كان يا مكان .. السودان زمان

كان ياما كان ، ليس في سالف العصر والأوان، بل منذ وقت قريب كان هنالك بلاد كبيرة تسمى السودان . كانت الحياة فيها رخية والناس ظراف وحنان ..
لم يموت أحد بالتخمة وبالمقابل لم يمت أحد بالجوع على الإطلاق ..
وإذا داس ليك زول على طرف من فرط الزحام ، إعتذر ليك في الحال .. وإذا أغضبك يسبقك لبيتك حتى لا تكون قطيعة ..
كان الحب ينتهي بالزواج ..
وكانت الحفلة تنتهي في أواخر الليل وتأمنك بنت الفريق على نفسها ..
وكان الفن على قامة الكاشف ، أحمد المصطفى ، عثمان حسين ، ومحمد وردي ..
كان الرجل الواحد يساوي أغلبية ويكفل قبيلة ..
كانت المدن آمنه والنفوس مطمئنة .. والروح ما كانت مشحتفه في الجيب ..
وحتى اللصوص كانوا همباتة ظريفين ياخذوا من الغني عشان يدوا الفقير ..
وكانت حلايب سودانية ..
وكانت جوبا وملكال سودانية ..
محطة السكة حديد مكتظة بالمسافرين والذكريات .. وكانت الباسطة بالسمنة وكده ..
وكانت سودانير الناقل الوطني عن جد ..
وكان في مشروع أسطوري إسمه مشروع الجزيرة تعرفه الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس ..
وكان الفساد بدعة .. والسرقة عيب ..
وكان هنالك حديقة تسمي حديقة الحيوانات ..
كان الموظف يتفاني في عمله لخدمة الناس .. والمعلم كان عالم وفاهم وكان الطبيب ملاك ما بيتاجر بأوجاع البشر ..
ولكن الان ..
سوء الظن هو المبدأ ..
الماهية من الصراف إلى الصراف ..
المفاوضات والجرح البينزف ..
التقاوي والبيض الفاسد ..
الرشاوي والمحسوبية وإنعدام الضمير ..
والرجل الصالح هو فقط اللي بيربي لحيته ..
الطبيب الكويس هاجر ( الخليج ) والباقي فاشل و مزور ..
والصحف الأكثر إنتشارًا هي صحف الجريمة ..
حمادة بنقو هو فنان الشباب الأول
الرجال بقوا ورق ..
معرض الكتاب بلا زوار ..
المسرح معطل .. والسينما باي باي ..
والرجال كلهم مفرشخين حول ستات الشاي ..
من الواتساب