سؤال حول شروط المعارضة للحوار مع المؤتمر الوطني

سؤال حول شروط المعارضة للحوار مع المؤتمر الوطني


04-17-2014, 02:33 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=460&msg=1397741636&rn=1


Post: #1
Title: سؤال حول شروط المعارضة للحوار مع المؤتمر الوطني
Author: المعز ادريس
Date: 04-17-2014, 02:33 PM
Parent: #0

سلام لكل من يهمه الأمر،
لاحظت أن كل القيادات السياسية المعبرة عن الأحزاب المعارضة تتحدث عن شروط أحزابها للحكومة قبل البت في أمر الحوار من عدمه بأحاديث متشابهة تشترك جميعها في هذه النقاط:
- تهيئة المناخ
- إطلاق الحريات السياسية
- إلغاء القوانين المقيدة للحريات
- وقف إطلاق النار و إيقاف الحرب
- إلخ
فأتسائل: لو فعلت الحكومة و استجابت لهذه الشروط، فحول ماذا سوف يتم الحوار إذن؟ بمعنى: لو فعلت الحكومة كل ذلك، فأغلب الظن أن لب الحوار المزمع سوف ينحصر حول تشكيلة الحكومة القادمة قومية كانت أو انتقالية أو أي كان اسمها دون تغيير يذكر في طبيعة الدستور باعتبار أن "دستور حكومة الخلافة الرأسمالية" هو حيرة و دخيرة الحكومة للبقاء ليس للمؤتمر الوطني فحسب، و إنما للحركة الإسلامية و لأجزاء من تكوين المعارضة، و مجموعات أخرى تتمصلح من سيرة الإسلام في القصر.
من الطبيعي أنك لا تتطلب من عدوك أن يحقق لك أحلامك و (يديك ليها مقشرة) حتى و لو بدعوى اختبار مصداقيته ، و لا على حساب الفرص القليلة و الضيقة للقضاء عليه طالما كنت تفتقد للسند الشعبي الكافي كما يجب أن تكون عالما بذلك، مع ملاحظة أنك و هذا الشعب سويا لا تعيشون مرحلة ما قبل أكتوبر و لا مرحلة ما قبل أبريل و إنما مرحلة ما قبل جهنم بحسب ما هو معلوم من أوضاع معيشية وأمنية و صحية و إجتماعية و إقليمية و دولية وو.. إضافة لما هو مفهوم حول طبيعة النظام الشمولي الحاكم و أسباب مجيئه للحكم و أسباب استماريته فيه!
في اعتقادي أن المعارضة (الأصيلة) لم توفق في صياغة شروطها بصورة ناجزة لا رغبة في حوار و إنما في وضع إسترتيجية و تكتيك كفيلين بضمان إحداث إختراق أولي للنظام، أخذ زمام مبادرة لاحتواء أزمات مشتعلة مثال الحرب الدائرة و الفقر القابض و الأوضاع الصحية و العلاجية المقلقة، و أخيرا "تهيئة المناخ" نحو إحداث التغيير الجذري المنشود بعد أن تكون معظم آليات حماية النظام قد وقعت في أيدي وزراء المعارضة داخل الحكومة الواسعة التي تكون قد حققتها المعارضة وفق شروط "معدلة" عن الشروط "التقليدية" التي لا تجدي نفعا مع جنس هذه الحكومة التي لن تتورع عن تسول المزيد من القروض لتثبيت نفسها أكثر و أكثر، تتمادى في الإنفراد بالبلد، و البطش، ثم تلقي اللوم بعدها على المعارضة على الملأ بزعم أنها، أي المعارضة، راسها قوي!
لماذا لا تستبدل المعارضة بعض شروطها بحيث تصيغ لنفسها جدول أولويات يمهد لاختراق النظام و من ثم تفكيكه بعد أن تكون قد ضغطت نحو تنفيذ إجراءات تحسين إسعافية لبعض جوانب حياة الشعب كما أسلفت، قبل أن تمكنه على الحراك الأكبر و الأخير تحت حمايتها، و بعد إتمام عملية التنسيق مع الحركات المسلحة، كأن تقدم شرطا كشرط اقتسام وزارات القوة (الدفاع و الداخلية و حتى القضاء) مع الحكومة، و هي الوزارات المستخدمة في الحرب و البطش و التمكين، مع تقديم شرط مسبق يقضي بوضع شخصية حيادية متفق عليها على رأس جهاز الأمن وجود ممثلين للمعارضة و الحكومة معا بين رؤساء أقسامه، و حل المليشيات والجنجويشيات و إعادة بناء الإتحادات و النقابات و الأجسام المسكونة العديدة من ما هو معلوم، إلخ.. إلخ
شرط وقف إطلاق النار و تهيئة الأجواء يترك للحركات المسلحة و المراقبين، فتطرح المعارضة المدنية شروطها المعدلة بهذه الكيفية، و يتم تحقيق الشروط الأخرى بصورة تلقائية لو جاز للمعارضة "سياسيا و فنيا" أن تتقدم بمثل ما ذكرت من شروط، و لو قبلت الحكومة تحت ضغط سياسي و دبلوماسي من أطراف ثالثة.
فهل يجوز؟!