السجان

هذا الشاعر يكتبب قصيدته الفريدة وهو داخل زنزانة السسجن يرتدي ملابس الاعدام الحمراء !! كتب القصيدة وهو يواجه الاعدام شنقا في الصباح الباكر !! لانه اتهم بالتمرد علي وضع النظام !!



أبتاه ماذا قد يخٌط بناني
والسيف والجلادٌ ينتظراني ؟؟


هذا الكتاب إليكَ من زنزانةٍ
مقرورةٍ صخرية الجدران




لم تبقى إلا ليلة أحيا بها
وأحس أن ظلامها أكفاني


ستمر يا أبتاه لست أشك في
هذا وتحمل بعدها أكفاني


***


الليل من حولي هدوء قاتلٌ
والذكريات تمور في وجداني


ويهدني ألمي فأنشد راحتي
في بضع آيــات من القرآن


والنفس بين جوانحي شفافة
دبّ الخشوع بها فهز كياني


قد عشت أؤمن بالإله ولم أذق
إلا أخيراً لذة الإيمـــان


***


والصمت يقطعه رنين سلاسلٍ
عبثت بهن أصابع السجاني


ما بين آونة تمر وأختها
يرنو إلي بمقلتي شيطان


من كوةٍ بالباب يرقب صيده
ويعود في أمنٍ إلى الدوران


أنا لا أحس بأي حقدٍ نحوه
ماذا جنى فتمسه أضغاني ؟


هو طيب الأخلاق مثلك يا أبي
لم يبد في ظمأ إلى العدوان


لكنه إن نام عنّي لحظـــةً
ذاق العيال مرارة الحرمان


فلربما - وهو المروع سحنةً
لو كان مثلي شاعرٌ لرثاني


أو عاد - من يدري إلى أولاده
يوماً ، تذكر صورتي فبكاني


وعلى الجدار الصلب نافذة بها
معنى الحياة غليظة القضبان


قد طالما شارفتها متأملاً
في السائرين على الأسى اليقظان


فأرى وجوماً كالضباب مصوراً
مافي قلوب الناس من غلياني


نفس الشعور لدى الجميع وإن هم
كتموا وكان الموت في إعلاني


ويدور همس في الجوانح : ماالذي
بالثورة الحمقاء قد أغراني ؟


أو لم يكن خيراً لنفسي أن أرى
مثل الجموع أسير في إذعاني


ما ضرني لو قد سكت وكلّما
غلب الأسى بالغت في الكتماني


هذا دمي سيسيل يجري مطفئاً
ما ثار في جنبي من نيراني


وفؤادي الموار في نبضاته
سيكف من غده عن الخفقاني


والظلم باقٍ لن يحطم قيده
موتي ولن يودي به قرباني


ويسير ركب البغي ليس يضيره
شاةٌ إذا إجتثت من القطعان


***


هذا حديث النفس حين تشف عن
بشريّتي وتمور بعد ثواني


وتقول لي : أن الحياة لغاية
أسمى من التصفيق للطغياني


أنفاسك الحرة وإن هي أخمدت
ستظل تعمر أفقهم بدخاني


وقروح جسمك وهو تحت سياطهم
قسمات صبحٍ يتقيه الجاني


دمع السجين هناك في أغلاله
ودم الشهيد هنا سيلتقياني


حتى إذا ما أفعمت به الرٌبا
لم يبق غير تمرد الفيضاني


ومن العواصف ما يكون هبوبها
بعد الهدوء وراحة الرباني


إن إحتدام النار في جوف الثرى
أمرٌ يثير حفيظة البركاني


وتتابع القطرات ينزل بعده
سيل يليه تدفق الطوفاني


فيموج يقتلع الطغاة مزمجراً
أقوى من الجبروت والسلطاني


***


أنا لست أدري هل ستذكر قصتي
أم سوف يعدوها وحي النسياني ؟


أو أنني سأكون في تاريخنا
متآمراً أم هادم الأوثاني


كل الذي أدريه أن تجرعي
كأس المذلة ليس في إمكاني


