مصطفى العذوبة الصادحة..ومضة الليل

رطبت بالنداوة
وغلالة الروح
سنولت الجفاف الأولى
فرقص الشعر على ناصيات القوافي
في هذا العهد الكالح
عهد الصرير – قالوا غناءَ-وعهد لف اللحى على الضحك.
يا سيدي
برج الغناء العالي أنت
وأنت النسيم يتردد
*****

يا حلو يا مستطاب
رحلت
وكنت على باب الدخول
فنهض بديارنا
ذلك المأتم الجمعي
ذلك الحزن
ذلك الإنشداه
ذلك الذهول
وكانت أشد القبائل جسارة في لقياك
وأنت عائد مسجى إلى الوطن
قبيلة الصبايا
ينضحن نضارة وعافية
في زمان نقص الغذاء
صبايا من الحسن الصافي
كأنما جبلن من طينة أخرى
وقفن سداً بديعاً منيعاً حازماً
في وجه سرقة عبيرك
بغية سكبه في الساحة الكالحة الغبراء
****
وفي الطريق إلى مدني
انبثقت عن ذاكرة الأغاني
غابة من المحبين
في استفتاء للأغنية المشبعة
ضد سلخ جلد الأغاني وحشوه بالغثاء
****
النهر أنت وراءك تسير الأنهار
نغم منك أو همهمة فيقفز(عاطف) مثل درويش
من المجهول إلى الصدارة
قم قال صنوك الشاعر يا طرير الشباب
غني لنا غني
من عبقري الرباب أنشودة الجن
قم يا جميل بثينة واشهد هذا الوله
بما أمتعت به الناس
وضوّأت ليالي القرى و أحياء المدن
يدلقون عليها العسس
والعسف والأسف
فتغسلها جميعاً
بآهة منك مرسلة إليك حبلى بالفرح
من مطلع القرن
عبر كرومة والكاشف ووردي
وصادح تلو صادح.
_________________
قرأتها في أربعينية مصطفى بمدينة الرياض
ونشرت في صحيفة الخرطوم بالقاهرة عام 1996

..
سلامات عوافي
شاعرنا الجميل/ بشري الفاضل

الرحمة والمغفرة لمصطفي سيد احمد والعزاء للجميع
عام ثان يمضي دون ان اكون حضورا بتابينه بودسلفاب .. لعن الله الغربة ..



..

يا عزيزي محمد عوض السيد الأغنية دي بحتها من وين؟انا سمعتها بالعود فقط. ما قايل مصطفى غناها بالأوركسترا.الأغنية دي كتبت عام 1977
في تابين مصطفى بمدينة الرياض في اربعينه ذكرت أنه حين تعود الديمقراطية فليتنادى محبو مصطفى لإنشاء كونسرفوتوار للموسيقى بمدينة الحصاصيصا وفرع له أو مسرحه للموسيقى والغناء بودسلفاب .معهد نوعي يدخله الطلاب الموهوبون فقط لا لتقديم شهادات بالجملة وتكون فيه شعبة للتراث الغنائي السوداي بمكتبة موسيقية ضخمة.ويجلب له اكفا الأساتذة من السودان والعالم. الموسيقى علم وفن .ومصطفى كان طفرة لابد من استمرار مشروعها.

..
هذا التسجيل قديم ومنذ 2005م بموقع مكتبة الاغنية السودانية وقام برفعه علي اليوتوب الاخ / الرشيد ذكريا

وليت كان بالامكان اقامة ما ذكرته فهو شئ بسيط من ماقدمه الراحل من مدرسة متفردة ..
فحتي التأبين السنوي الذي يقام بنادي الفلاح بودسلفاب اصبح بالسنوات الاخيرة يتاخر لايام بل لشهور لشح الامكانيات


مع ودي
واحترامي

شكرا الشفيف الدكتور بشرى وشكراً لمصطفى الذي صاغ فضاءات من الجمال بقدر ما تمنى الجمال، شكراً لك وانت من قلائل خبرو تميزه وتفرد ما بشر به بكم ومعكم انت وحبات العقد الفريد الذي ساهم في مشروعه الانساني البهي.
واسمح لي بأن انسخ مشاركتي التي شاركت بها في بوست الأستاذ/ عبدالمعنم سيداحمد المجاور -مع بعض التصرف- اثراء لنافذتك هذه التي تطل على قامة ظلت رغم رحيلها تشد افقنا الى ما هو اجمل وانبل.. وانت بالتأكيد قامة أيضاً أفخر بها وتفخر بها ذكرى الراحل الساكن فينا ..

مصطفى...
الفنان... الشفيف... المخلص
ود البلد... الشهم... الكريم... النبيل

غادرنا
مخلفاً مشروعاً غير مكتمل ... اجتهد في وضع لبناته وتأسيسه وترسيخه مع مجموعة فريدة ومتميزة من الشعراء والأدباء من كافة أصقاع السودان ومدنه وقراه... ومع جمهور أحبه حباً حقيقياً وجميلاً
مشروعاً فسيحاً للحب.. والإنسانية.. والجمال.. والعطاء
مشروعاً أنيقاً لمفردة جديدة..جريئة.. مشبّعة بالإنسانية والحب والفرح والأمل
مشروعاً لألحان هو وحده الذي افترع اتجاهاتها ومساراتها ونكهتها
مخلفاً ايقاع صوت ملئ بالشجن والتطريب والقضية لا يزال يسكن مسام الروح والجسد... مخلفاً مشروع مدرسة جديدة في الغناء والتطريب وتعاطي القيم الإنسانية السمحة...
غنى مصطفى حتى وهو ينزف حزناً ودماً... لأن الغناء عشقه ومسيده وخلوته...
أعطى مصطفى وأجزل وأخلص في العطاء
أعطى.. حتى في اللحظات التي كان هو فيها أكثر حاجة لعطاءنا..
ممنونون لك ايها الرائع...
أحزننا رحيلك أيما حزن أيها الجميل..
أحزننا حزناً نبيل
غادرنا.. ولم..ولن
يغادرنا مشروعه الإنساني الأنيق


لك الشكر اجزله يا دكتور على ان جعلتنا بعض من هذا المهرجان العبق في ذكرى رحيل مصطفى

تحياتي يا أمير
زمن طويل
لا زلت اذكر لقاءنا ا في بيتكم العامر بالدامر ورغم لقاءاتنا اللاحقة لكن ليلة المبيت ببيتكم لا تنسى.ذلك الكرم تلك الأريحية.
نعم مصطفى اعطى حتى في اللحظات التي كان فيها بحاجة إلى عطائنا.لكن العطاء الاكبر الذي يمكن أن يقدمه محبوه لذكراه هو إقامة صرح للموسيقى بالكيفية التي ذكرتها هنا أو افضل. الاحتفاءات السنوية لا تلبث أن تخبو من تجارب حدثت للكثيرين من علمائنا ومفكرينا وفنانينا.لكن السودان بحاجة لمؤسسات موسيقية ومسرحية أهلية باسم الكاشف وخليل فرح ووردي وإبراهيم عوض والجابري ليس بالضرورة بعددهم كلهم يمكن تسميتها معهد الفانينوتكتب اسماؤهم في لوحة خارجية :