الحب انواع ودرجات !

شب يتيما فقد مات والده في حادث وألجمت المفاجأة عماته الثلاثة . وصرن في حزن لسنوات على شقيقهن الوحيد .
وتنازلت العمات عن الورثة لأبناء وبنات المرحوم وأمعن في تدليلهم كيف لا وهم الأيتام أبناء الحبيب !
وكان حسن اكبر إخوته وكانت كل عماته يدللنه كثيرا إلآ أن عمته فاطمة كانت تكن له معزة كثيرة ولا ترفض له طلبا !
وحين مات والده كان حسن قد اكمل دراسته الثانوية وتم قبوله بالجامعة إلا انه اختار أن يبحث عن وظيفة لإعالة الأسرة .
وكان كلما عاد من عمله يذهب إلى منزل عمته فاطمة ويقضي وقتا معها يتناول وجبة الغداء وكانت وعمته تبدي كثيرا من الاهتمام به .
و إذا حدث طارئ منعه من زيارة عمته كانت تنشغل عليه وتلاحقه بالسؤال والإلحاح على الحضور حالما يفرغ .
كانت صباح ابنة عمته فاطمة شابة تصغره بعامين , فتاة في غاية الجمال , فاحبها وبادلته حبا , ولم تكن عمته فاطمة تعلم بهذا الحب,
ولكنها كانت ترى أن صباح الجميلة سيكون لها مستقبلا جميلا وتتمنى أن تزوجها لعريس مقتدر يشملها بالحب ورغد العيش وهي وحيدتها المدللة.
وفي احد الأيام عاد حسن من عمله وبعد أن تناول وجبة الغداء مع عمته انتهزا ذهاب صباح لإعداد الشاي فانفرد بعمته وفاتحها في أمر زواجه من صباح .
وجاء طلب حسن مفاجأة للعمة فاطمة حتى أنها لم تستطع الرد عليه بل طلبت منه إمهالها حتى الغد !
ولكن حسن حين عاد من عمله في اليوم التالي إلي منزل عمته وألقى عليها التحية لم ترد علي تحيته !
فخرج مسرعا ونزلت دمعة على خده وهو يتمتم لقد تعلمت الآن أن الحب أنواع ودرجات !
وكان ذلك آخر عهده بمنزل عمته.

ست البنات.

مرحباً ستّ البنات ...

اسمحي لي أن أختلف معك.

الحب هو الحب ...

أما هذه العمّة فقد كانت فقط تحس بالإشفاق على ابن أخيها .... لا غير.

إن كانت تحبه ... لأحست به قبل أن يحادثها ... ولبادرت هي بترتيب الأمر.

مهما كان حبها له لا يمكن ان يتساوى مع حبها لبنتها وتمنى المستقبل الذى تريده لها.
أى إنسان، بل أى مخلوق يحب ان يذهب كل الخير لأبنائه.