لو لم أكن في ثورتي متطلباً
غير الضياء لأمتي لكفاني


أهوى الحياة كريمة ، لا قيد لا
إرهاب ، لا إستخفاف بالإنسان


فإذا سقطت ، سقطت أحمل عزتي
يغلي دم الأحرار في شرياني


***


أبتاه إن طلع الصباح على الدنا
وأضاء نور الشمس كل مكان


واستقبل العصفور بين غصونه
يوماً جديداً مشرق الألوان


وسمعت أنغام التفاؤل ثرةً
تجري لعى فم بائع الألبان


وأتي يدق كما تعود بابنا
سيدق باب السجن جلادان
وأكون بعد هنيهةٍ متأرجحاً
في الحبل مشدوداً إلى العيدان


ليكن عزاءك أن هذا الحبل ما
صنعته في هذي الربوع يدان


نسجوه في بلدٍ يشع حضارةً
وتضاء منه مشاعل العرفان


أو هكذا زعموا . وجيئ به إلى
بلد الجريح على يد الأعوان


***


أنا لا أريدك أن تعيش محطماً
في زحمة الآلام والأشجــان


إن ابنك المصفود في أغلاله
قد سيق نحو الموت غير مدان


فإذكر حكاياتٍ بأيام الصبا
قد قلتها لي عن هوى الأوطان


وإذا سمعت نشيج أمي في الدجى
تبكي شباباً ضاع في الريعان


وتكتم الحسرات في أعماقها
ألماً تواريه عن الجيران


فاطلب إليها الصفح عني ، وإنني
لا أبتغي منها سوى الغفران


ما زال في سمعي رنين حديثها
ومقالها في رحمةٍ وحنان


***


إبني ، إني قد غدوت عليلةً
لم يبق لي جلد على الأحزان


فإذق فؤادي فرحةً بالبحث عن
بنت الحلال ودعك من عصياني


كانت لها أمنية ريانةً
يا حسن آمال لها وأمالـي


والآن لا أدري بأي جوانـحٍ
ستبيت بعدي أم بأي جنان


هذا الذي سطرته لك يا أبي
بعض الذي يجري بفكرٍ عان


لكن إذا انتصر الضياء ومزقت
بيد الجموع شريعة القرصان


فلسوف يذكرني ويكبر همتي
من كان في بلدي حليف هوان


وإلى لقـــاءٍ تحت ضـــــل عدالـــةٍ
قديسـة الأحــكام والميـــزان
(...............)

Quote: كتب القصيدة وهو يواجه الاعدام شنقا في الصباح الباكر !! لانه اتهم بالتمرد علي وضع النظام !!

ياتوا نظام دا يا بتنا ...؟

سلام يا حبيبة ... لعلك طيبة .

Quote: وإلى لقـــاءٍ تحت ضـــــل عدالـــةٍ قديسـة الأحــكام والميـــزان

لو سمحتي يا عواطف ممكن نعرف اسم الراحل الشاعر ومن ياتو بلد ؟

ومشكورة يا حبيبة .

و العهده علي قوقل ..انه الشاعر هاشم الرفاعي

القصيدة للشاعر على الرفاعى وقد إقتبسها الشهيد النقيب طيار الصادق محمد الحسن وأرسلها لوالده
قبل تنفيذ حكم الإعدام شنقاً عليه فى سجن كوبر بالخرطوم بعد إدانته وآخرين بمحاولة قلب نظام حكم
الجنرال عبود وقد تم إعدامهم فى العام 1959.ونسأل الله لهم الرحمة والمغفرة

مشكووووور اخي _ محمد احمد الريح -
اشكرك جزيل الشكر بالمعلومات الرائعة التي افدتنا بها ,, اسم الشاعر ( علي الرفاعي ) واخر يقول اسم الشاعر ( هاشم الرفاعي ) لقد اتي به من عمنا قوقل ,, هههه
لا ندري ايهما اصح ؟!! هل اسم الشاعر ( علي ؟ ام هاشم ؟ الرفاعي )
تحياتي واحترامي ,,,

