رسالة إلى إمرأة لا تستحق

رسالة إلى إمرأة لا تستحق


03-24-2014, 07:57 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=460&msg=1395644232&rn=1


Post: #1
Title: رسالة إلى إمرأة لا تستحق
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 03-24-2014, 07:57 AM
Parent: #0

رسالة إلى إمرأة لا تستحق

في هدأة تلك الليلة. كانت حبات العرق اللزجة تتلالأ على جبينه. و تنحدر قطراته أحيانا على جانبي وجهه. و الليل قد انقضى نصفه أو زاد على ذلك قليلا. و لا يزال هو يجلس بإصرار في غرفته غير المكيفة.و أمامه شاشة جهاز الحاسوب.لقد فارق النوم عينيه في الأيام و أصبح الأرق رفيقا ملازما له ما له بد.
و أخيرا اتخذ قراره بأن يحسم الموضوع و يكتب إليها رسالة و التي ظنّ بأنها ستكون حاسمة. كانت خطته التي اهتدى إليها هي أن يستقصي رد فعلها (شبه المضمون)، و ذلك لمزيد من الحيطة إذ لا بد من التريّث في مثل هذه المواقف
كان جالس في تلك الساعة المتأخرة من الليل في مقعده متيّقظ الحواس مركزا كل تفكيره فيما يكتبه. و لا تمضي عدة دقائق و هو يكتب إلا و سرعان ما يمسح ما سطره.ثم يحاول من جديد إعادة صياغة جملة أو عبارة أو يستبدلها بأخرى.
فعل ذلك مرات عديدة إلى أن أن رضي عما كتب أخيراً. ودّ لو عطر الرسالة كما كان يفعل في رسائله الورقية التي كان يكتبها حيث يحمّل الورق دفء أنفاسه و يطبّقها بكل حنان.
و أخيرا بدا في قراءة الرسالة للمراجعة الأخيرة – حيث أنه دقيق في كل شيء لا يترك شاردة و لا وارد إلا أوفاها حقّها:
الاستاذة (س)
تحية طيبة و بعد
ترددت كثيرا قبل أن أكتب إليك. لم اشأ أن اتصل عليك هاتفيا، ففضلت أن أكتب إليك أولا. و منذ أن عرفتك اصرت أصبحت معجبا بشخصيتكم العظيمة يوما بعد يوم.....
.....منذ أن عرفتك فأنت إنسانة مهذبة و رقيقة. تدخلين القلوب بلا استئذان، و هو بالضبط ما حدث لي.
منذ أن تعرّفت عليك أصبحتي شغلي الشاغل.. و صرت أفكر فيك كثيرا صباحاً و مساءً، لدرجة ان النوم لم يعد يعرف لعيني سبيلاً.
لقد اقتنعت بشكل حاسم بأن ما أحس به قد تعدى مرحلة الإعجاب.
و أصبحت أحس أن الحياة دونك لا تستحق أن تعاش. في المقابل فإن لدي إحساس خفي و إحساسي لا يخيب بأنك تشعرين بما أشعربه و انك تبادلينيي نفس الشعور.خاصة في ذلك اليوم الذي أعطيني فيه عنوانك البريدي. و أعلم أنني لست بعيداً من قلبك و من تفكيرك. و ذلك ما شجّعني على الكتابة إليك.
