والله مُـشـتـاقـيـن،،، كـتـابـة مُـبـاشـرة مـن الـقـلـب لـلـقـلـب ...

،،،
ومن الكيبورد للشاشة،

مع كامل مودتي للجميع...

،،،

Quote: ونفوس السودانيين واضحة واسعة وضوح الصحراء وسعتها، وخلقهم لين صاف لين ماء النيل وصفائه، وفيهم رجولة تكاد تقرب من درجة الوحشية، وهم في ساعات الذكرى والعاطفة يجيش الشعور على نبرات كلماتهم وسيماء وجوههم حتى تحسبهم النساء والأطفال؛ وتلك ميزات لا مكان لها في حساب العصر الحاضر، وإن كان لها أكبر الحساب في نفوس الأفراد الشاعرين وفي تقدير الفن والشعر والحضارة.

http://alialimo.arabblogs.com/archive/2009/8/919073.html

ديل أهلي. عن أيّ عصر يتحدث معاوية محمد نور له الرحمة ؟؟؟.
(عن عائشة ، أنها قالت : يا ويح لبيد حيث يقول : ذهب الذين يعاش في أكنافهم وبقيت في خلف كجلد الأجرب
قالت عائشة : فكيف لو أدرك زماننا هذا ؟ قال عروة : رحم الله عائشة ، فكيف لو أدركت زماننا هذا ؟
ثم قال الزهري : رحم الله عروة ، فكيف لو أدرك زماننا هذا ؟)،
فماذا لو أدرك معاوية زماننا هذا ؟؟؟. السودانيون ما زالوا يحملون الصفات التي ذكرها معاوية
في هذا الزمن المُفعم بالغدر والخيانة، الذي ينضح انانية وحب ذات، لكن رآن عليهم غبار
سنين عجاف بسبب الحُكام الطغاة، نسأل الله أن ينتفضوا حتي ينفضوا من فوقهم هذا الرآن
ليظهروا للعالم علي حقيقتهم...

الكتابة دائماً تكون من الخارج للداخل، حيث تعصف الأشواق بنا ونحن نتسكع
في طُرقات الغربة إلي مضارب الأهل ونسائم الوطن الجميل، فنترجمها كتابةً
وشعراً، أو ايّ ضرب من ضروب الفن. لكن في بعض الأحيان تكون الكتابة
مبعثها الحنين للذين غادروا الوطن مخلفين فراغاً في قلوب الأهل والمحبين،
مثل كتابة بت ود خير وهي تبث لوعتها وشوقها لإبنها الذي غادر البلد في
جوابها الشهير الذي مطلعه، (أنا رسلت السلآم يغريك يا الزين)، وأشواق
ود حد الزين للمحبوبة الغائبة في رائعته (والله مشتاقين)،،،


ونواصل...

ود المدير ياامير...
ايوه ادخل لينا جوه الوادي المقدس ده،،اهو خلعنا مشاغلنا ،رمينا بكثافتنا،وجئيناك خفافا،دخولا لسوح طاهر،ملئ لطفا وحنين.ادخل بيت الله قلب المحبين،،فجماعتنا قالو،الماعندو المحبة،ما عندو الحبة،وات تحمد سيدك عندك منها شيلا تقيل...
نتمني الاحتفاء بهذا البوست الجواني،وان يكون عاما للحوار البناء،نتفق او نختلف بمحبة واحترام..
شكرا يامعاوية وانت تعبر لهناك محملا بالاشواق.

ونحن منتظر، بس يا معاوية ما تقعد تفلقنا حبة حبة زي ما قاعد يعمل معانا عبد العزيز عثمان دا، في بوست الـ 50 عام غياب... سمح؟

