صحفي في (العرب القطرية) ينصح غندور بالفظاظة

صحفي في (العرب القطرية) ينصح غندور بالفظاظة


02-01-2014, 08:07 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=460&msg=1391281663&rn=1


Post: #1
Title: صحفي في (العرب القطرية) ينصح غندور بالفظاظة
Author: مهدي صلاح
Date: 02-01-2014, 08:07 PM
Parent: #0

Quote:
عادل إبراهيم حمد
كاتب سوداني
ترقب الشعب السوداني ما يفصح عنه الرئيس البشير منذ أن صرح للرئيس الأميركي الأسبق كارتر بأنه مقبل على خطوة مهمة، وازداد الترقب بعد أن قال رئيس البرلمان السابق أحمد إبراهيم الطاهر: إن الرئيس يعد مفاجأة. لكن البشير قدم خطاباً على أدق وأبلغ ما يوصف به هو أنه حروف بلا نقاط، حيث لم يجمع السودانيون على شيء مثل إجماعهم على عدم فهم خطاب الرئيس.. وتزداد الحيرة كلما استعاد الناس حقيقة أن الرئيس قد أقدم من تلقاء نفسه وأعلن طائعاً مختاراً عن خطوة مهمة جعلت الشوارع خالية من السيارات والمارة عند توقيت إذاعة الخطاب، فإذا بالمتطوع يلجأ للإبهام في موضع الإبانة وللغموض في مقام الإفصاح، وكأنه يلتف بالغموض على خطوة أكره عليها، فما تفسير هذه الحالة العجيبة؟
يرى كثيرون أن الخطاب الأصلي قد بدل في الساعة الأخيرة لأن قيادات في الحزب الحاكم أقنعت الرئيس بعدم (الاندفاع) في اتجاه للتغيير قد يقصي حزب المؤتمر الوطني من الساحة، يعزز هذا الرأي ظهور شعارات للحزب في القاعة واستئثار الحزب بمساحة كبيرة من الخطاب، وكانت الإرهاصات الأولى قد أوحت بمبادرة قومية لا تربط الرئيس بحزبه، يعزز أيضاً رأي القائلين بتبديل الخطاب تصريح غير موفق للدكتور مصطفى عثمان إسماعيل الذي قال: إنهم -أي قادة الحزب- قد استعجلوا الخطاب لإيقاف صعود سقف التوقعات عند المواطنين، وهو تصريح يحمل اعترافاً ضمنياً بأن آمال المواطنين المرجوة لا تسير مع خط الحزب الذي يفترض أن يتواءم برنامجه مع تطلعات المواطن.. ويشير القائلون بتبديل خطاب الرئيس إلى تأخر بث الخطاب عن الموعد المعلن لفترة غير قصيرة، ثم الصعوبة التي صاحبت قراءة البشير للخطاب الشيء الذي يوحي بأنه خطاب كتب في الساعات الأخيرة وليس خطاباً أعد على مهل وطالعه الرئيس مرات عديدة حتى يناسب عرض الرئيس للخطاب الخطوة المهمة التي هيأ لها الشعب.. كما يشير أصحاب هذا الرأي إلى حضور الدكتور حسن الترابي بعد قطيعة طويلة كدليل قاطع على وجود رؤية واضحة في الخطاب (الأصلي) أطلع الترابي على ملامح فيها جعلته يسارع بالحضور، فجاء وفق رؤية لا لبس فيها ولا غموض، ولا يمكن أن ينهي قطيعته وينسى مراراته بناء على طرح مبهم كالذي جاء في خطاب الطلاسم..
آخرون لا يستبعدون هذا الاحتمال، لكنهم يعبرون عن فجوة في الرواية باستفهام تقريري، حيث يتساءلون إن بقي في الحزب الحاكم قادة أقوياء بعد إبعاد علي عثمان ونافع والجاز وأسامة، يستطيعون إثناء الرئيس عن قرار عقد العزم عليه، لكن الأرجح أن من أقنعوا الرئيس قد بنوا خطتهم على خطة خبيثة تقوم على إقناع الرئيس بأن خطر التغيير قد يطاله شخصيا إذا فتح هذا الباب الذي قد تهب منه رياح لا يعرف كنهها، وقد يكون الترابي قد أعانهم كثيراً بالغمز واللمز الذي صاحب تصريحه المرحب بخطوة الرئيس المرتقبة، حيث قال: إن الخطوة ما كانت لتكتسب أهميتها الكبيرة لو أنها جاءت قبل ستة أشهر في إشارة لا تخفى لعدوه اللدود علي عثمان، وهو تصريح يعين كل متربص بخطة الانفتاح ينتظر أية ثغرة أو حجة تشكك في نوايا المعنيين بالانفتاح السياسي، فيسارع لـ (تنبيه) البشير بأن الترابي عاد إلى غيه القديم حتى قبل إذاعة الخطاب، فماذا هو فاعل إذا قويت قبضته؟
ويعرف أن للدكتور الترابي ولعاً بإظهار معرفته لما لا يعرفه الآخرون، وقد يكون قد أفسد خطة البشير بتصريحه المتعجل، وأعاد للأذهان تصريحه أيام كان منظّر النظام وأباه الروحي حين صرح بقرب حل مجلس قيادة الثورة، فأحرج الرئيس كثيراً مع رفاق السلاح، وتصريحه (العسكري) بأن الجيش قد حرر (فشلا) بالالتفاف عليها من داخل الأراضي الإثيوبية، الشيء الذي أثار عليه حفيظة الجيش يومها، ويبدو أن الترابي لن يشفى من داء الاستعراض بالمعلومات.
في جانب آخر يبدو أن الطاقم الجديد قد فشل في أول اختبار بعد التغيير على مستوى الحزب، وأن الكاسب الأول من الأداء البائس للطاقم الجديد في الاختبار الأول هو الحرس القديم الذي شارك متفرجاً على المسرحية الضعيفة ولسان حالهم يقول: إن هذه الثغرة لن يسدها غيرنا، وإن السياسة لا تدار بالدماثة وحدها كما يظن دكتور غندور الذي خلف نافعا، وقد عرف الأخير بفظاظة في القول بينما عرف خلفه غندور بتهذيب زائد لم يسعفه في الظهور الأول.
أما المكسب الأكبر فهو التأكيد الجازم على تطلع الشعب إلى تغيير حقيقي، تأكيد جسدته بوضوح الخيبة التي أصابت الشعب حين أبقى الخطاب الحال على ما هو عليه.


المصدر