في انتظار ردك الغالي، على أحر من الجمر .
ثم ختم رسالته ب(المحب المخلص). و أعطى الأمر بإرسال الرسالة.
ثم رجع في مقعده بالوراء و هو يفرك يديه كمن انتصر أو انتهى من إنجاز مهمة جليلة.
انتظر يومين و لما لم يجيئه الرد. قرر أن يعقّب برسالة أخرى .
و في اليوم التالي جاءه ما كان ينتظره في ترقّب و قلق.
جاءه الرد المنتظر يحمله الإسفير:
الأخ ( صابر)
( تلقيت رسالتك المفاجئة.و لم اتعجّل الرد عليك. و لكن توارد رسائلك دفعني لأن أرد عليك. أشكرك على مشاعرك. أولا لم أتوقع أن تفهم ما أكنه لك من احترام تجاه أخ و زميل خطأ .إن علاقتي بك لا تتعدى علاقة الزمالة و الأخوة.
بالطبع لكل خياراته. و أنت لست من النوع الذي أود الارتباط به.....).
لم يكمّل باقي الرسالة و تراجع إلى الوراء. و أظلمت الشاشة أما عينيه.
أحس بالكلمات كأنها أسلحة حادة موجّهة لعينيه. ثم تعدتها لقلبه. بدأ يحس بجفافا في ريقه و تصلب في أعضاء جسمه. وأحسّ كأنه يسقط في بئر لا قرار لها. بل و كأن الكون كله يتآمر عليه.هذه طعنة غائرة و مفاجئة لم يضع لها حساباً. و أحس ساعتئذ بظلم قاسي و متآمر من كل فتيات الدنيا.
- أنا لم يأخذ فرصته لكي أقدم نفسه إليها كرجل مكتمل الرجولة مفعم القلب بالعواطف قادر على أن أعشق و أعشق.
هذه هي المحاولة الفاشلة مع الفتاة الرابعة.
- هل العيب فيني؟ أم فيهن؟
- لا ليس العيب فيني.
- ماذا ينقصني أنا؟ أليس لي قلب و أحلام؟ أليست لدي مشاعر؟ .
- كلهن من نفس الطينة بنات حواء.
- كلهن ظالمات قاسيات.
و في لحظة إحساس مرير باليأس و القنوط هداه تفكيره إلى أن يكتب إليها رسالة أخيرة. رسالة يوجّهها لبنات حواء في شخصها.لملم أطراف جلس أمام الحاسوب و في تصميم و عزم أكيد جلس يكتب:
( إلى بنت حواء(س)
كنت أظن أنك لست كالأخريات و لكني مخطئاً. فأنتن يا بنات حواء كلكن سواء و لا فرق بينكن. أنت أكثر من كنت أظن انها مختلفة عنهن. و أنك أنت التي ستفهمني. و من تستحق ذوب مشاعري. و لكني وجدتك لا تستحقين ذلك. أنت بحق لا تستحقين حتى ساعة سهر من ليل قضيتها أفكّر فيك. و لا خفقة من فؤادي وهبتها لك. و لا نبضة من مكنونات مشاعري هتفت باسمك.
و من ثم ختم رسالته و ذيّلها بعبارة:( المظلوم دوماً).
ثم أعطى أمر الإرسال.
محمد عبدالله الحسين/ الدوحة




