إمرأة داخلها شارع خوف

إمرأة داخلها شارع خوف


01-25-2014, 07:15 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=460&msg=1390630528&rn=5


Post: #1
Title: إمرأة داخلها شارع خوف
Author: عبدالحفيظ ابوسن
Date: 01-25-2014, 07:15 AM
Parent: #0

الصديقة مها الرشيد
كاتبة سودانية , ولفهم النص كاملا فهي من أب سوداني و أم ارترية

Post: #2
Title: Re: إمرأة داخلها شارع خوف
Author: عبدالحفيظ ابوسن
Date: 01-25-2014, 07:16 AM
Parent: #1

د‎ wrote a new note: ‎امراة داخلها شارع خوف ..

إمراة داخلها شارع خوف



فجاة

أكتشفت أنها تحمل ستون كليو من اللحم . أضف إليه قليلاً من العظم وكثيراً من الشحم مكوناً في أسفله عظمتان للسير وفي قمته تلك الدائرة والتي تسمي .. إنسان طنين .. طنين .. من الأصوات البشرية والعاصمة القومية تعوم في العرق البشري بشراهة النازحين .

مارس يعلن عن لسانه الحاد ويسيل تحت إبط الموظفين وأرداف الموظفات (وبائعات الشاي) اللاتي يفترشن المحطة الوسطي ويداعب صاحبات البنى فيلتصق كل ما هو حميم مع غير الحميم يصرخ المنادي استغفر هذا الجو الساخن .

يعلو الطنين .. ينخفض .. يعلو ..

تداعب الحافلات الأنيقة أعين المسلوقين ولا تركب سوي صاحبات اللون الأبيض تحت عون الموظفين وتأتي من بعيد علي حين غرة وتكشف مؤخرتها .. ويركب كل من نال سخط مارس اللئيم . وفي الداخل تركب النساء وأردافهن معتقلة في أعين الرجال .. أركب وتركب معي كل شياطين السماء .. تترسب أعين الرجال مابين مدخل باب الحافلة ورفعُ ساقي اليمني .. أنها عملية ديناميكية .. آه عفواًً .. فأنا لست علمية ولا أدري لماذا أحسست بأن هذا المشهد يحتاج إلي شخص علمي لتصويره . أجلس في مكان يتسع لي فيه إخراج جمجمتي من جسمي لكي أسرح بها قليلاً .. تمددت .. تمددت داخلها وتمدد غضبي معي ___ حتى غطي كل ركابها وسال بعضه مابين فتحة شباك السائق وباب الكمساري .. فجأة .. صرخ الكمساري معلناً قيام الحافلة ، صرخة تبعثرت فيها أوراقي داخل رأسي .. وشهق قلمي .. فتسكعت قليلاً داخل نفسي .. حتى تحركت الحافلة وتنفس قلمي الصعداء وأعلن أنه يريد سماع صوتي مع الآخرين .

أحتاج أنا إلى ذلك .. أحتاج إلى حوار أسمع أطرافه بأذني خارجاً من حنجرتي . تعتريني حالة من ... في لحظة ما أكتشفت أني لا أستطيع أن أكمل تلك الحروف أو النقط في داخلي أحس بقدوم شئ ما لا أدري عنه إلا أنني أحسه ، وأخاف أن يسرق غداً إحساس اليوم .

كيف تقتل تلك التفاصيل المملة وتفتتها حتى علاقتي بالبلاد تفتت .. أعلم أن هذا قولاً قاسياً ولكنه ليس أقسي الأشياء . بجانبي امرأة تحمل وشم بلاد أمي في وجهها ولم تثيرني كما في كل مرة أري فيها وجه من بلاد أمي فقط .. أحس بأرطال من الرمل حول ساقي وفي مؤخرة ظهري . آه .. ماذا فاعلة تلك البلاد بهذا الكم الهائل من المولَّدين ؟ هل يمكن لبلد ما أن تجهض ماحبلت به أرضها ؟ لا أدري ولكنه إحساس مخيف جداً .

احتاج إلي ساحل أري من خلاله مدينتي بذاكرتي أنا .. هنالك مئات الأحرف مبعثرة في ذاكرتي .. مئات النقاط تبحث عن أحرفها داخلي ..تفقد المدن رائحتها العذراء وتضيع مددننا داخلنا .. وانظر إلي مدينتي وهي ترتدي زي عرسها الفاضح ودم عذريتها يسيل تحت المقاعد ..

