الصحوة النوبية يشعل وميضها امثال الطاهر ساتى

من الخبث والغباء عندما تفشل فى حربك ضد شيئاً ما أو تنتصر عليه فتقوم بإدال جندٍ من نفس عنصر الشيئ الذى تحاربه.
هكذا كان الانجليز خلال استعمارهم للسودان وفى شطارتهم فى اذلالهم للشعب،
كانوا يستغلون عديمى الضمير والوطنية لتنفيذ مآربهم على الشعب السودانى الأبى.
فاكتوى الناسُ بنيران عديمى الضمير الوطنى الذين لا هم لهم غير كسب العيش بأى وسيلة وبأى ثمن،
حتى وإن كان ذلك على حساب دماء بنى جلدتهم.
نفس الاستراتيجية والوسيلة يستعملها الآن حكام الانقاذ الكيزانيين مع شعب السودان،
حيث صاروا يجندون بخبث - فاق خبث الانجليز - عديمى الضمائر ضد هذا الشعب الاعزل فى
الغرب والشرق وفى الشمال كما فعلوا ذلك من قبل مع الجنوب.
والاخبث والامر انهم يستغلون من يبدون وكأنهم منتقدين للحكومة
ظناً منهم ان هذا الشعب الفطن لن يحسب هذه الادوات الخائنة تبعاً لهم.
ففى حربها السافر ضد الشمال ومحاولاتها المستميتة لمسخ هوية النوبة
ولتمرير سياستها التدميرية لتلك المنطقة العريقة
فى حربٍ شرسة بلا هوادة ولا رحمة
وقتل ابنائها فى كدنتكار شرق كجبار وفى سعيها الحثيث فى اغراق المنطقة
وجعلها بلاعة خلفية لحفظ المياه لصالح مصر كإيجارٍ لها بثمن بخس
لتمتلئ بها كروشهم وجيوبهم كعادتهم
قامت هذه الحكومة التى تدمر شعبها فى كل مكان بتجنيد قليلى الذمة من اهل المنطقة للوصول لمئاربها الدنيئة.
ومقالات الطاهر ساتى المتكررة والمسيئة فى حق النوبة والمنطقة دليل على ذلك التواطؤ المكشوف.
هذه الانتهاكات التى تقع فى حق النوبة من كل حدب وصوب
ساهمت فى اشعال وميض الصحوة النوبية والدفاع عن حقوقهم وبعث همتهم.
وقد اصبحت هذه الصحوة ظاهرة تنتشر فى كل المنتديات،
وكما اصبح هناك من المجموعات التى تهتم بالشأن النوبى بأعداد لا حصر لها
حتى انتشرت بين الشباب صغار السن من ابناء النوبة التفتوا لمعرفة نوبيتهم اكثر،
وتجد فيهم من بدأ يسبر اغوارها
ويتعمق فى البحث عن هذه الحضارة التليدة. فهذا فى حد ذاته فى الحقيقة مكسب كبير.
وتتواصل العداءات فى حق الشعب النوبى اعلامياً حتى اتت قناة الشروق فى برنامجٍ لها بشخصٍ يشع جهالة،
والشروق قناة معروف ومكشوف اتجاهها وتمويلها بالطبع.
حيث استضافت قبل ايامٍ قلائل من ابناء النوبة
الذين يفتقدون لابسط اساسيات المعرفة والتعليم وكانت اللكنة النوبية فى كلامه حاضرة، وهذا دليل للحرب الخبيثة المذكورة آنفاً.
ويبو هذا الشخص وكأنه يتبرأ من نوبيته متهافتاً للعروبية اكثر منها الى النوبية
كأن النوبية عارٌ يلازمه
فيتنكر لاصل لبب النوبى وهو منها
فى زعم واضح لعزل محمد احمد المهدى عن نوبيته.
بل ان هذه العداءات صارت سببا قويا لتعاضد ابناء النوبة اللتكاتف ضد هجوم تقوده فئة متشبعة بجهل او تدعى الجهالة عن اصل وكنه ام المدنية العالمية.
شكراً لطاهر ساتى ولمن سبح فى فلكهم لهذه الخدمة الجليلة.
ويجدر هنا ان نذكر انه من السخف ان يتم تفسير تلك الصحوة النوبية على أنها حركة انفصالية
فمن ماذا ينفصل النوبة وعمن؟؟
النوبة اثارها ومظاهرها قوية فى الشمال نعم،
ولكن فى الحقيقة الشعب النوبى وارضه
تمتد حتى تصل متاخمة وبل حتى تصل جزء من من شمال ارض يوغندا جنوباً
وجنوباً شرقاً تصل حتى كينيا وشرقا حتى اثيوبيا وغرباً حتى نيجيريا وغرب افريقيا وشمالاً حتى البحر الابيض المتوسط المعروف فى اللغة النوبية بال (هُتُر)
فمن يعتقد ان تلك الصحوة انفصالية فهو يجهل ويحلم ان يحد النوبة بارض معينة او سحنة معينة فكل الشعب السودانى نوبى وان اختلط ببعض من الدم العربى
إصح!
فانت نوبى افريقى اولا ً قبل ان يكون هناك ما يسمى بالسودان.
وكان من الاصح ان يسمى السودان بدولة او جمهورية النوبة.
من اراد ان يشعل خبثه ضد اصله او سمه ضد النوبة فليفعل فانما هو يعمل على ايقاظها من ثباتها العميق وسماحها وحلمها النبيل.
محمد النيل 8 يناير 2014