تباريحُ الأمكنةِ والرِّفقة

تباريحُ الأمكنةِ والرِّفقة


04-27-2014, 05:37 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=460&msg=1398616635&rn=0


Post: #1
Title: تباريحُ الأمكنةِ والرِّفقة
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-27-2014, 05:37 PM

تباريحُ الأمكنةِ والرِّفقة


أيُّ أوقاتٍ قضينا..
في تجاعيدِ الزّمن.
مثل طيفٍ شارِدٍ،
لخيالٍ يتثنى،
في تجاويفِ الوطن.
وامتطينا سهونا المشبوبِ،
عن شجنِ المدائن.
وارتوينا من ضلالاتِ المعاني،
وروينا للقمرِ ما اهتدينا إليهِ،
في برِّ الهوى..
فاسقني خمرَ النشيدِ،
وتعالَ بالصوتِ سرِّب لحقولِ القلبِ،
تطريباً وفن.
يا رفيقاً
يَرفقُ الألوانَ للمعنى الكذوبِ..
يمسحُ الأحزانَ عن وجهِ الغروبِ..
ها هُنا في الليلِ تضطرمُ الجراح،
تتهادى في سماءٍ تمزجُ بالماءِ دمها،
حدّ النواح..
فهل لنا يا رفيقي من شرودٍ مُتقنٍ،
عن سحابٍ مُثخنٍ بالشجنِ..
يصبو،
ويصبُّ
... يتسامى..!!
هل لنا في هذه الأرضِ الملولِ،
من تضاريسٍ تحنُّ إلينا،
مثلما تجتاحُ أشواقٌ وريداً للزهورِ..
مثلما أُمٍ تباركُ نبتَها في الغيابِ أو الحضورِ..
مثلما يلقى المُعنى طيفَ محبوبٍ بعيدٍ،
تسربّل بالثبورِ..
يا رفيقي
أننا نستلُّ من صخبِ المكانِ:
دفوفنا
والنّار..
أننا زغبٌ لهذي الأرضِ مهما تسلقنا عُمرُ المسار..
أصلٌ وفصلٌ واقتدار..
أننا (كوشرثيا*) الوطن المدار..
(قلب أفريقيا) ونبضُ الكونِ،
والأسدُ الهصورِ..
رُغم أنا يا رفيقي من جيلِ التضارُبِ والتضاد..
استوى في النفسِ من هذا الثرى الاقتراب والابتعاد..
حيث بتنا نقتاتُ في السهوِ الجماد..
لكنا يا رفيقي
يشكمُ الرُّوحَ فينا شجرُ السُّهاد..
فيا رفيقي
من أضاء لدربِهِ دون سِواه وقع..
لا يضيءُ الشمعُ درباً يتيماً وإن تهندمَ بالورع..
يتلاشى في الانصهارِ مِنا كُلُّ الوجع..
يا رفيقي
أنني أشتاقُ للشغبِ الوديعِ
بين (جنباتِ) المدار..
حينما لا شيء يشغلُ الرُّوحَ غير اللعبِ الكثيرِ و(الهظار)..
في قُرىً قد عافها الخُبثُ واتكأ مبسوطاً على انبساطِ النفسِ فيها،
ضوءُ النّهار..
لا ليل يفتلُ والأُنسِ مُشتعِلٍ في بيوتِ الحي احتضار..
ينسابُ من قسماتِها للأنغامِ معنىً..
ونشيدُ الغِبطةِ البِكرِ لغيرِ سماحِها أبداً لا يُثار..
وردةٌ نشوانةٌ تتشابى الأوراقُ لعناقِها،
وتمدُّها الجذورُ بالأريجِ والإقبالِ والإبهار..
فللثغرِ منها قُبلةً،
وللهمسِ في عينيها مُهج الكلامِ والأوتار..
18/10/2010م




* الكوشرثيا مصطلح اشتقه الكاتب الشاعر (محسن خالد) ليفتش في ظله عما نحته الأقدمين.. ويعرفه بأنه: "مصطلحٌ اصطنعتُه من واقع الأبنية القائمة لحضارتنا السودانية ثم ثقافاتها وأساساتهما الماديَّة والمعنوية معاً. لأجل أن تكون رقعة هذا المصطلح التي يقوم فيها ويغطيها، أوسع من رقعة مصطلح الفولكلور بتعريفاته الحالية، التي تُرَكِّز في جوهرها على الفنون القولية Verbal Arts. ويتكوَّن هذا المصطلح من مفردتي "كوش" للدلالة على الحضارة الكوشية، و"إرث" للدلالة على الحضارة الإسلاميَّة والعربيَّة".

Post: #2
Title: Re: تباريحُ الأمكنةِ والرِّفقة
Author: عبدالله الشقليني
Date: 04-27-2014, 06:15 PM
Parent: #1

الشاعر بله محمد الفاضل

تحية ومحبة
هنا يستريح المرء حين يقرأ الشعر ، الذي يتخطى سماوات الخيال ،
على بساط الريح الجديد ، يمكِّننا الشعر أن نُحلق ..
ألف تحية لنا بك ،
في كل مرة يثبت الشعراء أنهم أطول باعاً في تطويع اللغة .
ألف تحية لك .

*

Post: #4
Title: Re: تباريحُ الأمكنةِ والرِّفقة
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-28-2014, 02:51 PM
Parent: #2

Quote: الشاعر بله محمد الفاضل

تحية ومحبة
هنا يستريح المرء حين يقرأ الشعر ، الذي يتخطى سماوات الخيال ،
على بساط الريح الجديد ، يمكِّننا الشعر أن نُحلق ..
ألف تحية لنا بك ،
في كل مرة يثبت الشعراء أنهم أطول باعاً في تطويع اللغة .
ألف تحية لك .