العمائم ، تحت أحذية الفتيات الجميلات ، تحت القصائد ، تحت ياقة العسكر ..تحت .. تحت

آه .. أحس بتقيؤ من رائحة البنزين في الحافلة .. ناولتني المرأة ذات الوشم ليمونة تحتفظ بها في كيس خضارها .. مضغتها .. لم تكن أمرَّ مما أنا فيه .. شكرتها .. ابتسمت ونظرت الي علمت أنها عرفت أن لي علاقة ببلادها وذلك الخاتم الذي ارتديه . وطرقعت أرجلي إرتياحاً من دخول بعض الهواء إلى الحافلة بدأ الكمساري في جمع النقود والنظرات ما شاء له من جمع . وسألت هل أنا مباحة أم إباحة ... ؟ حتي تطاردني أمرأة بسواحلها إمرأة حارة هي حارة لدرجة السخونة في حبها ..كرهها .. خوفها .. أحس بحرارتها تلسعني في جهازي العصبي ، كلما خرجت من ساحلها أجدني أخرج في شوارعها ..

آخ .. تبعثر ليمون المرأة ذات الوشم فصرخ الكمساري معلناً سخطه علي تلك البلاد التي ترمي إلينا بأبنائها ثم يشاركونا لقمة العيش وكرسي الحافلة .

لم أقوي علي مساعدتها لأن ليموني كان قد تبعثر فيني قبلها قاربت الحافلة علي نهاية المحطة ، تراجع الكمساري عن دوره الأسطوري قليلاً وأستغرق في عد النقود ، جمعت المرأة ذات الوشم ليمونها وأدهشتي أنها استطاعت جمعه كامل العدد عدا التي مضغتها ..!

وسرت

وسالت تفاصيل المدينة حولي من سخونتها .. برد ... برد ... برد .. الصوت الوحيد البارد في العاصمة .. تناولت كوب الماء لم يكن كما نادي به بارداً ... شربته ... مشيت .. كنت أمشي والمسافة حولي تزداد إتساعاً .. إتساعاً حتى أصبح داخلي ساحة يغازلني فيها أصحاب العربات الفارهة ... ليس لجمالي ولكن للسير علي ساقي في هذا الجو الحار ... تمؤ الكلاب الضعيفة علي أطراف العمارات الجديدة لكي تحتمي بالظل من لهيب الشمس .. أحاول بقدر الإمكان الاحتماء بالظل ، ولكن بعيداً عن الكلاب ... أمشي والحرارة تلاحقني أحسها تقاسمني الظل تقترب مني أكثر فأكثر .

يا إلهي هل هو ###### يحتمي من الحرارة مثلي أم ماذا ... ؟

تسرع خطواتي وتسرع الحرارة ... تلفحني .... يسيل عرقي ... تعتريني بعض البرودة من جراء العرق الذي سال علي ظهري ...

علي ناصية الشارع ... أقف .. هنا ينتهي طريقي لابد أن أدور للخلف لكي أدخل الشارع المواجه لطريقي ..أدور وأدور .. كانت المرأة ذات الوشم خلفي وهناك وفي تلك اللحظة في الشارع المقابل رأيت وجه إمرأة عجوز دافئ كانت العجوز تداعب حفيدتها الصغيرة وهي تحاول الالتفاف بثوبها .. أبتسمت للعجوز وللمرأة ذات الوشم .. وسرت وقد ألتفت الحفيدة تماما بثوب العجوز ...

Post: #3
Title: Re: إمرأة داخلها شارع خوف
Author: عبدالحفيظ ابوسن
Date: 01-25-2014, 07:22 AM
Parent: #2

حين قرأت هذا النص تذكرت قصة المبدع
بشري الفاضل
حكاية البنت التي طارت عصافيرها

Post: #4
Title: Re: إمرأة داخلها شارع خوف
Author: عبدالحفيظ ابوسن
Date: 01-25-2014, 07:25 AM
Parent: #3

وبعيدا عن جمالية النصوص الأدبية ونقدها
نصين جميلين ,, احدهما برؤية ذكورية مرهفة وانسانية , وآخر يرؤية وتجربة انثوية ذكية
ماهو وضع المرأة في الشارع العام والمواصلات والاسواق

Post: #5
Title: Re: إمرأة داخلها شارع خوف
Author: عبدالحفيظ ابوسن
Date: 01-25-2014, 07:34 AM
Parent: #4

