سمّوكِ عاهرةَ المدينــــــــــــــــــــــــة و الضـــــفاف

سمّوكِ عاهرةَ المدينــــــــــــــــــــــــة و الضـــــفاف


04-19-2014, 01:37 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=460&msg=1397867876&rn=0


Post: #1
Title: سمّوكِ عاهرةَ المدينــــــــــــــــــــــــة و الضـــــفاف
Author: osama elkhawad
Date: 04-19-2014, 01:37 AM


Post: #2
Title: Re: سمّوكِ عاهرةَ المدينــــــــــــــــــــــــة و الضـــــفاف
Author: osama elkhawad
Date: 04-23-2014, 04:56 AM
Parent: #1

نشر هذا النص قبل أكثر من ثلاثين عاماً في مجلة الثقافة السودانية.

Post: #3
Title: Re: سمّوكِ عاهرةَ المدينــــــــــــــــــــــــة و الضـــــفاف
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-23-2014, 08:24 AM
Parent: #2

ولما نزل كأنا في الإبتداءِ
لا ينسج الصبحُ خيوطه لنا
منذ 1980 وما قبلها
لما نزل
كأنا في الإبتداء
يا خواض
فطوبى لنا
لأيامٍ قد لا نراها
فنبتسم لبعضنا


فليس ثمة من


"طفولةً مغسولةً بالعشقِ،
و الصفْحِ المطيرْ"



ليس ثمة من شيء





تحياتي، محبتي واحترامي

Post: #4
Title: Re: سمّوكِ عاهرةَ المدينــــــــــــــــــــــــة و الضـــــفاف
Author: اسامة الكاشف
Date: 04-23-2014, 08:50 AM
Parent: #3

شكراً يا خواض لهذا الألق
رجعتنا لأيام كنت في كلية الصيدلة
وتباشيرك الواعدة
وايام رابطة الجزيرة والسلطنة الزرقاء
والياس فتح الرحمن وعالم عباس ومحمد محي الدين
زمن جميل

تسلم

Post: #5
Title: Re: سمّوكِ عاهرةَ المدينــــــــــــــــــــــــة و الضـــــفاف
Author: عبد الحميد البرنس
Date: 04-24-2014, 04:19 PM
Parent: #4


سمّوكِ عاهرة المدينة و الضفاف

أسامة الخوّاض
[email protected]

ياضفَّة الفرح المراهقِ،
ما جلوْكِ،
و ما سقوْكِ شرابنا العذب الطهورْ
إنِّي رأيتكِ فى الهواجسِ،
و المنامِ،
طفولةً مغسولةً بالعشقِ،
و الصفْحِ المطيرْ
لكنَّ دورات الفصول أناخ فى إيقاعها نغمُ المدينةِ ،
ذلك المشتولُ بالحُمَّى،
و أشجارِ الهجيرْ
و تبعثر الغفران من ساحاتكِ،
انفرطتْ على المِصْلاة مسبحةُ الفجورْ
*******************************************
النيلُ أيقظ في الدماء مواجدي،
و حقولكِ انفطرتْ - كما قالوا - على الجدب المريعِ،
أتوكِ بالنطْع الكبيرِ،
رموكِ بالإفك العظيمْ
سمّوكِ عاهرة المدينة و الضفافِ،
و رفّعوكِ إلى أمارات الثراءِ،
و وسَّدوكِ نفاية الأُطر القميئة و الجحيمْ
كم كنتُ أهديكِ الخطابات الأنيفةَ،
كم تخذتكِ طفلتي،
و طفقتُ أخصف من رواء جمالكِ العذب المراهقِ،
ما يواري كبوتي،
و ألفُّ جيدكِ بالأزاهير العبيقةِ،
و اشتهاءاتي العفيفةِ،
البريقْ
و لكمْ وعدتكِ بالشموعِ،
و بالورودِ،
و بالخضابِ،
و بالصغارِ الرائعينَ،
فرشتُ أحلامي،
و زيّنتُ الطريقْ
لكنهم غسلوكِ بالمال المكدّسِ،
صدّروكِ إلى بيوت الاثرياءِ،
و حنّطوكِ،
على المتاحف أعلنوكِ أميرة القصر الأنيقِّ
صبغوكِ بالحُمَّى و مكياج المدينةِ،
صِرْتِ راقصةً تروّج للمساحيق البذيئةِ،
صدرها يحكي نجاعة داعمات الثدي،
و السلع الثمينةِ،
و الزبرْجدِ،
و العقيقْ
سلبوا بشاشتي| الولودَ،
و عمّدوني كاهنآ يطأُ العذارى قبْل إعلان الزفافْ
قلبوا لنا ظهْر المجنِّ،
و أطْعموا مولودنا شوكَ الكفافْ
*******************************************
يا غبطتي،
كيف الهروبُ،
و قبْل ضعْفي كنتُ أقسم أنني أبدآ أحبكِ،
أعلن الحارات أنّي فارس الحبِّ العفيفْ
لكنَّهم صلبوا حضوري فى المدينةِ،
ما رعوكِ،
الدروبِ "الفارس المصلوب أعياه الوقوفْ" و حيْن صحْتِ على
قذفوكِ بالنار الذكيَّةِ،
قيَّدوكِ،
و أرهقوكِ،
و أودعوكِ غياهب الحزن المخيفْ
يتذاكرونكِ فى المراقصِ،
يحلمون بصدركِ الغضِّ الدفيئِ،
يزيْن أبواب المخازنِ،
ينتشي طربآ ،
فتهتزُّ المداخل و السقوفْ
و أخوكِ يرطنُ،
فى المساء يضاجع اللغةَ الغريبةَ،
يغمس الأعماق فى خمر المدينة و المخدِّرِ،
يمضغ الشعرَ الركيكَ،
يدخِّن التبغ الثمينَ،
يبيع وجهكِ فى مزادات العذارى
و أبوكِ يحلم بالعباءات الانيقةِ،
يصطفيكِ مليكةً للرقص فوق موائد الوجهاءِ،
لا يصغي إلى نغم البراءة و البكارةْ
دهنوكِ باللون الكئيبِ،
جبوكِ فى كيس الخراجِ،
و ما دروا أنَّ ائتلاقكِ داحرُ اللحن النشازِ،
و دامغ اللغة الغريبة بالجسارةْ
*******************************************
الآن يا فرحي الغريقَ،
أُنبّئ الّنيل المرصَّع بالفراشات الحزينةِ،
بانهزام طلائع العشق المصادمِ،
أُشهدُ الأمطارَ أنّي سوف أشهد كرنفالكِ فى مواقيت الصفاءِ،
فليس عندي فضل مالٍ،
كي أجيئ وأفتديكِ –الآنَ،
فلنهنأْ بإبراق السنين القادماتْ
********************
الخرطوم 1980.