الترابي مجرّد كرت محروق

لا ادري لماذا ينشغل الناس به حتى الان. لم يعد لديه شئ، حتى الحفنة المتحلقة حوله مصيرها النهائي اما ان تندثر او تندمج فى العصابة الاصل. ليس لديه شئ يذكر و انكشف امره حتى للاطفال الغر. عمل على تخريب الحياة السياسية فى السودان منذ الستينات، من حل الحزب الشيوعي السوداني، ثم مروراً بتحالفه مع الطاغية المخلوع جعفر نميري و مناصرته على هوسه و قطعه ايدى الفقراء تحت دعاوى كاذبة باسم الشريعة. اعقب ذلك بوضع العقبات و العراقيل فى طريق السلام خلال الفترة الانتقالية و الديمقراطية الثالثة. ثم انقلب على الديمقراطية الثالثة و اسس ابشع الانظمة السياسية التى عرفها الشعب السوداني فى العصر الحديث حيث ولغوا فى دماء الناس بغير حساب. ثم اختلف مع بقية العصابة و ها هو يختم حياته البائسة بالعودة الى حياضها مرة اخرى.

ليس لديه شئ و لو لا اٍن قطر تنفخ فيه من روحها بين كل حين و اخر بتقديمه من خلال قناة الجزيرة او استضافته فى الندوات و البرامج الدعائية لاندفن تحت ركام تاريخه الاسود.

وجود الترابي حتى الان على المسرح السياسي بكل تاريخه الاجرامي المخزي يدل على وجود ما خطأ فى واقعنا السياسي. لا يوجد شخص يجمع الناس على كراهيته مثل حسن الترابي، ليس السياسين فقط انما حتى الشارع العادي لا يحب الترابي. و الشاهد على ما اقول ان خطوة طرد الترابي من السلطة من قبل جماعة البشير وجدت ترحيب كبير وسط الشارع السوداني. لن نغادر الحقيقة قد انملة اذا زعمنا ان استبعاد الترابى عاد على الانقاذ بانفراج سياسي ما كان له ان يحدث فى وجود الترابى. حدث هذا لان الشارع السوداني يعرف الترابى كرجل حربائي يتلون حسب ما تتطلب الظروف.