موقف اهل الفكر والمبادئ الانسانية

هذه محض حكوة !
يحكيها الشعب السوداني علي سبيل العظة
وتؤكد معناها كل يوم

قالوا
حاكم مشي بلاد برة ,,, وضاق الخمر مع لحم الخنزير ,,, والموضوع عجبو
جا راجع وطلب من الطباخ يعمل ليهو لحم خنزير ,, الطباخ قال ليهو
لكن لحم الخنزير ده حرام
الحرمو منو ?
قال ليهو
ما بعرف لكن شيخ فلان وفلان وعلان قالو حرام قوطع

اها
قام دق ليهو صيوان كبير ,, وخت فيهو دكه كبيرة في النص ,,, ودعا الناس كلها
وجاب شيخ فلان وختا ليهو لحمة الخنزير ,,, والسياف في صفحتو شايل سيفو يرقش مع الشمس
مافي نضمي ولا شرح ولا فتوي
تاكل ولا تموت
وشيخ فلان ضرب لحمة الخنزير
والله ما امر بالهلاك
ورفع القلم عن المسلم المجبر
والضرورات تبيح المحظورات
والمضطر احلت ليهو النبيلة
اها يوماتي بقا الصيوان مكجوج ,,, ويوماتي في شيخ بجيبوهو ياكل لحم الخنزير ويعود آمنا لبيته

وفاضل آخر عالم ,,, وهو اعظمهم عند الناس واجلاهم
وطلعت الاشاعة بكره شيخ فلان
والمكان اتملأ بالناس , الاعمي شايل المكسر ,, لو شتت مويه ما تقع الواطة
اها واحد من الناس الماشين يجيبو شيخ فلان ,, سارر الشيخ
يا ابوي الشيخ اللحمة البجيبوها ليك دي ,, لحمة ضان وانا اتفقت مع الطباخ أكل ساي
ووافق الشيخ
طلعو الشيخ فوق وجابو ليهو اللحم
ابا ياكل
ليه ما بتاكل
قال ليهم
ده قلتو لحم خنزير
قال ليهو
نعم لحم خنزير
فقال ليهم
لحم الخنزير حرام للمسلم وانا مسلم

ساقو الشيخ ومودينو لقطع الرقبة
لحقو زولو القبيل القال ليهو ده لحم ضان
هي يا ابوي الشيخ ما قلت ليك ده لحم ضان ,,, كان تاكل ساي
قال ليهو
يا ولدي عارفو لحم ضان وانت عارفو
لكن البوري الخلق الواقفه دي منو

والتحية لروح الشهيد محمود محمد طه
فلم يكن بينه وبين سيف جلاده إلا أن يقول
لقد تبت

فلابد لاصحاب المواقف الفكرية والانسانية من أن يمتحنوا في مواقفهم
فيثبت اصحاب المواقف الاصيلة
ويسقط في مستنقع مأثرة السلامة الشخصية ,, من كان غير صادق ! في دعواه ,, يتخذ المواقف المخزية ويعود لتبريرها لاحقا

الموقف الذي يضطر صاحبه لتبريره هو موقف شائك ومتشابه ,
وهنا لا توجد صحة أو خطأ في اتخاذ القرار ,
بل الموقق نفسه سيدعو الآخرين للحديث عنه , فالموقف الفذ هو الموقف المتفرد وليس السهل

الزعماء هم يتخذون المواقف الصعبة ,, المواقف التي تعجز جلاديهم عن استيعابها

الشيخ لو اكل اللحمة ايا كانت
سيكون موقفه صحيحا
ولكنه رأي ماوراء الموقف
فالأمر ليس صحة الموقف او خطأه
بل مدي آثاره السالبه
وبئسا لموقف يدعو صاحبه وانصاره ! لتبيان صحته

من النفاج
آمال يا خيه
كيفك
ده مسرح عبث بايخ وملهاة ابيخ
والمغيظ في الامر من يبررون لسقوطهم الوطني
كيف لمن سرقك ان يعطيك شهادة شرف ونزاهة
عجزوا عن اتخاذ موقف واحد نزيه يعيد لهم وطنيتهم الممرغة في الوحل

وذلك هو الفرق بين الزعماء الحقيقيون الذين يتخذون المواقف التي يعجز عنها الآخرون
الذين يقفون حين يكون الوقوف مستحيلا
وحين يقولون لا والكل يقول نعم
لا ينتصرون لانفسهم بل ينتصرون لمبادئهم
أولئك سيمجدهم التاريخ
وقد مجد التاريخ الكاتب المصري صنع الله ابراهيم حين رفض جائزة الابداع ممن حارب الابداع ,, انتصر لفنه وادبه ,, انتصر لرواياته
اللجنة
وتلك الرائحة
ونجمة اغسطس
وانتصر كون انه ضد الديكتاتوريات ومع الديمقراطية
ثم يأتي من خلع الديمقراطية ليعطي وسامه للمخلوع , ويتبسم المخلوع فرحا كطفل صغير اعطي قطعه حلوي في مأتم امه
والله انه لموقف مخزي من قيادات الديمقراطية في السودان ,,,
فلنقل وسام الانجاز ,, اي انجاز هذا وهم يسلمون العساكر الديمقراطية ثلاث مرات
واي دفاع عن السلام وهم شهود علي تقسيم الوطن