خيال الشعر يرتاد الثريا، والشاعر يستنطق الصخر العصيا، ويهيم بخياله حتي
يدرك النائي القصيا ويستحضر الطبيعة بكلياتها ويستنطق كائناتهتا ومكنوناتها.
الخدود تظمأ فتشرب من مُعتق لون الشفق عندما يصبغ السماء بلونه المُورّد،
فتسحر النفوس وتسبي العقول، هكذا خدود سيد الناس، سيد الحبايب، والعيون
تسبح في بحور الجمال، وتجعل الشاعر (يطرى) زول غاب من أهله، فتكون
هنا الكتابة من الداخل لزول في الخارج. (طرتني) أظنها كلمة اللتنا نحن برانا،
ودائماً ما نطرى ما يفرحنا وما يبكينا، فقد طِرى الشايقي الذي سكن البندر
القرية، وخلف ساق فوق ساق وقعد يمنِّح،
أنا طريت القرية يا دمعاتي سيلي
وباقي من إتحرمتَ سنين طويلي
أنا طريت ناسنا الحُنان وما نُمتَ ليلي
نا نفوسُن صافيِ من نيتاً رزيلِي
ناس يكرموا الضيف لو كان بالبلِيلِي
ودي طيبة القرية ما جاتُن دخيلِي.
الديس أو الشعر اسكرته خمر الجمال فراح يتمايل طرباً فوق كِتيف المحبوبة مستمتعاً
بنداوة وطلاوة الكِتيف. ما أجمل العيون المُترعة بالشوق، فهي تنضح وتضج به رغم
محاولة عدم البوح لتجعل الأماني الحلوة تهيم في فضاءآت دنيا العيون. هاهي الأماني
تهيم وتستشعر الجمال وتحس به وتتمدد حتي تصير بلا حدود وكأنها بحور ما ليها آخر،
فتصبح الكِليمة الطيبة من المحبوبة زاد لباكر، ويصطحب الأمل العيون في سفر فارداً
جناحيه في مدارات العشق والهيام.
فجأةً بعد العناق والإستغراق في متاهات العشق تنفلت المحبوبة لتصير خارج مدارات
الوطن ليتجسم الغروب ويسأل عنها هذا العاشق الولهان، ويبثها المحبوب أشواقة مع
شؤال الغروب عنها، ولا ينسى أن يخبرها بأنّ الأُمسيات التي كانوا يقضونها معاً في
محراب العشق تشتاقها وتتمنى عودتها، كما تشتاق الرمال الناعمة وطء أقدامها ومِشيتها،
تسأل عنها الطيور الراحلة في ضُل المساء. تشتاقها ضفاف النيل الخالد، ويحن إليها النيل
حنين البكرة لحوارها.

طال علينا فراقكم والله يا غايبين
قدر ما ننسى العلينا برضو مشتاقين،،،

والله إن ذلك لـ (كويس خالس)
ما أبهى الكتابة من بين دقيقِ الدقاتِ
فإنها أسرع في الوصول إلى المجاور
وستجدنا منهم ما في ذلك شك
ستجدنا ممن يفتحون لك القلب على مصراعيه
فإنك والله تستحق


فلا تمهلنا للنهل
و(أبهل)...


محبتي محبتي محبتي

Quote: ود المدير ياامير... ايوه ادخل لينا جوه الوادي المقدس ده،،اهو خلعنا مشاغلنا ،رمينا بكثافتنا،وجئيناك خفافا، دخولا لسوح طاهر،ملئ لطفا وحنين.ادخل بيت الله قلب المحبين،،فجماعتنا قالو،الماعندو المحبة،ما عندو الحبة،وات تحمد سيدك عندك منها شيلا تقيل... نتمني الاحتفاء بهذا البوست الجواني،وان يكون عاما للحوار البناء،نتفق او نختلف بمحبة واحترام.. شكرا يامعاوية وانت تعبر لهناك محملا بالاشواق.

عبد العزيز يا قريبي،
الشوق من هنا لعندك.
نعم يا عبد العزيز ما أحلى العبور إلي هناك، وما ادراك ما هناك ؟؟؟؟،
هناك حيث أرض تضم جسد جدك كرداش مع أجساد الطاهرين الذين تحوم أرواحهم في
فضاء الوطن الحبيب نستحضرها نحن فتجذبنا نحو أديم الوطن ونكرُف ريحة التراب،
فيتجدد في نفوسنا الأمل ونحلم بوطن جميل رغم أننا نتوسد المصائب والمِحن. يا عبد العزيز
الماعندوا محبة ما عندوا الحبة، عليك الله شوف طعامة الناس ديل وسماحتُن !!! نفوس
تنضح حكمة ومحبة تتغمص أجساد طاهرة. نسأل الله أن يفيض عليهم شأبيب الرحمة، فقد
غرسوا في نفوشنا عشق عفيف إلي هناك. هاهي أيام العبور قد دنت وسوف نعبر إلي هناك
فوق جسر الأشواق إن شاء الله.
محبتي...

هذه كتابة من الخارج للداخل ماها بعيدة لكن الأشواق
والحنين لا يعرفان المسافات. من الخرتوم للقرية.
قد جعل الله الجنّة تحت قدميها في الآخرة وجعل صدرها ينضح حنين في الدنيا
نلجأ إليه عندما تصيبنا محن الزمان فنكتسب منه الدفء ونشعر بالأمان. أشتكي
لك يا أُمي جور الزمن الذي ساقني بعيداً عنكِ فأصابني بسهامه ورمى بي بين
براثن الغربة والبعد عنكِ الذي أسخن نفسي بالجراح. يا أُمي يا نور حياتي ويانبع
الحنان الذي لا ينضب ويا نور دنياي إشتاقك يا أُمي وأنا قتيل في بحور الشوق
إليك. ها أنا ذا بعيد عنك أتوسد أديم الغربة وألتحف سماءها. يا زينوبا ولدك في
بحور الشوق كِتِل، يا نبع الحنان يا مصدر الأمان يا من جُعلت تحت قدميها الجِنان،
يا نغم الحنين الذي يجعل شوارد أفكاري يرتعن فيه عندما أتدثر ليل الغربة ويزورني
طيفك، فأراكِ في ساعات الصباح الأُولى مع صِياح الدِيكة وأصوات العصافير
شايلِ الحِليلِ علي المراح والأغنام تستقبلك في فرح وحبور، ,اراك تارةً أُخرى
في التُكُل تعوسي الفطير كي تطعمينا متحملة حرارة الجو ولهب نيران الدوكة
تقولين لنا بكل إنشراح، أُكلوهوا خير. عندما يسيطر سلطان النوم علي المخاليق
أظل ساهراً مع طيفك اناجيه وأستأنِس به من وحشة الغربة، وأذكر الأهل والصحاب
عندما يأتوا لزيارتنا من البلد، ترابلة نضيفين عفيفين عليهم من البلد غبارها تفوح
منهم رائحة خيراتها، وقد سبغت ملآبسهم بلون خدارها. أذكرهم يا أُمي عندما يغادروا
ميممين صوب قريتنا وقد رصوا هِديماتهم وإمتطو ظهور اللواري تاركين فراغ
كبير في نفسي. عندما يحطوا رحالهم طرفك ويخبروك عني وإنني في أمان،
ساعتها يا أُمي رسلي لي عفوك ستراً ودِرعاً أتقي به جور الزمان.

