أبدع الدراميون السودانيون ولكنهم غير مبدعين

جاء فى المعجم الوسيط أبدعت الراحلة يعني أنها كلت وعطبت , ,ابدع الراكب يعني كلت راحلته..
وجاء أيضا في نفس المعجم ولسان العرب والصحاح ومختار الصحاح وتاج العروس: أبدع الشئ يعني اخترعه لا على مثال سابق (الله بديع السموات والأرض)..
والمبدع هو منشئ الشئ دون تقليد من سبقه..

فاهل الدراما من السودانيين لم تحملهم راحلة انتاجهم الدرامي الى حيث السعة والأمن من الفاقة عند العجز أو التقاعد (هذا إن صح للدرامى أن يوصف بالمتقاعد) أو تكالب عليه زملاء المهنة والمخرجون والمنتجون سلبا لمواقف اتخذها وقيم تمسك بها..
والعيب هنا على مايعرضونه على المتلقي ولا يلقى رواجا أو استحسانا بالداخل دع عنك الخارج الذي لم نمتلك لهضليمه رقبة..

فالدراما السودانية لا ترتكز على إبداع حقيقي لا يشوبه تقليد,ولا إبداع منشأه الواقع السوداني بإنسانه وتاريخه وجغرافيته وسياسته..

لم تشكل الدراما السودانية وجدان الشعب السوداني بل عجزت حتى أن تجعلنا متمسكين بلغتنا وفخورين بها لنصاقع بها لغة أهل مصر والخليج والمغرب العربي.بل زحفت على وجداننا الدراما المصرية حتى أصبحت لغتهم هي اللغة المشتركة بين السوداني ومحدثه من المغرب أو المشرق العربي حالة لايجيد السوداني لغة محدثه من تلك البلاد.

بل أشعر أحيانا بأن الدراما السودانية تشوه الواقع وتختصر السودان وتعمق الفرقة والشتات بين أبناء الشعب الواحد, وأنكأ من ذلك تشوه لهجتنا السودانية وتجعلها غريبة على الأذن..

نعم الدراما السودانية لم تشكل وجدان الشعب السوداني, فالواقع المرير هو الذي شكل وجداننا..
شكلت وجداننا السجون وارتقاب زوار الفجر الذين يصدق وعدهم والصدق شر, الجوع وانعدام الدواء والانقلابات العسكرية والساسة المنافقين المداهنين والنخبة المتنقعة والمتدثرة بعباءة الغباء التي تغطي الفشل!
يولد الانسان السوداني كزهرة فل ثم بطريقة ابداعية يتحول مع الزمن لشتلة صبار تصارع التصحر بنجاح..
نعم المبدع الوحيد هو الانسان السوداني العفوي الذي يبتدع الأشياء وينتجها في باحة الوجود في لحظة متعة تشبه لحظة المتعة التي تنتج الانسان نفسه في رحم أمه..
كنا ولازلنا ننفرد بمائدة رمضان فى شارع الله واكبر, وكنا ومازلنا قد اخترعنا من غير سابقة كشف المساعدة فى الأفراح والأتراح, وكنا ولازلنا نلبي النداء السوداني الأصيل (يا ابو مروة).إمرأة سودانية من الجنوب نالت رضاء كل مدينة لندن بكندالتلبيتها لهذا النداء واستغربت أن الصحافة المقروءة والمسموعة والمرئية تكالبت على منزلها لتسجل بطولتها وتنشرها!

هذا الشعب هو المبدع الوحيد وهو كبديع العسل أوله حلو وآخره حلو وهو شفاء لكل من يظن أنه مكين فى الظلم والمهانة.

^_^

Balla Musa
تحياتي

Quote: لم تشكل الدراما السودانية وجدان الشعب السوداني بل عجزت حتى أن تجعلنا متمسكين بلغتنا وفخورين بها لنصاقع بها لغة أهل مصر والخليج والمغرب العربي.بل زحفت على وجداننا الدراما المصرية حتى أصبحت لغتهم هي اللغة المشتركة بين السوداني ومحدثه من المغرب أو المشرق العربي حالة لايجيد السوداني لغة محدثه من تلك البلاد.

الدراما عندنا فاشلة جداً ووقفت عند مرحلة المسرح المدرسي , الكوميديا إما نكت وتهريج أو في أحسن الأحوال عوارة , حتى الدارسين هم عبارة عن منظراتية لا إنتاج مقنع لهم -إلا من رحم ربي-
طبعاً فشل الدراما السودانية ما معزول عن فشل كل قطاعات الفنون , لكن على الأقل تلك القطاعات ممكن تدعي أنها نجحت من قبل في يوم ما والآن تعيش مرحلة فشلها

مودتي الممتدة ...

أسامة العوض
تحياتي

مرة جمعتني ونسة بالهادي الصديق
قلت ليه يا الهادي ياخي الدراما السودانية دي ما اتطورت خالص والممثل ماتشعر بانه متمكن..

قال لي ياخي إذا أنا وحاكم سلمان بندرس دراما معقول يطلع درامي ممتاز؟

طبعا هو يقصد أنه وحاكم مادارسين أكاديميا للدرجة التي تؤهلهم لتدريس دراما.