نصف قرن على تهجير اهالي حلفا .. ذكرى أليمة

من المؤلم استحضار مثل هذا الحدث ..
الذي لا يمكن ان يذهب في طي نسيان ..
الحزن شعور واحساس انساني لا بد منه ..
وهو الشعور الانبل الذي لا يتسرب بسهولة ..

هل ممكن ان يتطوع احد بإنزال مناحة بابور كوسونا - البلابل ..
التحية للاخ فيصل خليل وبوسته عن االتوثيق لوادي حلفا والذي اصبح مرجعية للنوبيين ..
للذكرى فقط ..
ويا ريت نوع الحزين داك عن حلفا

تحياتي ..

Quote: نصف قرن على تهجير اهالي حلفا .. ذكرى أليمة

ولا لقو متر كهرباء واحد من السد العالي بتاع عبدالناصر ..شفت المحن يا على عبدالوهاب عثمان
ولازالت المناطق من حلفا الى دنقلا ترفل في ظلام دامس وتخلف وتردي طرق وموصالات وخدمات اساسية وضرورية وكمالية...
ليت كتشنر غير مسار حملته عبر النيل الغربي
لتغيير تاريخ السودان المعاصر كله
واتبعنا السيايس وتركنا الحصان
وبعد ده تلقى
ناصري وشيوعي وكوز من تلك المناطق وما يستحي حتى من الاثار العظيمة المنسية في كرمة
يا حليل حلفا والله
قلت ما اخليك تحتفل براك
لكن تعال في بوست كوش لاند
وطالب بعودة الاقليم
وستعمر حلفا من جديد عبر حكومة اقليمية رشيدة من ابناء المنطقة وليس منبيتن المركز الضيعو اهلهم في الاقاليم..

شكراً الزول الهميم بالوطن استاذنا عادل ..
لن تموت هذه الحضارة العظيمة طالما امثالكم يرفعون رايتها .. وبوست كوش لاند نموذج .
لك التحية ومتابع كتاباتك ..

حلفا بوابة الحضارة الحديثة والقديمة تئن تحت الظلام ..
نعم هناك القليل من الكهرباء .. حتى نائب الرئيس السابق أتى بالوعود ولكن لا شيء .. والأمر ينطبق على دلقو ..
تخيلوا المنطقة قبل الف عام كانت عاصمة الدنيا .. أما اليوم فلا تعليق لأن الكلمات لا تكفي عن التعبير ..

في بداية اندفاعنا السياسي في الستينيات .. أحببنا عبدالناصر وكان قدوة ورمز لنا ..
ولكن أعذروني .. أن أقول أن أكثر من ألحق الضرر بنا عبر التاريخ القديم والحديث هو عبدالناصر ..
أتذكر يوم وفاته قمنا حلقات العزاء ..
أيام حركات التحرر كنا نضعه في القمة مع كاسترو ، وجيفارا ، وكنياتا ، نكروما ، وسوكارنو ، وسيكوتوري ، وهوشي منه ، وماو تسي تونغ ، بن بيلا ..
ولكن اليوم يبدو لي أنه أصغر قامة من هؤلاء الثوار الاشاوس .. وعند إعمال العقل وجدنا أنه لا يختلف عن غيره من إخوتنا في مصر ..
لأنه اضر بأهلنا النوبيين على امتداد النيل حتى من هم داخل مصر ..
إذا كانت حكوماتنا لا تعي .. لماذا مارس هذه انتهازية ضدنا .. وهو الذي كان يطلق الشعارات الكاذبة بتحرير الشعوب .. وازالة الظلم ..

لك الله يا حلفا الإستنارة .. والحضارة ..

يا سلام يا Ridhaa
ده شغل جميل ..
شكراً من القلب ..
أغنية دي واحدة من أكثر الاغاني الحزينة .. عمق تراجيدي لا مثيل له ..
لأنه اللغة النوبية بها عبارات في غاية العمق خصوصاً اذا كان الكلام يخص الارض ..
فألارض كانت مقدسة في كل الديانات التي إعتنقها النوبيون وخاصة المسيحية ..
لأن الارض هي الاصل وهي الام .. لذا لا تجد في تراث النوبي ضرب الارض بقوة..
فما بال الناس في ارض مثل حلفا عندما تغمرها المياه على مرأى ومسمع ورغم أنف اهلها
كان أهون إذا كان الأمر بفعل الطبيعة سيول وأمطار وبراكين أو عوامل ليست من صنع البشر ..
ولكن ما يحزن في الأمر أنه تم بغدر منهم وضعف وهوان وذل من طرف حكومتنا ..
يا أخي يا عبدالناصر كان على الأقل يمد كهرباء للناس الى كريمة او عطبرة ويمهد ارض لهؤلاء في دائرة حضارتهم .. إذا كان فعلاً يؤمن بالعدالة
التي كان ينادي بها زوراً .. مشكلة حكم العسكر هو التفريط في الوطن ..

