محجوب شريف

محجوب شريف
يا غيمة رحلت بالخريف
والدنيا صيف
مليانة حيضان السراب
كل الصحاري البور خراب
رويانة ارضها باليباب
جرح الوطن ينزف نزيف
وجعة رحيلك
كتمة في كل الفصول
زادت ليالي الفجعة طول
اخر ظهور فجرو الشفيف
محجوب محصن
من متاهات الزمان
يازول ممكن
جوه في قلب الوطن
وبالحب مسكن
شايلو في حضن الامان
غتاك بي توبو العفيف
صافي الجنان
عفة يدين
عفة لسان
احساس رهيف
جسدت معنى الكبرياء
صابر على كل البلاء
عزة نفس متواضعة
شامخ في إباء
محجوب محصن يا نضيف
من كل زيف
مرقت من الدنيا
زي مرقة عريس
زافنو بالزين والعديل
يا دغري يا زين يا عديل
ما لنت ما ميلت ميل
سنَد غناويك الممرتقة
لي بحور الظلم قيف
ورثت حميد الصغير
رد الجميل
وراجيك حميد الكبير
في دوح ظليل
هناك يقيف
متضاري في اسمو اللطيف
يهمس حفيف
محجوب تعال
محجوب محصن
يا شريف
يا زول نضيف
شريف عفيف
محجوب
شريف

رحم الله الشاعر الفذ محجوب شريف والذي كان يكتب الشعر ويتنفسه الى اخر يوم في حياته بالرغم من انه كان يعلم ويعي انه في اخر ايامه وقد كان شاعرا وطنيا شكل جزءً كبيرا من وجدان الامة و عاش سنواته الاخيرة في صراع طويل مع المرض ضرب فيه اروع مثال في الصبر والعزيمة بمثل ما كان يواجه الظلم والطغيان بكلماته الملهمة والتي شكلت جزء من تاريخ الشعب الملئ بالجسارة والمقاومة للنظم الدكتاتورية وقد عبر باسلوبه السهل الممتنع وببساطة كلماته عن ما يريده الانسان العادى بغير تكلف فكان قريبا منه اضف الى ذلك انه عاش ذلك سلوكا وقدم نموذجا رائعا للفنان صاحب القضية وابن البلد الذي جسد الشخصية السودانية الاصيلة رحمه الله واجزل اليه وغفر له وادخله الجنة مع الصديقين والعزاء موصول لاسرته وكل الشعب السوداني وانا لله وانا اليه راجعون.

قبل يومين فقط من وفاته وهو يعاني من وطأة المرض لم ينسى واجبه اليومي من بذل فروض الحب للوطن الذي هو عشقه الاول لك الرحمة ايها الفارس .

من وجداني
صحة وعافية
لكل الشعب السوداني
القاصي هناك والداني

شكرا للأرض الجابتني
والدرب الليكم وداني
يا طارف وتالد
يا والد

النيل الخالد شرفني
واحد من نسلك عداني

انت الأول وما بتحول
وتب ما عندي كلام بتأول
انت الأول

وكل العالم بعدك تاني
يا متعدد وما متشدد
ما متردد ... ما متردد
ملئ جفوني بنوم متأكد
بل متجدد ... تنهض تاني

وراجيك حميد الكبير
في دوح ظليل
هناك يقيف
متضاري في اسمو اللطيف
يهمس حفيف
محجوب تعال
محجوب محصن
يا شريف
يا زول نضيف
شريف عفيف


شكرا يا عبدالمنعم .. جمعت حميد ومحجوب في قصيدة واحدة
وجنة واحدة وقد كانا يمتحان من نفس المعاني - يرحمها الله -
فحميد مركز إشراقة للأمومة والطفولة ومحجوب رد الجميل
عندما رحل حميد أطلق محجوب إسمه على حفيده وجعل صورة
حميد وحميد الحفيد على غلافي إصدارة صغيرة جميلة دعمــا
لمركز إشراقة للأمومة والطفولة الذي شاده حميد .. رغــم
بقاء الشعر والمواقف الانسانية والنضالية الملهمة ..
فسيظل رحيل حميد ثم محجوب ثغرة عصية على السد في هذه
البلد (الأبوك أهلو وجفوك نظارو .. زي المتلي قاعد فيهو
شن أفكارو)

شكرا الاخ محمد عبدالجليل على المساهمة
محجوب وحميد هما فرعان في من دوحة الوطن الفسيح كان حلما عاشه كل واحد منهما باسلوبه فخلداه وخلدهما.
وطن حدادي مدادي
مابنبنيهو فرادي
ولا بالضجة في الرادي
ولا الخطب الحماسية

يا للبساطة والتعمق

في إنتظاري
في شراييني بيدمدم حس قطارك
لو أطير من سجني وأنزل في جوارك
وعنك أمسح برموش العين غبارك
وأملا عيني من نهارك
إنتي يا صحو المدارك
أي نخلة حنينه عندها من ثمارك
وأي نجمه بعيده دارك
بإختياري
وباختيارك
كم نشارك
في المعارك
ماب نخلي فرسنابارك
(ولاب نخلي بلدنا بارك)
ولا بنقيف نستنى في الآخر نبارك
شدي إيدي
وتبقي زادي
ونظرة عينيك تنادي
يابلادي .. يا بلادي
يوم أجيك على جبيني وسم عنادي
إما متا
وراي يجيك يعتب جوادي
والله
خفتا وفتا منك غادي غادي
إنتي ما الحضن البلم من ساحة هارب
ولا البنكس راسو من الذله شارب
ولا البدس الرايه في قش المغارب
إنتي ساحل لما عاصف الموج يضارب
وانا وإنتي حدين سيف سنين وسوا بنحارب
وسلميلي على البسحو بكل نبض الأرض ديه
وسلميلي على البيابو الحق هدية
على حبايب في زوايا المغربية
قولي ليهم حبو غنو الدنيا ما زالت نديه
ما بنشيل في وطنا ديه
ولا بنخلي وطن هديه
ولا وطن زوجين وحارس وبندقية

وأملا عيني من نهارك
إنتي يا صحو المدارك
أي نخلة حنينه عندها من ثمارك
وأي نجمه بعيده دارك

يا الله كلام ملئ بحب الوطن
تشكر اخونا محمد عبدالجليل لك التحية

يا صحابي ورفاقي .. تحياتي لكم .

وهذه رسالة المحجوب .. ووصيته لكم .

الاخت الاستاذة منى عمسيب شكرا جزيلا ولك التحية
هكذا كان الاستاذ محجوب دائما قريبا من الناس ومن نبض حركة الجماهير لم يجف مداد يراعه الا بعد ان سلم الامانة غير مقصر نسأل الله له الرحمة والغفران.

وجعة رحيلك
كتمة في كل الفصول
زادت ليالي الفجعة طول
اخر ظهور فجرو الشفيف

يا شعبنا
يا والدا أحبنا
يا من وهبت قلبنا
ثباتك الأصيلا

إليك هذه الرسالة
القصيرة الطويلة
إليك من زنزانة
تخاصم الفصولا
إليك رغم أنف
كل بندقية
وطعنة شقية
وحقد بربرية
إليك
الحب والسلام والتحية