عمر البشير افرغ الرئاسة من معناها و محتواها

هذا ليس تجنيا على الرجل او ادعاء عليه وانما تجارب واقعية عاشها معظم ابناء الشعب السودانى.
ما حدث من قبل يقدح فى مصداقية هذا الرجل وما يحدث فى هذه الايام يدمر تماما ما بقى له من مصداقية.
الرئيس يصدر قرارت باطلاق سراح المعتقلين السياسين و اطلاق الحريات العامة و لكن ما يحدث على ارض الواقع يكذب ذلك تماما.
ما هو واحد من اثنين أما ان هناك جهات بالدولة لا تعير قرارات الرئاسة اى اهتمام و تتصرف كما يحلو لها وهذه كارثة أو أن المسألة كلها لا تعدو كونها مسرحية اعدها البطل و اخرجها ببراعة ليخدع الناس و يكسب الوقت وهذه كارثة اكبر. فى الحالتين النتيجة أن مؤسسة و منصب الرئاسة افرغه عمر البشير من اى معنى له و جعل احترامه صفرا كبيرا بين السودانيين .
فى هذه الظروف السيئة التى تمر بها البلد و التى تتطلب مصداقية و شفافية كاملين لم يزل الرئيس هو الرئيس ..مصداقية مهتزة .. مناورات و الاعيب لا طائل منها والبلاد تتجه نحو الهاية ان لم تكن قد سقطت فيها فعلا.

لا يصلح العطار ما افسده الدهر.

اقتباس مما كتبته على صفحتى فى الفيسبوك تعليقا على ما يجرى الآن من حوار فى السودان

Quote: افكر فى هذا الرئيس العجيب الذى يعترف الآن و بعد 25 سنة على انه فشل و يريد الاصلاح!!!! واعترافه هذا لم يصحبه باستقالة آنية من قبيل ما يفعله اى شخص او مسئول فاشل يحترم نفسه بل حتى لم يعلن عن نيته فى التخلى عن الحكم مستقبلا لكونه شخصا فاشلا . ما فعله و يفعله هو فصل فى مسرحية جديدة تمكنه و تمكن عصابته من الاستمرار فى حكم السودان بأقل الاضرار. حوار ينطلق من دون اصحاب الوجعة ..دون ضمانات حقيقية..دون خطة طريق معلنة ...دون سقف زمنى محدد.. لهو حوار قصد به ان لا يفضى الى نتيجة .. او الى نتيجة تعرفها الحكومة وحدها ..و الهدف كسب الوقت مواجهة الضغوط المحلية و الاقليمية و العالمية وفى النهاية ننتهى الى حكومة تسمى موسعة يمكن ان يشارك فيها من يشارك و لكنها لن تفضى الى تغيير حقيقى فى جلد الحكومة و لاطريقة حكمها. وهذا هو هدف البشير الاول من هذه اللمة.

المؤلم ان عمر البشير طيلة هذه ال 25 عاما لم يتعلم سوى كيفية اجادة المراوغة و تكوين التحالفات و التخلص ممن يعتبرهم خطرا عليه و ذلك لأن عينه على الكرسى فقط لقد جاء ليحكم السودان من اجل نفسه و ليس لسبب آخر ومن اختاروه لم يكن يعرفونه جيدا