رسالة إلى إمرأة لا تستحق

Post: #2
Title: Re: رسالة إلى إمرأة لا تستحق
Author: ابو جهينة
Date: 03-24-2014, 12:20 PM

تحياتي أخي محمد

مضمون القصة لا بأس بها ، وأنت قلم واعد في مجال القصة القصيرة ولا أدرى إن كنت تنوي ولوج باحات الرواية
أنصحك يا محمد بأن لا تتعجل النشر ، المراجعة مهمة لغويا ونحويا وأيضا حبكة القصة
كما ذكرت لك ، مضمون القصة لا بأس بها وستكون أجمل بقليل من المراجعة

دمتم

Post: #3
Title: Re: رسالة إلى إمرأة لا تستحق
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 03-24-2014, 04:09 PM
Parent: #2

شكرا على التكرم بالتعليق. و نصائحك على العين و الرأس.

Post: #4
Title: رسالة إلى إمرأة لا تستحق-تنقيح و تصحيح
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 03-24-2014, 09:31 PM

آسف لإعادة عرض الموضوع و ذلك بسبب إجراء التصحيح و التنقيح و التعديل. فلكم العتبى.

رسالة إلى إمرأة لا تستحق

كان الليل في تلك الساعة هادئاً. و كان الجو في تلك الليلة شديد الحرارة . جلس هو و حبات العرق اللزجة تتلالأ على جبينه. و تنحدر قطراته رقراقة على جانبي وجهه.جلس هو دون أن ينتبه أن الليل قد انقضى نصفه أو زاد على ذلك قليلا. و لا يزال هو حيث هو. كان يجلس متسمّراً أمام شاشة الحاسوب في غرفته غير المكيفة. لقد فارق النوم عينيه في تلك الأيام و أصبح الأرق ملازما له و رفيقاً مقيماً تنبّهت حواسه قليلاً .أخيرا اتخذ قراره بأن يحسم الموضوع.
- سوف أكتب إليها رسالة، و سأحسم الأمر.
كانت خطته الباهرة التي اهتدى إليها هي أن يستقصي رد فعلها (شبه المضمون) من خلال رسالة اسفيرية يرسلها على بريدها الاليكتروني.
- لا بد من التريّث في مثل هذه الأمور.إن تقنية الاتصالات توفّر الأمان و تحقّق المطلوب، بينما أكون أنا في مأمن من رد الفعل غير المأمون العواقب.أقنع نفسه بذلك و ارتاح للفكرة، و لمبرراتها المنطقية.
كان جالساً في في مقعده و هو متيّقظ الحواس، مركزا كل تفكيره فيما سيكتبه. بدأ الكتابة و لم تمضي عدة دقائق إلا و كان قد كتب الفقرة الأولى كاملة. فالفكرة واضحة لديه. و الهدف محدد. فقط المشكلة في الأسلوب. إذ لا بد من أن يكون ساحرا . لا، بل يجب أن يكون منطقيا. مرت ساعة ثم ساعتين و هو يكتب ثم يمسح ما كتبه تارة و يمسح حبات العرق المتجمعة في لؤم على جبينه تارة أخرى.
أخيراً رضي عما كتب أو لعله استنفذ كل خياراته المتاحة في الاستبدال و المسح و التعديل. ودّ لو عطّر الرسالة كما كان يفعل في رسائله الغرامية الورقية التي كان يكتبها في سوابقه الغرامية السابقة. حيث كان يحمّل الورق صدق مشاعره و دفء أنفاسه و يطبّقها بكل حنان قبل أن يرسلها.
بعد ان انتهى بدا في قراءة الرسالة للمراجعة الأخيرة – فهو دقيق لدرجة الوسوسة في كل شيء لا يترك شاردة و لا وارد إلا أوفاها حقّها.و بدأ في قراءة الرسالة:
الاستاذة (س)
تحية طيبة و بعد
ترددت كثيرا قبل أن أكتب إليك. لم اشأ أن اتصل عليك هاتفيا، ففضلت أن أكتب إليك أولا.
منذ أن عرفتك أصبحت أسيرا لشخصكم العظيم. و يوما بعد يوم يزداد إعجابي.