مشكووورر اخوي _ الفاتح علي التوم -
احتمال كبير يكون الاسم صحيحا الشاعر _ هاشم الرفاعي - ,, اشكرك علي جهدك الذي بذلته وحاولت معرفة اسم الشاعر الحقيقي
ولو وجدت معلومات اخري عنه ,, ارجو بأن تفيدنا بها ,,
مشكووووووور بي حرارة ,,
تحياتي واحترامي ,,,

تسلمي يا حبيبة ( مني عمسيب )
الشاعر غير مستحضره اسمه او في اي بلد كان ,, لا اعرف عنه الا القليل ,,
انه عربي كان يدافع ضد الظلم وحكم عليه بالاعدام ,, وقال والقصيدة وهو في الزنزانة قبل اعدامه في الصباح الباكر ,,
القصيدة لفتت انتباهي وهزتني لروعة ابياتها ,, والموقف الذي كان فيه الشاعر وهو في موقف لا يحسد عليه ’’ _ كتبها قبل اعدامه بالصباح الباكر قبل ساعات من اعدامه -
معلوماتي عنه قليلة ,, قليلة جدا ,, جدا ,,
تحياتي واحترامي ,,,

اشكر كل اللذين شاركو في معرفة اصل الشاعر واصل حقيقة السجان ’’ وبحرارة ,,

كل الاقوال تتضارب ,, وحتي الان لا نعرف اين هي الحقيقة !! لقد قيل في قصيدة السجان عدة اقول متضاربة ,, احيانا يقال من الشام ,, وهلم جرا ,,,,,,
الله اعلم اين هي الحقيقة !!
( ولكن من الارجح ,, بانه قصيدة يتيمة ,, الشاعر لم يؤلف بعدها ولا قبلها قصيدة !! وهو في الزنزانة ! تعرف بالقصيدة اليتيمة لانها وحيدة عند الشاعر )
لكم التحايا والاحترام جميعا ’’

تسلم اخي ( احمد الصديق )
ما مستحضرة بالظبط الاحداث بالتفصيل ,, القصيدة صراحة لفتت انتباهي ,, الذي استحضره ,, شاعر عربي ,,
كان مسجون وكتب تلك القصيدة الاولي والاخيرة في فترة حياته التي عاشها مناضل ضد الظلم والقمع ,,
وكل من له معلومات صحيحة تدور حول تلك الشخصية الفريدة يأتي بها الينا لزيادة المعلومة ,,
تحياتي واحترامي ’’’

=



الشاعر يا استاذة (منى عمسيب) هو من أرض الكنانة
والشاعر وكما أكد الأخوين (الفاتح) و (الريح) هو الشاعر (هاشم الرفاعي).

وأظن – يا عواطف- بأن مع الأخ (فتحي الصديق ) الحق في أن يتساءل مستنكراً : (ياتو نظام دا يا بتنا؟)

فالشاعر الرفاعي، وبرغم أن قمـة توهجه كانت إبان سنوات الناصرية الأولى إلا أنه لم يُعدم ، بل لم يصدر بحقه حكم بالإعدام أصلاً برغم أن انتقد عبدالناصر نقداً شديداً وهجاه هجاءاً مريراً.

المفارقة أن وفاة الشاعر نتجت عن إصابة بليغة أودت بحياته عقب مشاجرة في إحدى المنافسات الكروية في قريته.

وشكراً لاختيارك القصيدة، والتي برغم أنها تتحدث عن شهيد متخيل إلا أنها قصيدة بالغة التأثير.

وأذكر أنني لم استطع حبس دموعي وأنا أسمعها لأول مرة بصوت أستاذنا (الأخ المسلم) الذي كان يدرسنا اللغة العربية بمدرسة بحري الثانوية.

وأستاذنا – في سعيه لتجنيد بعض تلاميذه للتنظيم - تلا علينا القصيدة موحياً بأن عبدالناصر قد نفذ حكم الإعدام فعلاً في ذلك الشاعر البرئ.

رغم أنه تبين لاحقاً أن الشاعر هجا جماعة الأخوان المسلمين ربما بأكثر من هجائه لنظام عبدالناصر.

