العمدان فى صحافة السودان

العمود سودانيا عبارة عن مجموعة من الأوانى يربط بينها رابط تستعمل لنقل الأكل للمستشفيات وبيوت العزاء..
منها ماهو طلس ومنها ماهو ألمونيوم ومنها النيكل وحديثا أصبحت من الملامين الذى يحافظ على حرارة الأكل..

والعمود فى الصحافة كان وقتها مساحة فى الصحيفة لايرقى للكتابة فيها إلا من سلك وصدق وأجاد..

أما العمود الآن وتماشيا مع منهج التأصيل الذى اتبعته حكومتنا الرصيدة فقد أصبح مقاربا للعمود الموصوف فى صدر المكتوب هذا, بل واصبح الكل شايل عمودو وحايم..

إن كنت مواطن اسفيرى فعليك الابتعاد عن مواقع رصد الشهب والنيازك الاصطناعية والمبرمجة على كل ماهو اسفيرى..

صاحب العمود له أصحاب عمدان وصويحبات وكلهم لايقصرون فى المواجبة بما يستطيعون ومالا يستطيعون..

فمثلا إن هبشت صاحب عمود فسيتنادى ويتداعى عليك أصحابه..

وإن كان من أصحابه من مدحك يوما, فيذهب لعموده ويعلن أن المدح الذى فيه قد تعفن ووجب دلقه فى النفايات ثم غسل العمود بالصابون والماء..

بعدها يلمع العمود بكلمات لامعة عن الضحية من شاكلة كاتب مجيد وفنان له صيت اسفيرى, ولكنه...
ولكنه هذه هى مفتاح العمود لترى من النهش مالذ وطاب..
فتقابلك السلطة والمشهيات بها شيخوخته وعطاله وقلة ماله وشئ من جرجير الشهرة الذابل مع ليمون انتاجه الذى كسد حتى تخنثر واصبح مرا..

ثم تدلف للطاسة التى تليها فترى المغدور به مطبوخا على نار هادئة وبصلته محمرة بزيت مشبع بالتشفى..
وفى الطاسة الثالثة تجد كبده مقطعة ومقلية بصورة يتباهى بها صاحب العمود بين أصحابه وصويحباته..

وفى الطاسة الأخيرة تجد لحمه وقد فعل فيه البهار فعلته وتفوح منه رائحة تعجب الذين يأكلون لحم أخيهم حياوميتا..

وبالتلفون يقول العمود جاهز..
فينبرى صاحب الصحيفة فارشا ورقها على الأرض مناديا بأريحية وفرح كل الجوعى ليجلسوا فى انتظار العمود المدنكل تحت ظل النيمة وقفشات النميمة.

**