فأنت إنسانة عذبة و رقيقة. تدخلين القلوب بلا استئذان. و هو بالضبط ما حدث لي.
منذ أن تعرّفت عليك أصبحتي شغلي الشاغل.. و صرت أفكر فيك كثيرا صباحاً و مساءً، لدرجة ان النوم لم يعد يعرف لعيني سبيلاً.
لقد اقتنعت بشكل حاسم بأن ما أحس به قد تعدى مرحلة الإعجاب و هو ما دفعني للكتابة إليك. لقد أصبحت أحس أن الحياة دونك لا تستحق أن تعاش.
إن ما شجّعني على الكتابة إليك أن لدي إحساس خفي (و إحساسي لا يخيب) بأنك تشعرين بما أشعر به و انك تبادليني نفس الشعور. و أعلم أنني لست بعيداً من قلبك و من تفكيرك.....
في انتظار ردك الغالي، أنا على لهيب جمر متوقّد.
ثم ختم رسالته ب(المحب المخلص).
و أخيراً أعطى الجهاز الأمر بالإرسال.
رجع في مقعده بالوراء و هو يفرك يديه كمن انتصر أو انتهى من إنجاز مهمة جليلة.
انتظر ردها على أحر من الجمر بالضبط كما ذكر . و لكن لم يجيء الرد المنتظر. في اليوم الثالث و لما لم يجيئه الرد. قرر أن يعقّب برسالة ثانية ثم ثالثة .
في الطرف المقابل أزعجها محتوى الرسالة الأولى ثم أقلقها تواتر الرسائل التي كلها تحمل معنى واحد و إحساس واحد. قررت أن تضع حداً لكل ذلك.
و في اليوم الرابع جاءه ما كان في إنتظاره بترقّب و قلق. بدأ في القراءة على عجل:
الأخ ( صابر)
تلقيت رسائلك التي فاجأتني.و لم أشأ أن أرد. و لكن توارد رسائلك دفعني لأن أرد عليك. أولا لم أتوقع أن تفهم ما أكنه لك من احترام فهما خاطئاً .إن علاقتي بك لا تتعدى علاقة الزمالة و الأخوة.
إنك لست من النوع الذي أود الارتباط به ليس لعيب فيك و لكن بالطبع لكل خياراته....
لم يستطع إكمال قراءة الرسالة. تراجع إلى الوراء قليلاً. أظلمت الشاشة أما عينيه. شعر بطعم المرارة في فمه و حلقه و داخل أحشائه.
أحس بالكلمات كأنها أسلحة حادة موجّهة لعينيه. ثم تعدتها لقلبه. بدأ يحس بجفافا في ريقه. وأحسّ كأنه يسقط في بئر لا قرار لها . بل كل الكون أحس به يتآمر ضده. طعنة غائرة تلقاها. طعنة مفاجئة لم يضع لها حساباً. و أحس ساعتئذ بظلم قاسي و متآمر من كل فتيات الدنيا.
- لماذا لم آخذ فرصتي كاملة؟ لكي أقدم نفسي إليهن كرجل مكتمل الرجولة؟. إنسان مفعم القلب بالعواطف. قادر على أن أعشق و أن أعشق؟... و دارت التساؤلات في رأسه دورتها.
- هذه هي المرة الرابعة التي أفشل فيها.
- هل العيب فيني أم فيهن؟
- بالطبع العيب ليس فيّ.
- ماذا ينقصني أنا؟ أليس لي قلب و أحلام؟ أليست لدي مشاعر؟ .
- كلهن من نفس الطينة !
- كل بنات حواء ظالمات و قاسيات !
و في لحظة من إحساس مرير باليأس و القنوط، هداه تفكيره إلى أن يكتب إليها. سيكتب إليها رسالة يوجّهها لكل بنات حواء في شخصها.... و كتب:
إلى بنت حواء(س(
كنت أظن أنك لست كالأخريات. و لكني كنت مخطئاً. فأنتن يا بنات حواء كلكن سواء. لا فرق بينكن. فأنت أكثر من كنت أظنها مختلفة. و أنك من ستفهمني. و أنك من تستحق ذوب مشاعري.
و لكن.... وجدتك لا تستحقين ساعة سهر قضيتها أفكّر فيك. و لا خفقة من فؤادي وهبتها لك. و لا نبضة من مكنونات مشاعري هتفت فيها باسمك.
و من ثم ختم رسالته و وقّعها.
(المظلوم دوماً)
ثم أعطى الجهاز الأمر بالإرسال.