يا رضا هذه الاغنية تثير الحزن وتعمق المعاناة وكما ذكرت الحزن هو الذي يقود الى الحل او الانتقام ..

تحياتي للمشاركة وشكراً للمناحة النوبية بابور كوسونا

Wadi Halfa

لا بد من وادي حلفا وان طال السفر

فيصل اننقا ..
صدقني انت تستحق التكريم ومعاك اخونا مدحت ..
لك اخي فيصل بوست متفرد عن حلفا قبل الكارثة ..
استعنا بمعلوماتها في كثير من المواقف والمحاضرات ..
فيصل اننقا ..
حافظ على تلك صور ..
وحافظ على البوست التوثيق لأنه بقى مرجعية للشباب ..
واصبحت ذاكرة للنوبة .. شكراً كمان لهذا الحوش ..

أتذكر أن هناك اغنية لصالح ولوليه ..
تبدأ بعبارة :
حلفا قربا إيقكو .. ( من قالوا ان قربه مثل حلفا ) لا أذكر باقي الاغنية ( مشكلة زهايمر )

لا بد من نوع من الحراك لتنشيط الذاكرة ..
نحن في جدة ساعين مع رابطة حلفا لاقامة ليلة لتذكير الجيل الجديد ومعانا إخواننا نوبة مصر ونوبة الجبال
المهم كمان في الوطن وفي باقي المهاجر ..
أسمح لنا لنأخذ صور من البوست مع حفظ حقوقك ..
شكراً فيصل ..

الأخ علي

تحياتي
والتحية لأهلنا الحلفاويين في حلفا القديمة القابضين على جمر البقاء بأرض الأجداد والتحية لأهلنا بحلفا الجديدة الذين لا يزالون مربوطين بحبل سري متين بأرض وادي حلفا.
لله درهم

أسمح لي يا أخ علي أن أورد لك هذه الذكرى التي عايشتها وأنا طالب في عطبرة :

