سَيِّد "خوسيه"

(خ)
.... وصباح الْخَير سَيِّدْ "خوسيه"(1)،
كيف الصَّحة .... وكيف الأحوالْ ....؟!
إنْ شاءْ اللهْ تمامْ .....
نِحنا بعافية
والرُّوح عالية
عالية .... أوقولْ:
بيني بينكْ، مرَّاتْ تتعبْ ...
وتقرِّبْ تضربْ سَكَلِ اليأسْ
بس تعرف شئ،
سبحان اللهْ
مِنْ وينْ لَيْ وينْ
تنفُضْ خوفا وضِيقا
تركِزْ تاني
وتالِتْ .... وسِتِّينْ
يمكِنْ جِدَّاً زي غيرنا كتير:
فينا القابِضْ
على جَمر السُّمْرَة .... وعارِفْ بُكْرة
بجيبلو بُشارة الفال
ما هو ما معقولْ
حالنا المايلْ .... والما معقولْ
يفْضَلْ على طولْ
حافِظ بس سِيرة الْخيبة فصولْ وفصولْ ....!!!!
فينا الروَّحْ
كايِسْ بَلَدُو في بلادْ النَّاسْ .....
قال ياخي خلاصْ
أرض الله براحْ
عارِف إنو بلادُمْ
زيَنة وزيَنْتينْ ......
بس خاطْرُو كمانْ،
زي الرَّمايهو تَرَبْ قَرياف النَّيلْ ......
أو مُمكِنْ إنُّو "عروس النَّيم" (2)
كاسْرَالو ضِلُعْ عاشِرْ
وكذا النَّيلينْ .......

(و)
كيف ناس بلَدكْ ....؟!
حابِنَّكْ تَبْ لا شكْ
ما إنتَ ملاكْ
خلَّيتْ جِنحَينكَ،
وجَيتْ مسكونْ بَيْهُمْ
حَدَّ الطِّيبة وحَدَّ الإنسانْ ......
همَّكْ لا شئْ
غير بَسْ تلقاهُمْ مبسوطِينْ
لو جاعوا، تخاصم الزَّادْ
أو عريانين،
لو ليك مُراد تملص جِلدَكْ
لو يِكْسِيْهُمْ ......
وما بتِتْخيَّلْ
كيفن حاكِمْ بِحكُمْ بالْغَصْب ....؟!
يِسرِقْ لامِن كفَّكْ تَرْجِفْ
لو مرَّة فيْ يومْ قالْ بِيسالمَكْ ......
أوْعاكْ أوْعاكْ
ممْكِنْ ترجعلَكْ ناقصهْ صُباعْ ...
أوْ جايزْ أصلاً ما ترجَعْ ....!!!!!
ولِسان مطلوقْ
بارى الْباطِلْ وبِراهو الْحَقْ
غير دمَّ الشَّفَّعْ والشَّافعاتْ
قسًّمْ بلَدو
خَمَّجْ بِلحيلْ
وصَدِّقْ أوْ لا،
هذا "النيرون"
ما زالْ طربانْ بِرقَصْ .....!!!!

(س)
ما كُنا كِدا سيد "خوسيه"
وبلدنا كمان كانت أجمَلْ
ما جَنَّة ولا ......
بَس ما ها جحيم .... وضياعْ
لوقُلنا نلوم .... حنلوم حالنا .....
نِحنا الما صُنَّا النِّيلْ
غمَّدنا عيونَّا كتييير
فتَّحْناها
كانتْ غِربانْ الجَّوْ
تنعَقْ بَىْ مِلءْ الصَّوتْ .... والضَّو:
"هُنا أمْدُرمانْ ......!!!!!"

(ي)
وسؤال عابِر سيِّد "خوسيه"،
أمانهْ عليك،
ما بتعرِفْ ليكَ مَلاكْ زيَّكْ ....؟!
مليانْ بحليلْ بَيْ حُبْ الناس
النَّاس الْبُسَطاءْ ومِلْحْ الأرض
بَيْ حُبْ بَلَدو ......
معليش،
بَسْ عِندنا "ناس"
(مِنْ وينْ جونا، جَدْ ما عارفِينْ ....؟!) (3)
قاسيين،
وكأنُّمْ خاوُا الصخرْ
ورِضعوا معاهو حليب القسوة ..... وآآآخْ
لِسَّعْ ماسكين في شطور الصخر
شُفتَ السَّماءْ وقتين تغضَبْ
تمطِرْ سِجِّيلْ .....؟!
أهو ديل سِجِّيلْ
وأْلْعَنْ مرَّة ومِليونْ ......

(هـ)
تِعبنا ...؟! أكيدْ
وقِرِفْنا ونُصْ
لكِنْ جُوَّانا يقينْ
إنو الحاصِلْ لا بُدْ يِحصَلْ
شانْ ننفتَحْ عينْ
نِتفَهَّمْ زينْ
إنو الثعلبْ بَىْ جاي
والدِّينْ بهنااااااكْ .....!!!!!
وإنو الْحاكم الأوحَدْ
شرٌّ مُطْلَقْ .....
إنُّو وإنُّو .......
شانْ يقوى عَزِمْ
ونشِد الْحيلْ
وأيهْ نِحنا إذَنْ
لولا الأحزان الْغَسَلتْ أرواحنا
ولَهيب الْوَجْعَة الجمَّرْنا
وبحور التِّيه
العبرتْ تِيها مراكِبنا،
شانْ تلقى القيف .....
...........
...........
...........
معليشْ، طوَّلتَ عليكْ
حأقولَكْ أيييييه،
لو في إيِدْنا ما نفارقك تَبْ
ما تفارِقْ سِيرتكْ خاطِرْنا،
شان نتعلَّم
كيف إنُّو الْحاكِمْ بِبقى ملاكْ
مِنْ غير جنحينْ
فُتَّكْ بالخير سيد "خوسيه" ...........
عصام عيسى رجب – الأحد 2 فبراير 2014 م
____________________________________________________________________________
(1) هو (José Alberto "Pepe" Mujica Cordano) رئيسُ جمهوريةِ الأورغوي، والذي أشتهرَ بوصفِ الآخرين له أنَّه أفقرُ رئيسٍ في العالَم، حيث يتبرَّع بـ 90% من راتِبه للمحتاجينَ في بِلاده، ورفض أن ينتقل للعيشِ في القصر الرئاسي، مفضِّلاً البقاء في المنزلِ المتواضِع لزوجتِه السيناتور. يقول السَّيِّد خوسيه عن وصفِه بالفقر: الفُقراء حقَّاً هُم مَن يصِفُني بأني أفقرُ رئيسٍ في العالَم، فالفقيرُ عِندي هو كثيرُ الْحاجة، الذي لا شيءَ يسُدُّ حاجَته.
(2) هي مدينة "أم رُوَّابة"، ونُدَلِّلُها "عروس النِّيم" لكثرةِ أشجارِ النِّيم بها، فلا يكادُ بيتٌ يخلو منها، وكذا شوارِعُها التي تصطفُ بها أشجارُ النِّيمِ تَفتِنُ النَّظَرَ بِزينَةِ خُضرَتِها.
(3) إشارةٌ إلى مقالةِ "الطَّيَب صالح" المشهورة: مِنَ أتى هؤلاء ....؟! والتي كتبَها أوائل عهد السودان بِمُصِيبةِ "الإنقاذ".