دلالات ما يحدث فى مدينة الابيض

معاناة اهالي مدينة الابيّض و ما جاورها من القرى مع عصابات الجنجويد هذه الايام مسألة ذات دلالات مهمة. لاننا نذكر عندما كانت الاخبار تاتى للناس عن جرائم الجنجويد فى دارفور، لم يحركوا ساكناً. فالجرائم و المحارق بعيدة عنهم و عن ديارهم. هى ذات الحكاية التى حدثت للقس الالماني مارتن نيموللر خلال فترة الحكم النازي و التى وصفها قائلا :عندم قاموا باعتقال الشيوعيين لم أعترض لاني لست شيوعيا وعندما جاؤا لاعتقال الاشتراكيين لم أعترض لاني لست إشتراكيا وعندما قاموا باعتقال عمال النقابات لم أعترض لاني لم اكن منهم وعندما أتو لإعتقالي لم يكن هنالك أحد ليدافع عني.

اذا بقينا فى امكاننا و على هذه الحال، لا نكترث طالما ظلت الكوراث بعيدة عن مديتنا، بعيدة عن حيّنا، بعيدة عن شارعنا و بعيدة عن بيتنا اخشى ان تصحى يوم و تجدها فى غرفة نومك.

أبوبكر صالح.

اذا كانت جرائم الجنجويد هذه الايام بعيدة عن اهلك لا تسترخى و تصم اذنك عن صرخات الضحايا. غداً سوف تكون فى مكان هؤلاء الضحايا. دولة العصابة الكيزانية تتأكل من أطرافها كل يوم، و هم يستعينون بهؤلاء المرتزقة لحماية سلطتهم و ثرواتهم التى نهبوها طوال ربع قرن من الزمان. غداً سوف نرى عصابات الجنجويد على اطراف كل مدن السودان. و حينها لن تأمن على عرضك، مالك او دمك.

الجنجويد نطبق عليهم قول الرئيس البروكيني الثائر توماس سانكارا حينما قال A Solider without ideological or political training is a potential criminal و اظننا كلنا شفنا كيف تكون هذه الروح الاجرامية in action

ابوبكر صالح