حكت لي أكتر من واحدة , تعرضن للضرب في مؤخراتهن من اصحاب ركشات اثناء سيرهن بمحاذاة الشارع , وكن ذوي مؤخرات بادية للعيان

Post: #6
Title: Re: إمرأة داخلها شارع خوف
Author: عبدالحفيظ ابوسن
Date: 01-30-2014, 11:21 AM

‏@‏

Post: #7
Title: Re: إمرأة داخلها شارع خوف
Author: عبدالعزيز عثمان
Date: 01-30-2014, 01:10 PM
Parent: #6

يا صاحب،،،منذ ان عثرت علي الزولة دي ،وانا اتابع واعلق علي كتاباتها..
كل يوم اعجب من التقاء الامزجة،،،كن بخير يا جميل...
لستة المواجبة ماتنساها،عشان احل ديني..

Post: #8
Title: Re: إمرأة داخلها شارع خوف
Author: عبدالحفيظ ابوسن
Date: 01-31-2014, 07:04 AM
Parent: #7

عزيز يا صاحب
الأمر تم بحمد الله ,, وخاتينك لي عوزة والله
مها الرشيد
إمرأة سودانية مبدعة , من أم ارترية وهي لا تفتأ تردد هذا وانها تنتمي لثقافتين وينشطر قلبها لنصفين
وهي كاتبة جيدة الملاحظة وذكيتها
متزوجة من مصطفي وهو من يدعمها لتف بواجباتها كزوجة وكاتبة ولها اطفالا صغارا
رغم ذلك استطاعت تجاوز مازق ست البيت السودانية , وابدعت في كليهما
انت تهوي نحو الجمال يا عزيز ويستهويك كما استهوي جماع قديما , دون حساسية نحو الاسماء الفخيمة بل نحو النص , ف مها كاتبة لا يشق لها غبار
الإحتفاء بمثلها دعم للمرأة عموما كجندر وليس كفن ,, فالفن لا يخضع للجندرية

Post: #9
Title: Re: إمرأة داخلها شارع خوف
Author: معاوية الزبير
Date: 01-31-2014, 08:49 AM
Parent: #8

مقولات منقولات
"لا يشق له غبار: الفرس يعدو بسرعة ويثير خلفه الغبار وتعدو خلفه أفراس لا تستطيع اللحاق به أو حتى تشق غباره"

"والغُبَارُ نوعٌ دقيق من الخطِّ تكتب به الرسائل التي يحملها الحَمَام الزاجل".

ونحن أيضا نحتفي معك بمها الرشيد مع صباح الجمعة الجميل.
ألا يزال الصبيان في كوستي يلعبون كرة القدم صباحات الجُمع حتى يفوّتون موعد الفطور في التاسعة والنصف !

تحياتي ياخي

Post: #10
Title: Re: إمرأة داخلها شارع خوف
Author: عبدالحفيظ ابوسن
Date: 01-31-2014, 09:49 AM
Parent: #9

معاوية يا صاحب
ومها كاتبة جريئة ومن الذين تستمتع بحوارهم , لا تستنكف حين تخطئ ولا تجر رداءها كبرا
وعن الصبيان لن احك
فقد ضيعت هذه السلطة مرح الصبايا بخوف اهاليم جزعا مما يسمعون , فقر الصغار في منازلهم او يلعبون في الشوارع الضيقة قرب ابواب منازلهم المفتوحة لسهولة ولوجها , فهم موصين
اوتذكر اننا نلعب أبعد من خيال امهاتنا ? ونشق الديار حتي نلج البحر وطيبة ولا نخاف إلا تقريع الآباء
كثير ود ومحبة أكثر لصغارك

Post: #11
Title: Re: إمرأة داخلها شارع خوف
Author: عبدالحفيظ ابوسن
Date: 01-31-2014, 09:57 AM
Parent: #9

معاوية يا صاحب
ومها كاتبة جريئة ومن الذين تستمتع بحوارهم , لا تستنكف حين تخطئ ولا تجر رداءها كبرا
وعن الصبيان لن احك
فقد ضيعت هذه السلطة مرح الصبايا بخوف اهاليم جزعا مما يسمعون , فقر الصغار في منازلهم او يلعبون في الشوارع الضيقة قرب ابواب منازلهم المفتوحة لسهولة ولوجها , فهم موصين
اوتذكر اننا نلعب أبعد من خيال امهاتنا ? ونشق الديار حتي نلج البحر وطيبة ولا نخاف إلا تقريع الآباء
كثير ود ومحبة أكثر لصغارك