عفوا لقد كنت أقسي الاعوام وأثارك غائرة !###

عفوا لقد كنت أقسي الاعوام وأثارك غائرة !###


01-01-2014, 10:51 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=460&msg=1388613090&rn=1


Post: #1
Title: عفوا لقد كنت أقسي الاعوام وأثارك غائرة !###
Author: زهير عثمان حمد
Date: 01-01-2014, 10:51 PM
Parent: #0



العام الفين وثلاثة عشر كان منتهي القسوة ليس معي فقط بل مع كل سكان السودان كم المعاناة رهيب وفقدنا خلال أيامه أبناء وبنات وخيرة شبابنا وبعض القيادات والاهل والخلان رحل فيهم شهداء برصاص النظام الظالم وفيهم من قضي نحبه وأنتهت حياته في صراع مرير مع المرض أو معاناة كبد العيش ومرارة الظلم وحسرة علي مألات الاوضاع في السودان لقد مضي وكان الاكثر أيلاما خلال مشوار العمر
كم أنا محبّ للحياة عاشق لها بنهم و غارق في كل ملذتها بعمق وجنون ومتعة وفي بعض الاحيان أتمزق بين الاضداد التي أعيشها أرى التصوّف عزوفاً عن الدنيا والهبوط إلى الوجدان العارف في أعماقه مستجلياً متلذذاً باكتشافاته الجديدة وعبر نور قلبي الخواء لا أري أو اكتشف شيء يجعل أتأمل بعمق
ويقال أن الحلاّج هو الملتهب بنار الوجد العرفاني كالشبلي وعامة أئمة التصوف لكنه كان يرى أن رسالته (الاتصال بالآخر في وحدة كونية تحارب باستمرار الظلام وتغسل بقعه عن كينونتنا الداجية التي تنتظر حلاّجاً باستمرار كي يشعلها ويلهب فيها جمرته االمقدسة. وبهذا يكون الحلاّج مسكوناً بمناضل يؤمن بالتحريض والسير في أسواق بغداد داعياً التجّار إلى خفض الأسعار ومحرّضاً الفقراء على اتباع نهجه عبر إيمان يتدفق منه إليهم. لقد تقدّم الحلاّج من المشنقة وهو يقول بأعلى صوته: (حسب الواجد إفراد الواحد له). وبشهادته دخل الحلاّج في الأنا المطلق الذي كان يراه فيه نفسه وكان بسعيه يرى أن التصوّف الحقيقي هو إنهاض القلب من الحق حينما قال الشاعر صلاح عبد الصبور في قصيدته مأساة الحلاج
"وطريقتنا أن ننظر للنور الباطن
ولذا، فأنا أرخي أجفاني في قلبي
وأرى في قلبي أشجاراً، وثمارا
وملائكةً ومصلّين..."؟
وفي الجانب الاخر تشدني مباهج الدنيا الي وهج الحياة الزائف من متع لا أعرف لى أي درب محدد والي أين أمشي هل هذه الدروب تؤدي للسعادة؟ أم دروب تقود خطاي إلى المجهول والألم والتعاسة؟ أم سأعيد وأكرر أخطائي ولا أتعلم من تجاربي في العام 2013 وما قبله من أعوام عشتها؟ أم سأظل كما أنا ذلك الضليل أحب مبااهج الدنيا وأمتع نفسي بكل محرم وأحترق أم أعمل على ترميم قاعي او ذاتي هل أستطيع بكل صدق وشفافية أن أحارب الشر في دواخلي وأتعلم الحديث بلغة جديدة وقيم جديرة بالاحترام و لغة محبة وقيمة تعزز السلام فيي ومع الاخرين !؟
عام مضى وأنأ على ما عليه باقي على إرثي الذي لم يتغير مع مرور السنين والعقود ما قيمة العام الجديد إن كنت لم أضف شيئاً بعينه سوى مزيد من الزمن وتراكم أكثر للأيام التي تأتي وتذهب؟ سوى خطوط وآثار الزمن والدمار على جسدي وروحي ليس سوى أمراض جديدة وأحساس بالوحدة والكبر وتجاعيد ومزيد من الشعر الابيض والتلاشي بقوة الافعال والاستهلاك وكم المعاناة وذكريات مؤلمة وتعيسة وكل خيبات العمر ماثلة أمامي
