Post: #1
Title: الشيخ عدود...ذاكرة الصحراء التي لا تندثر
Author: محمد بابكر احمد
Date: 03-14-2014, 00:13 AM
ليس بدعا أن تنجب الصحراء عظيما، فكثبانها التي ارتوت بماء المكرمات كثيرا ما اهتزت و ربت و أنبتت من العلماء و الشعراء، من البناة و المفكرين، حدائق غناء يحور فيها البصر و تحار منها البصيرة. في أرجائها تلفي الورود و قد اختلفت ألوانها و أشكالها و الزهور و قد تباين أريجها فزادها الإختلاف و التباين رونقا و بهاء و طيب شذى. غير أنه من شبه المستحيل أن يستأثر المرء من كل وردة بلونها و من كل زهرة برياها، فيصبح دون سواه روضة تفيض جمالا و عطرا. لعل تلك كانت من السمات المميزة للقطب الراحل محمد سالم ولد محمد عالي ولد عبد الودود الشهير بالشيخ عدود. العلامة القاضي و الأديب الأريب الشيخ عدود ولد سنة 1929 بشهلات في منطقة اترارزة، و قد نشأ في محيط علمي بامتياز، فوالده الشيخ محمد عالي ولد عدود كان عالما معروفا و شيخ محظرة، أما والدته فهي النجاح منت محمذن فال و هي سليلة بيت علم أيضا. و نهل الشيخ عدود من علم هذه الأسرة التي حبته إياها الأقدار بادئا بحفظ كتاب الله تعالى و إتقان علومه، لتشرع أمامه أبواب المعرفة على مصاريعها، فيرخي العنان لنفسه المولعة بالعلم متنقلا بين واحات الكتب و مستغلا ذاكرته الفذة في تخزين كم قياسي من متون الحديث و الفقه و اللغة و دواوين الشعر. تعطش الشيخ عدود إلى استيعاب كل ما يدخل في دائرة الإنتاج العلمي، دفعه إلى أن يلج مجال الدراسة بأسلوبها العصري، و هكذا اتجه سنة 1961 إلى تونس لدراسة القانون المعاصر ليعود بشهادة ليصانص، و لتشكل عودته بداية مساره الوظيفي و يتقلد مناصب سامية كان من أهمها توليه نيابة رئيس المحكمة الابتدائية فرئاسة المحكمة العليا ثم عين وزيرا للثقافة و التوجيه الإسلامي ثم رئيسا للمجلس الإسلامي الأعلى، و قد مارس التدريس سنوات بكلية القانون في جامعة انواكشوط. إنتشر صيت العلامة ليتجاوز المحلية إلى العالمية فتلقى الكثير من الدعوات لحضور ندوات و مؤتمرات في مختلف أنحاء العالم، فكان ممن ساهموا في كتابة إسم بلاد شنقيط في سجلات التاريخ كما كانت تآليفه و أنظامه و محاضراته نبراسا أضاء سبيل العديد من طلبة العلم في موريتانيا و في شتى اصقاع الأرض اجتمع للعلامة عدود من الميزات ما نجعله شخصا استثنائيا بكل المقاييس، فقد أوتي ملكة الخطابة، هذا مع بساطة الأسلوب و سلاسته و روح الدعابة التي كثيراما كانت تلمس في محاضراته، و هو ما يؤهله لجذب انتباه السامع و الأخذ بمجامع قلبه، ليس هذا فقط، بل إن المسار الذي ارتآه لنفسه حيث جنبها تجاذبات السياسة و دهاليزها، جعله موضع إجماع كل أطياف بني وطنه بالإضافة إلى مدنيته التي خولته التنقل في أنحاء العالم شرقا و غربا دونما صعوبات، مما منحه احترام جميع من تعاملوا معه. أما الشيخ عدود الشاعر، فعنه حدث ولا حرجا، إذ كانت قريحته المتوهجة و سرعة بديهته سجايا ملازمة له أينما حل و ارتحل، فاشتهر بمساجلاته الشعرية مع أقرانه من أكابر العلماء، و كان لتلك التي جمعته بالعلامة و الأديب حمدا ولد التاه –و كان من أعز أصدقائه- النصيب الأوفر من الشهرة ك (الزنكلونيات و الجراديات...).
|
Post: #2
Title: Re: الشيخ عدود...ذاكرة الصحراء التي لا تندثر
Author: محمد بابكر احمد
Date: 03-14-2014, 00:26 AM
Parent: #1
رحمه الله العلامه الشيخ الورع ولد عدود و لعله من نافلة القول كان من ورع لم يستثن نقطة حبر و لا قطعة طبشور يحفظ كل شي من اول مره كثيره المحطات التي تبرز مظاهر العظمة في حياة هذا العالم الجليل الزاهد ما غاب عن أم القرى عدودها عدود في أرجائها أصداء سيظل بين الكتب وهو مبين إجمال ما لم تدره العلماء سيظل والطلاب في جنباته يتبادرون وكلهم إصغاء سيظل في بيت القضاء موفقا حكم القضاء وحوله الخصماء سيظل في آدابه متفننا قد أعجبت من سحره الفصحاء سيظل في محرابه متعبدا لله جل وقلبه وضاء وترى العفاة ببابه قد حلقوا والكف منه منفق معطاء إن كان فارقنا الغداة فإننا نلقي البنين وكلهم نقباء بيت بناه الله من أمجادهم قد اسسوه وكلهم صلحاء لا زال ذاك البيت في أمجاده آل المبارك سادة عظماء عدود يا رمز الفتوة والندى من أذعنت لمقامه الحكماء في رحمة الرحمن في جناته في روضة أفنانها غناء ثم الصلاة على النبي محمد ما رنحت من شوقها ورقاء.
|
|