شرفنى الزمان بك يا كلس...

شرفنى الزمان بك يا كلس...


04-03-2014, 06:11 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=460&msg=1396501915&rn=0


Post: #1
Title: شرفنى الزمان بك يا كلس...
Author: هشام المجمر
Date: 04-03-2014, 06:11 AM

يكبر كلس
لو يقبقبو من قميصو و يرمى طايقيتو الفلس
لا يقولو ارتشى لا يقولو اختلس
همة ود بلد
اينما مشى و اينما جلس

هكذا اراد محجوب للمولود الجديد ان يكون . وهو ما يريده محجوب لكل ابناء السودان
فى الحقيقة هكذا كان محجوب نفسه اكبر كلس
قبقبه الفلس مرارا و تكرارا بل كان الفلس صديقا وملازما دائما له. رغم هذا كان هاشا باشا و كأنه ليس له هم فى هذه الدنيا حتى عندما كنا فى المعتقل كان محجوب منبعا كبيرا للبهجة و موردا للنكتة و القفشة تراه يتجول بيننا مثل الفراشة يكلم هذا و يهاظر ذاك و فى نفس الوقت لا ينسى ابدا واجبه الاساسي تجاه الوطن فكانت:

جيناك وكنا طلعنا منك مرفوعى الرؤوس
جيناك مرفوعى الرؤوس

و كانت

مريم ومى

و يا قلبى ما تحتار

و قبلها مساجينك ... نغرد فى زنازينك

هذا الرجل يكتب وهو فى الاسر قصائد متفجرة غير عابئ بسجانيه فهو لا يخافهم وهو ملتزم جانب شعبه لا يهادن و لا يجامل ابدا لقد كان يعرف جيدا ان من التزم جانب الشعب لا خوف عليه حتى من الموت نفسه

يا محجوب
شهادتى فيك ليست مجروحة ..
فالمكان الذى التقينا فيه لا سبيل للشهادات المجروحة اليه..
لقد شرفنى الزمان بلقياك وقضاء نحو عشرين شهرا معك لاتعلم منك معانى لم اكن اتصور انها تتجسد فى انسان واحد.
لقد تشرف بك السودان ابن بارا و شاعرا مجيدا عفيف اليد مبدع اللسان لا ياتيك الباطل لا من امامك لا من خلفك لذا تحير اعدائك فيك و احبك اصدقاؤك الذين هم جل هذا الشعب السودانى ..

كفيت و اوفقيت يا شاعر الشعب
لقد كانت رحلة حياتك مثالا يحتذى و منارا يهتدى به
سيفتقدك شعبك دائما
بكيناك و سنبكيك ولكننا نعاهدك اننا على الدرب سائرون
فانى اعلم ان هذا ما يسعدك وما يوسع مرقدك

ارقد بسلام شاعر الشعب

Post: #2
Title: Re: شرفنى الزمان بك يا كلس...
Author: هشام المجمر
Date: 04-03-2014, 06:54 AM
Parent: #1

Quote: كانت قائمة بور سودان تضم: أمين مكي مدني المحامى و وزير الإسكان في حكومة الانتفاضة الانتقالية و السيد عبد الرحمن أبو الكل وزير الصحة السابق وممثل التجمع النقابي في حكومة الجبهة الوطنية المتحدة (وهو الاسم الذي أطلقه السيد الصادق المهدي على آخر حكومة شكلت في العهد الديمقراطي الثالث بعد مذكرة الجيش الشهيرة). د. أحمد عثمان سراج الطبيب النفسي المعروف و السيد الصادق الشامي المحامى و القيادي بحزب البعث ، السر باشاب زميلي في ليلة الاعتقال والنقابي البارز في نقابة البنوك، ود الحورى أول المعتقلين في تلك الليلة وعضو نقابة سودانير. العم شندى من الوظائف القيادية في الطيران المدني، المخرج التلفزيوني الشفيع بالإضافة إلى شخصي. كما كان معنا أحد منسوبي الطيران المدني لا أريد ذكر اسمه هنا و أظن أنه أعتقل عن طريق الخطأ وكادت روحه أن تطلع عندما علم أنه سوف يتم ترحيله إلى بورسودان. هذا ما ذكره لى لاحقا أحد الأخوة عندما بدأ فلانا هذا في كتابة استراحامات عديدة للنظام لإطلاق سراحه بعد أيام من وصولنا لسجن بورسودان.

المرحلون لسجن سواكن كان في مقدمتهم الشاعر محجوب شريف و كمال الجزولى المحامى و السياسي المعروف د.محمد سعيد القدال الأستاذ الجامعي والمؤرخ و عادل ساتى من نقابي الطيران المدني ، أحمد بشارة من الهيئة النقابية لعمال الصحة و مصطفى زكى من أبناء الجريف غرب ويعمل بالقطاع الخاص..

بعد المغرب كان المعتقل خلية من النشاط. الكل يساعد المرحلين على تجميع أغراضهم وتوضيبها. البعض ممن شملهم الترحيل منهمكين في وصايا اللحظات الأخيرة. وقد شهد المعتقل في ذلك اليوم ملحمة تضامنية كبيرة مع المرحلين من المعتقلين وذلك لمعرفة بقية المعتقلين و خاصة من لديهم الخبرة بالأثر النفسي للإبعاد المقصود من الترحيل.

بعد العشاء مباشرة تجمع كل المعتقلين بقسم المديرية مشكلين مربعا كبيرا تكونت أضلاعه من الأسرة التي أتى بها من العنابر وبدأت فقرات الليلة التي لا تنسى بقصائد للشاعر المناضل محجوب شريف و في مقدمتها قصيدته القوية التي قالها في تحية سجن كوبر عندما اعتقلته حكومة الإنقاذ.

جيناك وكنا طلعنا منك نحن مرفوعى الرؤوس
جيناك مرفوعى الرؤوس
افتح زنازينك
أهو بنفتح صدورا ما بتكوس الرحمة
تب ما فينا عرقا فيهو سوس.

و قصيدته الأخرى التي مطلعها:

يا أب دقنا تحت الكاب
و الإفك رباط البوت

هذه القصيدة كانت أول بيان فعال عن هوية الانقلابيين و أظن أن الشاعر قد اعتقل بعدها مباشرة و كانت قد لحنت داخل المعتقل و اشترك ليلتها كل المعتقلين في ترديدها .


منقول من بوست قصة اعتقالى