محمد عبدالله الحسين/ الدوحة
24 مارس 2014

Post: #5
Title: Re: رسالة إلى إمرأة لا تستحق
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 03-24-2014, 09:53 PM

تصحيح و تعديل: آسف و لكن بسبب العجلة و عدم المراجعة اضطررت لإجراء بعض التصحيح و التنقيح فلكم العتب.
كان الليل في تلك الساعة هادئاً. و كان الجو في تلك الليلة شديد الحرارة . جلس هو و حبات العرق اللزجة تتلالأ على جبينه. و تنحدر قطراته رقراقة على جانبي وجهه.جلس هو دون أن ينتبه أن الليل قد انقضى نصفه أو زاد على ذلك قليلا. و لا يزال هو حيث هو. كان يجلس متسمّراً أمام شاشة الحاسوب في غرفته غير المكيفة. لقد فارق النوم عينيه في تلك الأيام و أصبح الأرق ملازما له و رفيقاً مقيماً تنبّهت حواسه قليلاً .أخيرا اتخذ قراره بأن يحسم الموضوع.
- سوف أكتب إليها رسالة، و سأحسم الأمر.
كانت خطته الباهرة التي اهتدى إليها هي أن يستقصي رد فعلها (شبه المضمون) من خلال رسالة اسفيرية يرسلها على بريدها الاليكتروني.
- لا بد من التريّث في مثل هذه الأمور.إن تقنية الاتصالات توفّر الأمان و تحقّق المطلوب، بينما أكون أنا في مأمن من رد الفعل غير المأمون العواقب.أقنع نفسه بذلك و ارتاح للفكرة، و لمبرراتها المنطقية.
كان جالساً في في مقعده و هو متيّقظ الحواس، مركزا كل تفكيره فيما سيكتبه. بدأ الكتابة و لم تمضي عدة دقائق إلا و كان قد كتب الفقرة الأولى كاملة. فالفكرة واضحة لديه. و الهدف محدد. فقط المشكلة في الأسلوب. إذ لا بد من أن يكون ساحرا . لا، بل يجب أن يكون منطقيا. مرت ساعة ثم ساعتين و هو يكتب ثم يمسح ما كتبه تارة و يمسح حبات العرق المتجمعة في لؤم على جبينه تارة أخرى.
أخيراً رضي عما كتب أو لعله استنفذ كل خياراته المتاحة في الاستبدال و المسح و التعديل. ودّ لو عطّر الرسالة كما كان يفعل في رسائله الغرامية الورقية التي كان يكتبها في سوابقه الغرامية السابقة. حيث كان يحمّل الورق صدق مشاعره و دفء أنفاسه و يطبّقها بكل حنان قبل أن يرسلها.
بعد ان انتهى بدا في قراءة الرسالة للمراجعة الأخيرة – فهو دقيق لدرجة الوسوسة في كل شيء لا يترك شاردة و لا وارد إلا أوفاها حقّها.و بدأ في قراءة الرسالة:
الاستاذة (س)
تحية طيبة و بعد
ترددت كثيرا قبل أن أكتب إليك. لم اشأ أن اتصل عليك هاتفيا، ففضلت أن أكتب إليك أولا.
منذ أن عرفتك أصبحت أسيرا لشخصكم العظيم. و يوما بعد يوم يزداد إعجابي.
فأنت إنسانة عذبة و رقيقة. تدخلين القلوب بلا استئذان. و هو بالضبط ما حدث لي.
منذ أن تعرّفت عليك أصبحتي شغلي الشاغل.. و صرت أفكر فيك كثيرا صباحاً و مساءً، لدرجة ان النوم لم يعد يعرف لعيني سبيلاً.
لقد اقتنعت بشكل حاسم بأن ما أحس به قد تعدى مرحلة الإعجاب و هو ما دفعني للكتابة إليك. لقد أصبحت أحس أن الحياة دونك لا تستحق أن تعاش.
إن ما شجّعني على الكتابة إليك أن لدي إحساس خفي (و إحساسي لا يخيب) بأنك تشعرين بما أشعر به و انك تبادليني نفس الشعور. و أعلم أنني لست بعيداً من قلبك و من تفكيرك.....
في انتظار ردك الغالي، أنا على لهيب جمر متوقّد.