*


تخجلني أبداً يا صاحبي
فتنطمس اللغة بين رؤاي وأصابعي...


تحياتي، محبتي واحترامي

Post: #3
Title: Re: تباريحُ الأمكنةِ والرِّفقة
Author: Asma.A.Salih
Date: 04-27-2014, 07:28 PM
Parent: #1

Quote: أنني أشتاقُ للشغبِ الوديعِ
بين (جنباتِ) المدار..
حينما لا شيء يشغلُ الرُّوحَ غير اللعبِ الكثيرِ و(الهظار)..
في قُرىً قد عافها الخُبثُ واتكأ مبسوطاً على انبساطِ النفسِ فيها،
ضوءُ النّهار..
لا ليل يفتلُ والأُنسِ مُشتعِلٍ في بيوتِ الحي احتضار..
ينسابُ من قسماتِها للأنغامِ معنىً..
ونشيدُ الغِبطةِ البِكرِ لغيرِ سماحِها أبداً لا يُثار..



ياااااه , يا استاذي

كل هذا النزف والحنين ؟!!

نعم نشتاق معك لذات الملامح

لذات الاماكن

بهدوئها
هوائها
طيبة اهلها
امانها ... الذي كان


نعم نشتاق ..

لضحكاتنا
همسات المساء , بين أطفال يتمردون على النوم باكرا

وكبارا يتسامرون ... لا شي يعكر صفو المكان

لا هم يقتال الفرح

لا أكاذيب

لا زيف

لا خوف ... من كل شي


نعم نشتاق

الرفقة
الصدق
النقاء


يااااااه , كم اجدت العزف على أوتار الحنين
وكم نجحت في إنعاش نبض الشوق

مفردتك جميلة جدا , واثقة الخطى
ترمي لأبعد مما كتبت
لا يخفى على بحار بين السطور ماتعني
ويجيد الكل الوصول لمعناها القريب


استاذي

اعذرني على الإستفاضة فلولا اني وجدت نفسي ما انخت قافلة ترحالي بين الحروف

سعيدة بوجودي هنا

وسعيدة بالشوق الذي اعتراني عبر حرفك

تقبل مروري

Post: #5
Title: Re: تباريحُ الأمكنةِ والرِّفقة
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-28-2014, 03:00 PM
Parent: #3

Quote: ياااااه , يا استاذي
كل هذا النزف والحنين ؟!!
نعم نشتاق معك لذات الملامح
لذات الاماكن
بهدوئها
هوائها
طيبة اهلها
امانها ... الذي كان
نعم نشتاق ..
لضحكاتنا
همسات المساء , بين أطفال يتمردون على النوم باكرا
وكبارا يتسامرون ... لا شي يعكر صفو المكان
لا هم يقتال الفرح
لا أكاذيب
لا زيف
لا خوف ... من كل شي
نعم نشتاق
الرفقة
الصدق
النقاء
يااااااه , كم اجدت العزف على أوتار الحنين
وكم نجحت في إنعاش نبض الشوق
مفردتك جميلة جدا , واثقة الخطى
ترمي لأبعد مما كتبت
لا يخفى على بحار بين السطور ماتعني
ويجيد الكل الوصول لمعناها القريب
استاذي
اعذرني على الإستفاضة فلولا اني وجدت نفسي ما انخت قافلة ترحالي بين الحروف
سعيدة بوجودي هنا
وسعيدة بالشوق الذي اعتراني عبر حرفك
تقبل مروري


مرحباً بكِ اسماء بين ظهراني هذا الفضاء
تحلقين بحرفك والرفقة
بالشجو والأشجان
ومرحباً كذلك بعطر روحك هامساً لمسافات شجوني الكثيرة المربكة المرتبكة
وما يرسل منا جميعاً هو ملك حر للقارئ
يأتيه آن وكيف يشاء
فلا تعتذري عن أي شيء
ومرحباً برؤاك
كيفما جاءت
وشكراً لكِ جدًّا على تقريظك القصيد
وقد رأيته عقب دخول صاحبي النحرير الشقليني
وتعقيبك الذي تلاه
يتقدل في الممرات ويرقص


تحياتي، محبتي واحترامي

Post: #6
Title: Re: تباريحُ الأمكنةِ والرِّفقة
Author: ibrahim fadlalla
Date: 04-28-2014, 06:33 PM
Parent: #5

يا سلام يا صاحب ...
كلام عالي الشجن..
ونقش بالضوء على مرايا الوجدان..
شكرا.. ولا تفي..

Post: #7
Title: Re: تباريحُ الأمكنةِ والرِّفقة
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-29-2014, 01:58 PM
Parent: #6

Quote: يا سلام يا صاحب ...
كلام عالي الشجن..
ونقش بالضوء على مرايا الوجدان..
شكرا.. ولا تفي..


صاحبي المشرق
كلما اعتلانا الشجنُ وعلت حمحمته بأرواحنا
سعينا حثيثاً إلى الكلماتِ ننهل من طيبها
ما يزحزح عنا بعض الشجن
ولكن

(نقش بالضوء على مرايا الوجدان)
شكراً لكَ أنت صاحبي على حضورك الأنيق
وعلى هذه الجملة المشرقة


تحياتي، محبتي واحترامي