عام يأتي أسمه جديد ورقمه جديد، ولا جديد فيه سوى الخط الوهمي بين يوم وآخر وسنة وأخرى وعقد وآخرلكنه خط جاد لزمن يضاف إلى عمري والمفترض أن يضيف إلى تجاربي وإلى معارفي ووعي ولكن هل أتعلم وأتعظ؟ هل أعتذر لنفسي عن سلوكي المعوج أم أبرر أفعالي بكل النفاق الذاتي المرضي لأني في غيبوبة الانا جهول لم يري عظمة الدنيا أو يعيش الحياة أخرون أحق مني في كل شيء من الرأي والحصافة والموقف وفنون التعامل وكينونة الانسان هل ظلمت نفسي أم ظلمت فهذه جدلية أخري لا أطيق السجال فيها !
مع بدء كل عام أعد نفسي بأن أكون أنسان اً أفضل مما مضي وسوف أتغيير إلى شخص جميل في العام الجديد ولكن المشاعر والبناء الشخصي والنفسي هو كما كان في كل الأعوام لا توجد إيجابيات وانتصارات ذاتية أو على المستوى الشخصي علي الاقل قد تكون ولكن أخطو خطوة للأمام وخطوتين للوراء حتى يدركني العمر بسنينه وعقوده التخلف يكمن بالروح أما ما على السطح فهو تجليات لعدم تحكّمنا باللياقة وبالغضب والأنانية والجشع وحب الاستحواذ والتحكم والسيطرة والكراهية، فمهما أظهر ابتسامة ولباقة وحكمة لا يمكننا إخفاء نزعة الشر والكراهية والكذب والفجور التي تسكن أرواحنا، وهذا ما يفسر لماذا نحن بعيدين كل البعد عن التحضر والإنسانية هل لاني من السودان الافريقي أم صاحب تجربة أنسانية متواضعه
أعيش الندم لكنه لا يبدو علي وأخجل في إظهاره ضيعف في دواخلي ولكن أخشى إظهار هذا الضعف أنا وكلنا غير محصنين من الألم بل وأكتشف مع مرور السنين مدى الحماقة و حماقتي التي ارتكبت ومع ذلك أظل أكابر ولا أعترف بها ولا أتعلم منها وكأنها قدر كان يجب أن يحدث رغماً عن إرادتي
كل الذي أسعي اليه الان بكل رحبة صدر وصبر هو الاهتداء الذكي لما لما تكون عليه النفس الراضية بالمكتوب والمقسوم والقدر وأن تعيش في أمان من قسوة الواقع وأعتمال الصراع ما يبن الممكن والمأمول وهل سوف أبلغ مرامي قبل الافول أو النفوق كالسوام وها أنا أرثي نفسي كما قال الشاعراليمني عبدالعزيز المقالح
(ثار ، بكى
مشى على طريق النائحين والحواه
مزق ثوب الصبر قال : آه
حاول أن يمتدح الخناجر
أن يستعير صوت مطرب وشاعر
أن يمنح الجلاد بعض الحمد والمديح
لكن لسانه المقطوع
صوته الذبيح
خاناه في محنته الكبيرة
في الليلة الضريرة
فما استطاع أن يطلق أسر صوته وأن يصيح
وحين خانته بقايا الكلمات والدموع
حاول أن يرفع كفه مستجديا براءة الجموع
كان ذراعه مقطوع
وأنفه مجدوع
أعاد رأسه على الصدر المهشم الجريح
رمى بعينيه إلى التراب
ودًع في مرارة عالمه القبيح
أطلق روحه أنقذها من دنس الكلاب
عاش بلا صبر
ومات في العذاب)

*عفوا لقد كنت أقسي الاعوام وأثارك غائرة وكل عام وأنا وأنتم في العذاب صابرين !!!!