***



آخر عهدي بوادي حلفا الغريقة في أحشاء النهر الخالد ، كان في صيف عام 1964م و نحن في أتبرا،، فقد ذهبت تلك السنة إليها مع أسرة البلابل و أنا طالب في المرحلة المتوسطة ،، ذهبت إليها لحضور زواج عم البلابل ،، كانت إجازة لن تتزحزح عن ذاكرتي لعدة أسباب :
أولا لأنني في تلك الرحلة قد عرفت عن قرْب هذه المدينة الساحرة التي كنا نقضي فيها ليلة واحدة في ( وكالة شريف ) ثم ننطلق بعدها جنوبا باللواري نحو أرض ( السِكُوت ) ،، مع سائقين قديرين يحفظون عدد المطبات و بُعْد كل مطب عن الآخر ،، و يعرفون إنحناءات الطريق المتعرج مع ثنايا النيل ، يعرفون أهل كل قرية من قرانا المتناثرة على الطريق بين أحضان الجبال و ضفة النيل الشرقية ، نسائها و رجالها و شيبها و شبابها ،
ثانيا : عرفت وادي حلفا في تلك الرحلة و غُصْتُ في أحشائها و غاصت في وجداني بين أهلي من أسرة ( كبَارة ) المضيافة ،، و أسرة أستاذنا المرحوم محمد شريف و المهندس كمال شريف و عشنا عدة ليال على أنغام ( الطار ) و الراقصات ( بالجرجار ) و زجاجات الكولونيا ( 555 ) وارد أسوان تضمخ الجلاليب و العمائم.
وادي حلفا كان بها أطول كورنيش على النيل ،، يضاهي كورنيشات المدن الحديثة الآن.
المستشفى في غاية الأناقة و النظافة. و حارس بوابة المستشفى ( العم حسن بصل ) الذي دخل التاريخ فتغنتْ البنات بصرامته ( حسن بصلكة أىْ بلبصا مِسكا
Hassan Basalka Ay Balbasa Meska) ، يعني أنهن حاولن رشوته لدخول المستشفى دون جدوى.
المسجد الكبير العتيق ،، ( والتي تظهر الآن منارته أحيانا كأنها يد غريق تمتد تصارع الموج والغرق.)
السوق العامر بكل الخيرات من الخرطوم و أسوان و القاهرة.
اللوكاندات ،، و وكالات الراحة للمسافرين جنوبا للمحس و السكوت و دنقلا ،، و للمتجهين شمالا بالباخرة لمصر.
ثاني الأسباب ،، أنه عندما ذهبنا في رحلة برية إلى زيارة معبد أبو سمبل جنوب أسوان في الأراضي المصرية ،، دخلنا دون جوازات سفر أو تصاريح مرور ،، ألقينا التحية على عسكري الحدود المصرية ،، وأهداه أحد أقارب العريس علبة سجائر. و في أبو سمبل ،، قابلنا أهلها النوبة بالزغاريد و كأن العريس الذي معنا هو عريسهم ،، قابلونا برش حبات القمح علينا ، ملوحين بسعفات النخيل ، أكرموا وفادتنا وحملونا على قواربهم للضفة الغربية حيث يرقد المعبد العظيم و الذي يجسد عظمة أجدادنا.
عندما بدأت قصة الهجرة ،، تحول أهل حلفا الوادعين ،، إلى أسود ضارية ،، و لكن القوة تغلب الشجاعة.
لن أنس ذلك اليوم. رحمك الله يا عم عبدالمجيد طلسم.
أكثر ما آلمني ،، منظر سيدة تحمل أجزاءاً من قبر زوجها ،، و شواهد القبر تحمله في (قفة) و هي مذهولة تتلفت و كأن أحدهم سيخطف هذه البقايا منها.
و منظر رجل عجوز يتأبط سعفات من النخيل.
و منظر إمرأة تجلس على ركبتيها و هي تحثو التراب و تكيله على رأسها الحاسرة و هي تلطم ولسان حالها يندب و يقول ( إشهدوووو ووو حلفا ،، أرض سما لاقجنا
Ish-Shdou Woo Halfa-Arid Samalagojna) : إشهدي يا حلفا ،، فإن الأرض و السماء تبكيانك.
منظر مهول ،، لو كانت لدي الأمكانيات اللازمة قمت بعمل فيلم عن هذه الهجرة التي تمثل خنجر عار مغروس في خاصرة السودان وسياساته.
تاريخ كامل إندثر. إنسلخ جيل كامل عن ماضيه .
عندما ذهبت بعد سنوات عديدة إلى حلفا الجديدة كمعلم ،، قابلت مدير مدرسة قال لي بالحرف الواحد و هو رجل تعدى الخمسين :
هل تصدق يا إبني ،، منذ أن قدمتُ هنا لحلفا الجديدة ،، أقوم كل يوم الصبح و أحسب أنني سأذهب للنيل لكى أتوضأ ، فأصطدم بالواقع المرير.
أصابتني كلماته بغصة مؤلمة.
أهلنا الحلفاويين ،، يعتزون لدرجة بعيدة بقبيلتهم ،، و بلغتهم ،، لذا تجد الحلفاوي دون بقية النوبة ،، تجده يتحدث بلغته النوبية بفخر و إعتزاز بمجرد أن يجد حلفاوي مثله أو نوبي يتحدث لغته ،، من شدة عشقه للغته الحبيبة ،، يعتبرها جواز سفر و تصريح مرور لدى بني جلدته،، لذا فهو عفوي المزاج، منفتح الفكر ، يقدس العلم و التعليم ، يحترم المرأة و لها في حياته موقع مميز.
عشت معهم في أتبرا و في حلفا الجديدة ،،
الكرم متوارث ،، يحبونك ، و يفتحون لك قلوبهم و يجعلونك تحس بأنك واحد منهم.
لكم العتبى حتى ترضوا يا أهلي العزاز بوادي حلفا و أرض البطانة وأنحاء البلاد و في دول الإغتراب.

مـالـكـم أحـبـتى نكأتم جـراحاتى

لقد عايشت التهجير لحظة بلحظة على جانبى الوطن الذى قسم
ثم طمر بالمياه والإهمال والنسيان. عذابات وجحيم وقد يمم أبناء
عمتى وعمى وأبن عمى وخيلانى صوب كوم أمبو أو بوابة جهنم
كما أسموها، ولم أرهم من يومها عام 1964 وأعمامى وأولادهم
إلى الترعة ليجتمع شمهلهم مع إخوانهم وأعمامهم وعماتهم الذين
كانوا يزورنهم بين الفينة والأخرى؛ أما الآن فقد فرضت عليهم
إقامة جبرية. وسعى البقية إلى المجهول فى خشم القربة.

