عمر البشير وحركات المسلسلات!

والشعب السوداني يصارع غول التضخم والغلاء والجوع في بلد يستورد طعامه دون أن يكون له مصدر دخل يذكر فأصبح يمول طعامه بالديون الأجنبية، ويسهر مؤرقا ليدافع عن ممتلكاته القليلة من صغار اللصوص في حين ينهب كبار اللصوص أمواله ولا رادع لفسادهم ، وتنهشه الأمراض ويعجز عن ثمن الدواء، شعب أصبح من أشد الشعوب بؤسا وشقاء على وجه الأرض، شعب ظل يغالب سكرات الموت أربعة وعشرين عاما في مسلسل الإنقاذ البائس، لم يجد مخرج المسلسل إمعانا في التعذيب وتلذذا بالسادية إلا أن يضيف لعذابه عذابا جديدا باستخدام عنصر التشويق انتظارا للحلقة القادمة فيعلن عن مفاجآت سيقوم بها في الأيام القادمة!

أي عقلية مريضة يفكر بها المخرج عمر البشير؟ هل ظن أن شعبه وصل مرحلة من الدعة والرخاء والملل بحيث أصبح مثل شعوب بعض الدول الخليجية المتخمة التي يتسلى شبابها بقيادة السيارات بتهور فأراد أن يضيف شيئا من التشويق لحياته المطمئنة الرتيبة؟ أم أنه رأى أن الشعب على وشك أن يهلك بكامله تعذيبا فأحب أن يلهيه بالأمل لعله يعيش أياما إضافية يستمر المخرج فيها في ممارسة هوايته في التعذيب؟

والمدهش أن هذه الحلقة الجديدة ارتبطت بزيارة رئيس دولة عظمى سابق، أخرج مسرحية الانتخابات المخجوجة من قبل، فهل يريد المخرج البشير أن يقول لنا بصورة غير مباشرة أنه في حقيقة الأمر ليس المخرج الرئيسي، وأن ما ارتكبه فينا من جرائم طيلة أربعة وعشرين عاما إنما كان بتعليمات مخرج آخر من وراء أعالي البحار، ويصدق بذلك الرواية التي تقول أن الحركة الإسلامية منذ حسن البنا وانتهاء بنافع علي نافع لم تكن سوى عملية استخباراتية قامت بها دول عظمى لها أهداف لاعلاقة لها بالسودان وشعبه؟

في زمن مسلسل الرعب والتعذيب لم يبق للشعب إلا أن يهرب من الواقع فانتشرت المخدرات بين الشباب، ومن لم يستسغ الحشيش لجأ لشاشات التلفزيون ليتابع مسلسلات تنسيه مسلسل حياته البائس، وكان أعجب تجليات تلك الظاهرة مسلسل جانسي الذي قلده حتى الأطفال، وهتفوا في انتفاضة سبتمتبر “ما عايزنك ملكة جانسي أحسن منك”!

ملكة جانسي تم تحويلها لبطلة قومية هندية ناضلت ضد المستعمر ويكفي شهادة لبراعة مخرج مسلسلها الهندي أن يتأثر بعمله أطفال السودان، أما المخرج السوداني فها هو يعلن أنه ليس سوى مخرج ثانوي في مسلسل جنبي!

الأخ الفاضل \ محمد عثمان ..

تحية خاصة ..

Quote: تجليات تلك الظاهرة مسلسل جانسي الذي قلده حتى الأطفال، وهتفوا في انتفاضة سبتمتبر “ما عايزنك ملكة جانسي أحسن منك”!

واتمني ان يخرج هذا الشعب شبابآ واطفالآ بانتصار الارادة كما في المسلسل .

ولي قدام .

لك الشكر والتحية أختي منى عمسيب، وليت الشعب السوداني يحظى بنهاية سعيدة لهذا المسلسل الطويل جدا، رغم أن جميع حلقاته لم تكن سوى ألم ودماء ودموع!

اخى محمد عثمان


لك الشكر الجزيل ولكن اتمنى

ان تكون المفاجاءة

جيدة وتستحق كل هذا

لك الشكر أخي محمد الطيب، ورغم أن الليالي مثقلات يلدن كل عجيب، ومن يعش رجبا يرى عجبا، وقد رأينا ما رأينا من عجائب الإنقاذ التي حيرت حتى طائر السمبر كما كان يقول التعبير السوداني الشائع، ستكون المصيبة هي أن يتمخض عمر البشير فيلد فأرا ويكون الفأر ميتا كما يقول المثل!

ويستمر تعليق انتباه الشعب السوداني بمفاجأة البشير المزعومة فأصبح حاله كحال من يشاهدون عرضا لحاوي يأسر انتباههم و يوجهه لاتجاه بينما ينفذ خدعته في الإتجاه الآخر البعيد عن أنظارهم، فهل هناك خدعة يتم تمريرها في هدوء دون أن ينتبه لها أحد؟

وأخيرا وصلنا ليوم المفاجأة المزعومة، ولكن من الواضح أن المفاجأة لن تكون انتهاء مسلسل الإنقاذ فصياغة خبر اللقاء المتوقع فيه إعلان المفاجأة حسبما سمعته من إذاعة أمدرمان على الإنترنت يوحي بأن الأمر ليس سوى حزمة إصلاحات مزعومة!

كلام إنشائي وحشو مملوء بالبديهيات المعروفة وتطويل بلاجديد!

هذا الخطاب يبين بوضوح أن المشكلة ليست في أرض السودان ولا مناخه ولا في الشعب السوداني بل في قائده غير المؤهل الذي دفعته للقمة عصابة مجرمة حركتها المصلحة الشخصية ودوافع مشبوهة فقاد البلاد للوراء أربعة وعشرين عاما، وكل دقيقة أخرى يبقى فيها في الحكم تسير بالسودان للوراء!

إن كان الغرض من هذا الخطاب تطويل بقاء النظام وتنفيس السخط الجماهيري فقد فشل في ذلك فشلا ذريعا فهو ليس سوى تكرار للكلام االذي ظللنا نسمعه طيلة أربعة وعشرين عاما شعارات تطرح لاستهلاك الجماهير ولايتحقق شئ منها، فهو في ذلك يظهر بوضوح محدودية ذكاء وضيق أفق كاتبه سواء كان البشير أو سكرتيره!

حقيقة شعرت بالخجل وأنا أتخيل مترجمي سفارات الدول الأخرى وهم يحاولون ترجمة هذا الخطاب، وزعماء الدول الأخرى وهم يطلعون على مضمونه، فبلاشك سيكونون فكرة سيئة جدا عن شعب يقوده شخص كهذا!

خلاصة القول أننا نسير في طريق زمبابوي، انسدت الأبواب أمام شبابنا: إن خرجوا للشوارع قتلهم بلا رحمة فلايبقى أمامهم سوى الخروج من البلاد الذي لن يتاح إلا لقلة قليلة أو المخدرات!

قال مفاجأة قال!