ثم ختم رسالته ب(المحب المخلص).
و أخيراً أعطى الجهاز الأمر بالإرسال.
رجع في مقعده بالوراء و هو يفرك يديه كمن انتصر أو انتهى من إنجاز مهمة جليلة.
انتظر ردها على أحر من الجمر بالضبط كما ذكر . و لكن لم يجيء الرد المنتظر. في اليوم الثالث و لما لم يجيئه الرد. قرر أن يعقّب برسالة ثانية ثم ثالثة .
في الطرف المقابل أزعجها محتوى الرسالة الأولى ثم أقلقها تواتر الرسائل التي كلها تحمل معنى واحد و إحساس واحد. قررت أن تضع حداً لكل ذلك.
و في اليوم الرابع جاءه ما كان في إنتظاره بترقّب و قلق. بدأ في القراءة على عجل:
الأخ ( صابر)
تلقيت رسائلك التي فاجأتني.و لم أشأ أن أرد. و لكن توارد رسائلك دفعني لأن أرد عليك. أولا لم أتوقع أن تفهم ما أكنه لك من احترام فهما خاطئاً .إن علاقتي بك لا تتعدى علاقة الزمالة و الأخوة.
إنك لست من النوع الذي أود الارتباط به ليس لعيب فيك و لكن بالطبع لكل خياراته....
لم يستطع إكمال قراءة الرسالة. تراجع إلى الوراء قليلاً. أظلمت الشاشة أما عينيه. شعر بطعم المرارة في فمه و حلقه و داخل أحشائه.
أحس بالكلمات كأنها أسلحة حادة موجّهة لعينيه. ثم تعدتها لقلبه. بدأ يحس بجفافا في ريقه. وأحسّ كأنه يسقط في بئر لا قرار لها . بل كل الكون أحس به يتآمر ضده. طعنة غائرة تلقاها. طعنة مفاجئة لم يضع لها حساباً. و أحس ساعتئذ بظلم قاسي و متآمر من كل فتيات الدنيا.
- لماذا لم آخذ فرصتي كاملة؟ لكي أقدم نفسي إليهن كرجل مكتمل الرجولة؟. إنسان مفعم القلب بالعواطف. قادر على أن أعشق و أن أعشق؟... و دارت التساؤلات في رأسه دورتها.
- هذه هي المرة الرابعة التي أفشل فيها.
- هل العيب فيني أم فيهن؟
- بالطبع العيب ليس فيّ.
- ماذا ينقصني أنا؟ أليس لي قلب و أحلام؟ أليست لدي مشاعر؟ .
- كلهن من نفس الطينة !
- كل بنات حواء ظالمات و قاسيات !
و في لحظة من إحساس مرير باليأس و القنوط، هداه تفكيره إلى أن يكتب إليها. سيكتب إليها رسالة يوجّهها لكل بنات حواء في شخصها.... و كتب:
إلى بنت حواء(س(
كنت أظن أنك لست كالأخريات. و لكني كنت مخطئاً. فأنتن يا بنات حواء كلكن سواء. لا فرق بينكن. فأنت أكثر من كنت أظنها مختلفة. و أنك من ستفهمني. و أنك من تستحق ذوب مشاعري.
و لكن.... وجدتك لا تستحقين ساعة سهر قضيتها أفكّر فيك. و لا خفقة من فؤادي وهبتها لك. و لا نبضة من مكنونات مشاعري هتفت فيها باسمك.
و من ثم ختم رسالته و وقّعها.
(المظلوم دوماً)
ثم أعطى الجهاز الأمر بالإرسال.

محمد عبدالله الحسين/ الدوحة
24 مارس 2014

Post: #6
Title: Re: رسالة إلى إمرأة لا تستحق
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 03-25-2014, 10:29 AM
Parent: #5

الأخوان و الأخوات الذين تكرموا بالتعليق: أبو جهينة ،الهواري، بت البلد، محمد، جليلة و أحمد لكم مني الشكر أجزله لاهتمامكم بالقراءة و التعليق.فتعليقاتكم كانت مفيدة بالنسبة لي و تدل على حس نقدي عالي من جانبكم بالإضافة لروح الفكاهة التي اضحكتني و أبهجتني.
في الختام أود أن أقول إن القصة من نسج الخيال.إلا أن الخيال لا ينفصل من الواقع.
لكم حبي و تقديري.