إصلاح حال المعارضة

إصلاح حال المعارضة


02-18-2014, 10:37 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=460&msg=1392759468&rn=2


Post: #1
Title: إصلاح حال المعارضة
Author: Musab Osman Alhassan
Date: 02-18-2014, 10:37 PM
Parent: #0

قسم عالم الاجتماع الألماني ماكس فيبر الفعل الاجتماعي إلى أربعة أنواع(الفعل التقليدي-الفعل العاطفي-الفعل الموجه نحو غاية عليا-الفعل الموجه نحو غاية دنيوية) وعرف هذا الأخير بأنه الفعل العقلاني المبني على الحسابات وهو مدفوع بالمنفعة الخاصة أو العامة ويستخدم العقل في اختيار الوسائل التي تؤدي إلى نجاح مقاصده،العقلانية(مع ما لاقت من إنتقاد وتكفير) إلا أننا نحتاجها جدا في وضعننا السوداني،فإن أردنا الخروج بإنسان السودان من دوائر الحرب والفقر والجهل والمرض،إلى رحاب التنمية الشاملة فإن علينا التفكير مليا فيما نحتاجه فعلا لاما نحلم به،الأزمة السياسية في السودان تزداد تكلفتها الإنسانية والتنموية يوما بعد يوم،هذا النظام أودى بحياة الآف البشر كما أودى بمستقبل ملايين آخريين، إذن فإن أسباب الرغبة في تغييره متواجدة لدى الكثيرين، لكن كيف؟
بداية علينا التأكيد بأن الحوار الوطني هو أسلم وأقل السبل تكلفة لحل المشكلة السياسية في السودان،وقد أدت الدعوة الأخيرة إليه من طرف النظام مفعول السحر في الأحزاب ذات المرجعيات الإسلامية(من ضمنها الأمة والإتحادي) بعد تمنعات ومزايدات على شروط الحوار مع حلفائها في قوى تحالف المعارضة، وتحججت الحركة الشعبية قطاع الشمال بالقرار 2046الصادر من مجلس الأمن لتدعي أنها تستكمل مفاوضاتها، وقفزوا جميعا بلا تخطيط إلى طاولة الحوار مع النظام ، فهل هذا هو الحوار الذي نعنيه؟ بحساب قوة المعارضة السلمية ومقدرتها على تحريك الشارع وتوحدها كجبهة واحدة للمطالبة بحقوق الشعب،إضافة لعلاقاتها الدولية والإقليمية، ودمج ذلك مع قوة المعارضة المسلحة وتقدمها على أرض الواقع والخسائر التي تلحقها بالنظام عسكريا وإقتصاديا، بحساب ذلك كله ثم إضافة وضع النظام حاليا من الناحية الاقتصادية والسياسية والعسكرية وحتى الشعبية،ومستوى العلاقات التي يتمتع بها إقليميا ودوليا،بوضع ذلك كله في الحسبان فإننا نصل إلى إستنتاج بأن أي حوار سيدخله الطرفان لن يحمل صفة الندية اللازمة لضمان جديته و نجاحه.
تغول النظام كما نراه حاليا لم يكن إلا بسبب الضعف المخزي للمعارضة السياسية التي ظلت تفوت الفرصة تلو الأخرى لتقوية موقفها وإضعاف غريمها،معارضة لم تقدر أن تسوق لمآسي الحرب في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق لا محليا ولا دوليا،وإكتفت بإستخدامها لأغراض المزايدة السياسية فيما بينها، معارضة لم تستطع أن تستفيد من هبة سبتمبر لتحولها إلى ثورة شاملة وإلى كابوس دبلوماسي،هذه المعارضة هي نفسها التي تحمل شروطها لتجلس بها على طاولة المفاوضات، فكيف يستقيم عقلا أن يتحكم الضعيف في القوي؟وكيف له أن يشترط عليه؟.
ما تقوم به المعارضة لا شك مبني على حسابات خاطئة لقوتها ومقدرتها على الفعل،ولا أستبعد كذلك الإحتقان السياسي الذي يخرجها من دائرة العقلانية والواقعية، لانريد أن نمارس جلد الذات بل نريد التفكير بعقلانية كمعارضة في أخطائنا بغية تصحيح المسار،وضعف المعارضة السياسية البادي للعيان يجب أن يعيدنا إلى الأساسيات،أي عمل حزبي يستمد وجوده وقوته من الجماهير،إذن الخطوة الأولى هي بعودة هذه الأحزاب للعمل على قواعدها والتصالح مع عضويتها بإجراء إصلاح إداري وتنظيمي في هياكلها بجميع مستوياتها، فالتهلهل وعدم الديموقراطية كانت من أبرز أسباب نفور العضوية وبالذات الشباب عن كياناتها، فكيف تسوق للديموقراطية وأنت لا تمارسها؟ عودة التواصل مع الجماهير لابد أن يكون على جميع المستويات والأدوار التي ضعف أداء الأحزاب فيها،فالحزب ليس مجرد تجمع سياسي بل هو كيان إجتماعي وثقافي ورياضي ، من مهامه نشر الوعي والتثقيف المجتمعي، التواصل مع الشعب والتفاعل مع قضاياه وهمومه(بغض النظر عن مماحكات النظام وأجهزته الأمنية) وتوعيته بالحلول الممكنة كما ستفعل حكومة الظل قريبا هو من أهم واجبات الأحزاب في هذه الفترة لإستعادة ثقة المواطنين ولإلغاء الحوجة لسؤال: من البديل.

Post: #2
Title: Re: إصلاح حال المعارضة
Author: Musab Osman Alhassan
Date: 02-19-2014, 07:00 PM
Parent: #1

*