حزانى كانوا والأطفال وكبار السن يئنون من هجير الشمس
المحرقة فلا ظل ولاملاذ. متاع مكدس فى محطة حلفا وبشر
مكدسون فى ظلال المبانى والإستاد فى إنتظار القطار. وفى
الجانب الآخر داخل حدود مصر بشر حشروا حشرا فى
الصنادل ثم تركوا فى قارعة الطريق فى كوم أمبو؛ فقد
رحلوا قبل أن تبنى لهم مساكن. لا أدرى كم من الزمان
عاش بعضهم فى العراء.

سأحاول إيجاد الصور التى صورت والناس تموت حزنا
وهى تودع أرضها ونخيلها وماضيها وموتاها وتراثها.






فاحـكى يا صـوتَ النـوبةِ ...
عـن عـظـمةِ قـوم ٍ شُـم ٍ كخـلـودِ النـهـر

فسّـر للأجـيال ِ وللعـالـم ِ
مـعـنـى الـُحـبِ الأزلـى ِ لأرض ِ الـتـبـر

أسّـرد تاريـخَ الـمـجـد ِ
فخاراً فـى نـَصِّ الإنجيـل وآيات ِالسـفر

وأذكـرَ آثـام الــبـطــش
نـزيـفـا سـاد عُـقـودَ الـشـدةِ والـعُـســر

وتَـفّـُرق ِ شَـمـلِ الأحـبابِ
شَـتاتاً بالتهجيرِ وفى الغُربةِ والِمهجَـر

أعـوامَ جـحـيـم ٍعـدَمـىٍٍّ
جُـرِّعـنا فيـها الحنظلَ والعَلـقـمَ والمر

وضَــيـاعُ تــراثٍ كـان
نـضـاراً وقلائدَ عِـز ٍ فـى جيد ِ الدهـر


عــلـمـهـم مـعـنـى الـحـب الـنـوبـى: مـلـحـمـة شــعـريـة

أبكي ولا أحد يري دمعاتي .

الهجرة قسراً لم ينه أحزاني ولا أزماتي .

الأجلاء

علي عبد الوهاب

عادل أمين

رضــــا

فيصل

أبوجهينة

عبد الرحمن

العبرة تخنقني وكلماتي ستضيع هباء أمام مشاعركم وكلماتكم وصوركم ، ما زالت الذكريات الأليمة تعتصر قلوب أمهاتنا وآبناءنا ، أما الجدود والجدات قاربوا على الفناء في أرض حلفا الجديدة وأصبحوا على أصابع اليد في كل قرية ، وبرحيل جيل الأمهات والآباء ستكون حلفا الذكرى المنسية .

دمتم ،،،، وطبتم ،،، وطاب مقامكم ..................................................

Quote: كثر ما آلمني ،، منظر سيدة تحمل أجزاءاً من قبر زوجها ،، و شواهد القبر تحمله في (قفة) و هي مذهولة تتلفت و كأن أحدهم سيخطف هذه البقايا منها. و منظر رجل عجوز يتأبط سعفات من النخيل. و منظر إمرأة تجلس على ركبتيها و هي تحثو التراب و تكيله على رأسها الحاسرة و هي تلطم ولسان حالها يندب و يقول ( إشهدوووو ووو حلفا ،، أرض سما لاقجنا

أبوجهينة أننقا
خواطر في غاية الروعة جعلتنا نعيش فيها الفرح مع العريس .. والحزن العميق مع منظر السيدة التي تحمل اجزاء من قبر زوجها ..
دي صورة مؤلمة .. وكما ذكرت الحزن اكثر نبلاً من الفرح الذي يتسرب كالماء .
سوف نحزن إلى أن تأتي حلفا من جديد وبأي صورة كانت ..

شكراً على الاثراء أبوجهينة ..

Quote: وتَـفّـُرق ِ شَـمـلِ الأحـبابِ شَـتاتاً بالتهجيرِ وفى الغُربةِ والِمهجَـر أعـوامَ جـحـيـم ٍعـدَمـىٍٍّ جُـرِّعـنا فيـها الحنظلَ والعَلـقـمَ والمر وضَــيـاعُ تــراثٍ كـان نـضـاراً وقلائدَ عِـز ٍ فـى جيد ِ الدهـر

البروف الرائع عبدالرحمن أننقا ..
كما عهدتك تأتي بالجميل الرائع
حتى لو كانت لحظة حزن فتعبير الحزن بالجمال يجمل الحزن .
دعونا هكذا في عالم الحزن الجميل

واصل بروف نحن في الانتظار ..