الدوائرُ و المرايا

الدوائرُ و المرايا


04-16-2014, 08:28 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=460&msg=1397633315&rn=1


Post: #1
Title: الدوائرُ و المرايا
Author: بله محمد الفاضل
Date: 04-16-2014, 08:28 AM
Parent: #0

الدوائرُ و المرايا

"كلما حللتُ عُقدةً / طــــــــــــال حبلُ المسافةِ بيننا" – عدنان الصائغ

1/
لك أن تتنزّلَ من بين أردانِكَ:
مُلتبساً،
ممسوساً بك كما ينبغي.
لك أن تُمسّدَ شحمةَ البياضِ..
تربكَ خدّ الغمامِ،
تروي شِفاه الضحكةِ النجلاءِ،
بأُغنيةِ البزوغِ / تختلي.
إذن...
لك أن تُرفرفَ غمّازتاكَ،
تُفرقعانَ بوجهِ تحناني دِفءً..
دِفءٌ يطفئُني / يعتلي.

لك أنفاسَ الشّجرِ،
يشجّرُ على ضفتيكَ غَبشٌ،
يُرمّمُكَ الشّغبُ،
يَحتملُكَ النّذرُ،
بأشجانِكَ يرتمي.

لك أن تبحثَ في زوايا الصدًى عن يديكَ..
لك زغزغتها،
لك الائتلافَ بها،
لك الالتحامَ بأدرانِ من صافحتْ،
لك ضحكتها اليتيمةَ الشّارِدةَ،
مجروحةً بمسامٍ حبكها صوتُكَ،
فلم تأبه للمزاميرِ / تنتهي.

إذن...
فلكَ النواحَ تُداعبهُ بأظافِرِ العبوسِ،
فتنتشيّ الجراحُ،
يغشانا المطرُ / نكتوي.

2/
يُمكنكَ أن تجتاحَ جمري / تلهبني.
يُمكنكَ اقتحاميّ برداً واحتِراقا،
يُمكنكَ تنقيطَ المسارِ،
إنقاصَ الدوائرِ...
إذن...
لا تُغادرني بكُلِّ هذا اللُّطفِ،
يختلُّ قدريّ / أنكفئ...

بينما كُلُّ هذا،
وأقلّ...
لك أن تتسلّلَ خيطاً مُمغنطَ الإيحاءِ،
لك المُكُوثَ شارِداً في مرايا الإصغاءِ،
لك أن تلوكَ أوداجَها تحت ذريعةِ الضوءِ،
لك أن تبهجَها،
لك أن تقلقَها بجناحين،
لك أن تُربِكَ المسارَ...
فلكَ المدارَ،
نحنحةَ الخيّالِ للغزلِ.

حينما تقُفُ على أوتارِ بصرِكَ،
كل ذلك لكَ،
وأقلَّ...
فتعالَ يحفُكَ النضارُ،
تُخاصرُكَ المداراتُ / تلتقي...

لك أن تعبُرَني،
أو تعتبرَني مكيدةً حُبكتْ باقتدارٍ،
كي تزلَّ...
فيا قضائي:
أنا الآن موقناً،
أنتظرُكَ مفتوناً أو مفتوحاً بكَ هكذا،
كبحرٍ...
لنغرقَ بمحارٍ،
وقرارٍ،
وفنارٍ مُهلهلِ.
أو
لك أن تلجأ لك،
فتخرجُني مِلءَ الصمتِ صمتًا،
لك أن نحتارَ...
ولك أن نمضي في تصاريفِ الأزهارِ،
قتلى بالخللِ.
كمدينةٍ كشطّ الضوءُ صخبَها المُنبعثُ من مقدِرةِ السُّراةِ على اِرتيادِ نتوءاتٍ قريبةٍ...
لكَ أن تُذخّرَ أبعادكَ صخباً بانتظارِهم...
ولك البصرَ،
ووردةً بلا أبوابٍ،
شائكةٍ مُتفتِّحةٍ كنهارٍ بأنجمِ.
...
هل مشيتُ بخاصِرتِكَ أبعد من نُقطةٍ،
إذن...
فرسمُ الإيابِ بلا محطَّاتٍ .. عليكَ،
إذ عليَّ فضّ الانتظارِ / تجشُّمي.

3/
أهديتني خَنجراً للمسافةِ،
ولكماتً للأصدِقاءِ،
وأعيناً ماطِرةً للوطنِ،
وبيتاً مُعتلاً يطردُ حُمّى الهذيان...
لك أن تختبرني:
مبتور المسافةِ والوطنِ،
تتناوبُني الأقدارُ...
يرجمُني غضبي.

لكَ أن تكونَ يتيماً كما أنتَ،
أو تأخُذني يا شغبي إليكَ...
فنُنشئُ بأوردتي المثقوبةِ وطناً،
وبمحطَّاتِ الشجنِ رهِقي.

لا آبه إن طَرقني عداكَ،
سينفتحُ على مِصراعيهِ ظِلّي،
يُدوخُني السّكونُ،
فالبيتُ لكَ والمتاعُ والإزارُ،
ونزفي،
ونزقي.

4/
بالأمسِ..
ساعةُ الهُواجِسِ المُحتدِمةِ،
كُنا قريبين..
تلامسنا كنافِذةٍ ورياحٍ لا تنثني..
لكَ أن تُحدّثني مُتلاطمَ المِزاجِ،
مُلتهبَ الأفكارِ،
فمثلكَ يُسُورُني وجعي...
وبينما بالإمكانِ رفضي،
تراودني:
إذن...
لك أن تُعلمُني كيف أُثارَ بموكِبي.

يُمكنكَ أن تكتحلَ بأشجاني،
رتقَ ضحكاتي المُلتهِبة،
شَهرَ تذمُّري.
و
لك أن تنتقي من خطواتي نحوكَ،
اندِحاري وتأزّمي/
انتِشائي وتبعثري.

لك الأصابِعَ والدوايةَ،
لك الدَوائِرَ والمرايا،
لك كُلَّ تمثُّلي.

19/11/2006م