا السودانية مثل الديمقراطية وحكم القانون ومشاركة الاقليات ومشاركة حقيقية في ادارة دفة الحكم والسلطة