نحو تحرير حديث بعيد عن الجاهلية

نحو تحرير حديث بعيد عن الجاهلية


02-24-2014, 03:28 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=460&msg=1393208937&rn=0


Post: #1
Title: نحو تحرير حديث بعيد عن الجاهلية
Author: Samih Elsheikh
Date: 02-24-2014, 03:28 AM

صدق الرسول الكريم حين قال دعوها فأنها منتنة. لم تسلم السياسة في السودان وحتى السياسين من الزج بالقبيلة والاستعانة بها والاحتماء بها حتى اولئك الذين عانوا من الاستعلاء القبلي في يوم من الايام وهو امر لا شك فيه ابدا لقد عانى الاخوة في الجنوب من استعلاء دفعوا ثمنه زمنا طويلا. ما يحدث من احداث مؤسفة ومحزنة في الجنوب لا يسر ولا يفرح احد خصوصا المتعاطفين الذين كانوا يحسنون الظن بان المارد الجنوبي انطلق نحو السلام والتنمية المستدامة التي حرم منها بسبب ما عانى من ظلم وتهميش واستعلاء منذ الاستقلال وانه غادر امراض السودان القديم الى غير رجعة ما حدث في الجنوب ويحدث لا يظنن ظان ان قبل السودان الاربعة ان تفكك السودان يمكن ان تعيش في سلام في ظل قبلية منتنة معظمنا يدعي انها بغيضة بلسانه فقط ومعظمنا يمارسها بشكل خفي او دون ان يدري فالعنصرية موجودة داخل كل نفس بشرية ويجب ان يحاول هزيمتها الانسان في داخله اولا وجعلها متنحية قبل سن القوانين لمحاربتها وهذا يمكن بالتصالح مع الذات وهذا كلام نوجهه بالنسبة لدعاة الانفصال من الشماليين والدارفوريين ومن جنوب كردفان . ان البعد الاثني الظاهر والبادي على جيوش التحرير والذي يتكون في معظمه من ابناء القبائل الكبرى والتي لها اكبر قدر من المتعلمين والمثقفين تماما كما حدث في السودان بعد الاستقلال حيث كان معظم القادة من الشمال النيلي وكل الانقلابات التي تسببت او قامت بتنفيذها المؤسسة العسكرية هي سبب التدهور الحاصل الان وسبب الفقر وذلك لافرازها انظمة شمولية همها الانفاق على السلاح والامن بحجة وفرية السيادة وهيبة الدولة. فلنسأل انفسنا جميعا هل نحن في الشمال النيلي والوسط ليس بين قبائلنا استعلاء وكذلك دارفور وجنوب كردفان هل كل القبائل في تلك المناطق متسامحة مع بعضها البعض ومنسجمة وتجمعها روح وهوية واحدة لا تتاثر مستقبلا باي استقطاب او غبن حال اختلف او عند وقوع اي خلاف بين الساسة هناك و لماذا لم نستطع حتى هذا القرن ان نتحول لمواطنين سودانيين في المقام الاول ماحدث في الجنوب ليس ببعيد ولاغريب ان يحدث مثله في الشرق او الغرب او الشمال او الجنوب لان ما يدور هناك حدث بعد التحرير وهذا هو ما يشعر بالقلق والاسى. ليت تكون هناك دعوة او شبكة توحد وتنظر للمشاكل القبلية التي ظاهرها سياسي وهي في الحقيقة قبلية وليس ببعيد ولا هو بالشئ الخفي صراع نافع علي عثمان وقوش وتوعي المجتمع بخطورة الاستقطابات التي كرست له الانقاذ منذ طفولتها الاولى ببعثها واحيائها لقيم هدامة مثل القبيلة الفلانية تبايع وبنو فلان يبايعون واصبحت الدولة دولة جاهلية تعلو من شأن القبائل اكثر من اعلاء الروح الوطنية واشاعة الفكر القومي بين المواطنين. فالنخب السودانية ارادت بقاءها لاجل مكاسب سياسية وتناست ان اكبر مكسب يحقق التنمية الحقيقة هي الوحدة الوطنية والقومية لشعوب السودان كافة ولن يكون المستقبل واعدا مشرقا ما لم ينتهي الاستعلاء القبلي والاثني بكل اشكاله والاعتراف بأن دارفور وجنوب النيل الازرق وجنوب كردفان عانت تهميشا وظلما اجتماعيا كبيرا ونظرة استعلائية نعرفها جميعا ويجب الاعتراف بانها نظرة خاطئه وظالمة وجارحة والعمل على تغيير تلك النظرة من خلال احداث تنمية حقيقية لانسان تلك المناطق وان يعوضوا عن ذلك بمشاريع تنموية حقيقية ثم ياتي دور المسرح والاعلام والدراما والحفلات الموسيقية والايام التراثية في المسارح والميادين العامة في كل انحاء السودان بعدها يأتي دور ابناء تلك الولايات في عمل نشاط مماثل لازالة الاستعلاء المضاد لان للاستعلاء والكراهية يكون رد الفعل لها ايضا استعلاء وكراهية، . الشئ الاكيد انه يوجد لدينا مفكرون وفلاسفة وباحثون من كل قبائل وانحاء السودان ليتهم يجتمعون على اخراج منهج سليم يخرجنا من ظلام القبلية الى نور وحلاوة العيش في تنوع ثقافي واثني وديني تربطه وتوثق عراه روح قومية سودانية حقيقية متفق عليها في دستور يتراضى ويجمع عليه كل السودانيين من اقصاه الى اقصاه او العمل على شق طريق جديد يخرجنا من دهاليز استعلاء متجزر يظن كل منا انه عندما يتخلص من الاستعلائين سينعم بحياة هانئة وعيش مستطاب ولكنه سيتفاجأ بانه نفسه لديه من يستعلي عليه وهكذا الاستعلاء يتوارث ولنطرح سؤال هو ماهي الاولويات التي نبدا بها التغيير تحرير الشعوب فقط ام تحرير الشعوب والعقول حتى نقطع فروع شجرة الاستعلاء المستظل بظلها النظام الان في طول البلاد وعرضها ثم بعد ذلك نتجثها من جزورها.