=

شكراً يا عواطف على اختياراتك المدهشة.. مع التحية للجميع.
...
..
.

اشكر كل اللذين شاركو في معرفة اصل الشاعر واصل حقيقة السجان ’’ وبحرارة ,,

كل الاقوال تتضارب ,, وحتي الان لا نعرف اين هي الحقيقة !! لقد قيل في قصيدة السجان عدة اقول متضاربة ,, احيانا يقال من الشام ,, وهلم جرا ,,,,,,
الله اعلم اين هي الحقيقة !!
( ولكن من الارجح بانه قصيدة يتيمة ,, الشاعر لم يؤلف بعدها ولا قبلها قصيدة !! وهو في الزنزانة ! تعرف بالقصيدة اليتيمة لانها وحيدة عند الشاعر )
لكم التحايا والاحترام جميعا ’’

تحية طيبة
بعد القوقلة



هاشم الرفاعي وقصيدته رسالة في ليلة التنفيذ
بقلم: محمد علي شاهين
ولد الشاعر الشهيد سيّد بن جامع بن هاشم الرفاعي في بلدة أنشاص بمحافظة الشرقيّة بمصر العربيّة، عام 1935 واشتهر باسم جدّه هاشم، نشأ في بيئة إسلاميّة،
وتربى على قيم الخير والفضيلة، حفظ القرآن في سن مبكرة، تلقى مبادئ اللغة والدين في بلده، وحفظ كثيراً من القصائد الجياد، التحق بمعهد الزقازيق الديني سنة 1366/1947
وأكمل دراسته الثانويّة فيه سنة 1375/1956، توجّه إلى القاهرة وانتسب إلى كليّة العلوم بجامعة القاهرة سنة 1374/1955، نظم الشعر في سن مبكرة،
وانطلق في مطلع شبابه ينظم القصائد الملتهبة ضدّ الظلم والطغيان، ويعبّر بشعره المتدفّق بالحيويّة عن مأساة الإخوان في سجون الناصريّة، امتاز شعره بالصدق وروعة
التصوير والشفافيّة الروحيّة، تأثّر بفكر الإمام الشهيد حسن البنا، وانخرط في المقاومة السريّة الإسلاميّة التي أقضّت مضاجع الاحتلال الانجليزي في القناة ؛
وفي ظروف غامضة اغتيلت العبقريّة ممثّلة في الشاعر هاشم الرفاعي في عام 1959 مطعوناً بيد آثمة ملطخة بالعار في أنشاص، عندما استدرج إلى شجار مصطنع،
وهو في قمّة العطاء، ولمّا يبلغ الخامسة والعشرين من عمره، اتهمت بمقتله جهات أمنيّة، أقامت له العزاء وأبّنته لتنفي عن نفسها صفة قتل رجل كان من المتوقّع له
أن يكون أحد فرسان الكلمة في زمن التخاذل، حيث تغتال الكلمة، ويغتال معها الرجال المعبّرون بصدق وأصالة عن وجدان الأمّة وضميرها، وقامت تلك الجهات بطبع ديوانه
ووضع صورة رئيس ذلك النظام في صدر الصفحة الأولى حتى لا يقال أنّهم قتلوا الصدق والإخلاص في رجل كان له شأن في عالم الفن والإبداع،
وتعتبر قصيدته رسالة في ليلة التنفيذ نموذجاً رائعاً لما وصل إليه الشعر الإسلامي في عصر الصحوة من روعة التعبير وشفافيّة التصوير، ودقّة الأداء.

في البداية نورتى يا بت علي وباين إنك من جيل الإنقاذ ..
لإنو قصيدة هاشم الرفاعي كما ذكر الإخوة تكاد تكون مرت على جميع طلاب الثانويات والوسطى في سبعينات القرن الماضي ..
فهي كانت ( مكنة ) الكيزان كما ذكر الأخ الصادق لاستدرار عطف الطلاب تمهيدا لتجنيدهم في التنظيم ..
وكان يقال لنا في مدرسة دنقلا أنه رفيق الشهيد سيد قطب في الزنزانة ..
عشان تعرفي الكذب بدوه من متين .