... مسافاتٌ ... و برزخ ... إلى: سلمى الشيخ سلامة..

... مسافاتٌ ... و برزخ ... إلى: سلمى الشيخ سلامة..


01-11-2014, 10:13 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=460&msg=1389431632&rn=1


Post: #1
Title: ... مسافاتٌ ... و برزخ ... إلى: سلمى الشيخ سلامة..
Author: بله محمد الفاضل
Date: 01-11-2014, 10:13 AM
Parent: #0

... مسافاتٌ ... و برزخ ...
إلى: سلمى الشيخ سلامة






إلى الحوريةُ التي تتقاعسُ عن الهبوطِ إلى الضوءِ
وإلى المسافاتِ المعلقةَ بيننا







1)
حينما امتطيتُ إليكِ قارِبَ الوجدِ
كان الطريقُ مرصوفاً بالشذى والندى
والحروف سرّحَها الحُلمُ
فطارتْ تُرافِقُ العصافيرَ إلى أعشاشِها
والزهو الذي مزقَ أخِرِ حناياه
تنفسَ الصعداء
واعتلى برجَ الغيومِ

كنتُ أملساً كرطوبةٍ تلعقُ وجهَ المدى
أُلامِسُ أصابعي بأنفي
فيتطايرُ الوجدُ إلى الفضاءِ
ويركعُ عند نقطةَ التقاءٍ
أكبر من حجمِ المجرةِ في الصغرِ والدقة
والأحلامُ تتساقطُ في متنِها
تتعلقُ بأستارِها
بضجةٍ
وحبورٍ
ومكوثٍ
والنارُ تستعِرُ في الجسدِ المتحدِ
والروحُ المندسةَ في الروحِ
بلا انفصامٍ

بكينا دمعتين
للأزلِ
للفناءِ

وبقينا في البرزخِ
بلا انفصامٍ
نتجرعُ الحليبَ
والشهدَ المختومِ
بقينا
بلا انفصامٍ يربطُ بيننا

ومشينا
مشينا بلا هدى
نحونا
مشينا
مشينا
وما التحمنا
لأن خُطانا كانت إلينا
والمسافاتُ داخلنا في البرزخِ
شاهقةْ


2)
للطينِ طقوسهُ حين يدخلُ في البرزخِ
يمِدُّ لسانهُ للسفلةِ الذين شكلوا نبوءاتهِ
لثقوبِ التبغ في أنحائهِ
للحليبِ الذي ما أكمله
للنومِ الذي ما تذوقهُ في الأمانِ
للأفكارِ الآثمةْ التي اجترأتْ عليهِ ولم يتبعها
للإنسانِ الذي اقتاده إلى حتفهِ مكمما
لي...
لأني أكتبهُ غداً
الآن
ولك...
لأنك تعرفه بالأمسِ

للطينِ رونقه حين يدخلُ في البرزخِ
...
ويحك...
أتتركني معلقاً هكذا في البياضِ
أتتركني وخطاي الآثمة تسيرُ ضدك
أتشبثُ بالمؤجل وأكتوي بالصمتِ
أسبِلُ الجِفنَ
وأحرِقُ أصابعي بالنشوةْ
...
غريبٌ أنا
وجهي
يداي
جزعي المدوي في الصدرِ
والسطر

غريبٌ أنا
أُتاخِمُ موتي
والأسى يُلاحقني في النهرِ
والقبر

غريبٌ أنا
أُنظِمُ أفقي
وأبكي من الضجرِ
والقهر


جدة 14/5/2005م