ما بين سن المعاش ورئاسة الدولة، عمر ومسئولية!

موظف حكومي، معلم أو مدرس - مثلا - أكبر مساحة
تولى أمرها كانت في أقاصي مدارس السودان المتاخمة لحدود دولة
أخرى هي مدير مدرسة، عند بلوغة الـ 60 من عمره سلم خطاب
شكر مصحوبا بشهادة حسن سير وسلوك - أيا كان سلوكه في
الخدمة الحكومية - مصحوبا بخطاب "طلاق تلاتة
دون ترجيع" (تقاعد إجباري) من مزاولة العمل الحكومي مدى الحياة!
هذه السكة العمرية، ولحظة الموت الوظيفي الإجباري يمر بها كل من
بلغ الستين من عمره وهو لا يزال على رأس العمل الحكومي قرارا
معترفا به شعبيا وجماهريا ولا نقاش حوله.

السؤال:
لماذا تكتب الدولة شهادة رفت ووفاة وظيفية لمن بلغ الـ 60 من عمره
بالرغم من تمتع أكثرهم بالصحة والعافية العقلية والجسمانية ،
بينما يصر الشعب على تحرير شهادة ميلاد وإنعاش عقلي وبدني
لمن تخطى الـ 60 من عمره، وبدأ عقله الباطني، لا إراديا،يحل محل
لسان فمه و يفصح عن ما كان يفكر فيه عقله الرأسي أو ينويه، ولربما
دنت لحظة احتضاره ، ليتولى رئاسة بلد بأكمله؟ ألا ترون أن هنالك
تناقضا شاسعا ما بين العمر وحجم المسئولية الملقاة على العاتق؟