من الذي فجعها في فلذة كبدها ؟؟؟.
عندما صوبوا بنادقهم أصابوها في مقتل. قبل أن يخترق رصاصهم الغادر صدور
شباب الوطن إخترق قلبها. هذه القلوب الرقيقة كما النسمات، وهذه الملآمح الجميلة
كضفاف النيل، وهذه النفوس الصافية كمياهه العذبة تستحق أن نحملها بين العين والحدق.
هذا شعب عنيف في مشاعره عندما يغضب، وعنيف في مشاعرة عندما يسيطر ويغلب
عليه الحنين.
أجسادنا هنا ولكن أرواحنا هناك،
أنا الأن أجلس علي طرف الرصيف...

Quote: Alamin Ibrahim · الأكثر تعليقا · ‏محاسب‏ في ‏محاسب بالسعودية‏ ياسلام عليك يا ودالمدير هذا نوع من الكتابة يفرح ويسعد وكمان مبكي ( جدن جدن ) فيه دفق من الحنين والوجع ربنا يردك سالم غانم

آمين أخي الأمين وأنت وجميع الطيور المهاجرة، نعود لنحلّق في رحاب وطن
مُعافى من كل مرض مُندمل الجراح يضاحكنا في ربوعه القمر، ويؤانسنا
موج النيل المصطفق علي الضفاف. نعود لنغني غناوي تبعث الفرح في النفوس،
ونتونس حتي يستأنس بونستنا وحش قفار الوطن.
تحية ومودة لك أخي الأمين، ونحن بصدد كتابة في هذه السانحة من القريب للقريب
مقاربة روحية وجسدية، وأماني تتحقق يحيطها الترقب والحذر، ويملؤها التفاؤل والفرح.
نحن شعب يكتب ويتفاعل ومن أراد أن يتعرفنا فليقرأ ما نكتب واليشهد تفاعلنا مع قرأتنا
لمن يكتبون عنا ولنا.
هُمُ كُثرُ، الناس الذين نعزهم ونحمل لهم بين حنايانا مودة خالصة، لكن أنت يا أعزّ الناس
يا عشقنا ويا حبنا، فحنانيك، دثرنا بعطفك وزملنا بحنانك. تفتحت أزهار العمر معك وأورقت
أشجاره، وفاح عبيره في رحاب دنيانا، حتي تصالح معنا الزمان، وما عادت بوادر السعادة
تلوح في الأُفُق البعيد بل دنت وتدلّت حتي صارت قاب قوسين أو أدنى.
لم تكن غير أُمنيات طفلة في دواخلي، أحملها بين حناياي. كنتُ أخشى عليها أن يغدر بها
الزمان فتصبح في طي العدم، حتي أرقني هذا الإحساس الذي أحاط دواخلي بهواجس
لا تمل ملازمتي. أصبح الأرق لا يجعل لي رمش يغمض، وزاملتني الهموم، حتي حظيت
بقربك، فتفتحت شموع في دواخلي وغنيتك نغم ليجري الفرح مني مجرى الدم من العروق.
هاهي الإجساد تتقارب والنفوس تلتحم والقلوب تتألف، حتي لازمني شعور بأنّ الزمن بعد
تلاقينا سوف لن ينثر في طريقنا بعض شئ يعكِّر صفونا. هاهو قلبي الذي عاش عمره في
الأهات يذوق طعم الفرح، وتفتقت براعم ورود الأماني الحلوة في أعماق نفسي.
ها أنا ذا بقربك قد طويت صفحة من عمري قد كُتبت بمداد العذاب، وأصبحت أحزاني في
طي النسيان، ليغني زماني فرحاً مُبتهجاً بقرب أعزّ الناس.

الوطن هو الحبيبة، والحبيبة هي الوطن، والشوق يعتصرنا للرجوع إلي مراتع الصبا
نجتر ذكريات زمان مضي، ونستحضر الماضي الجميل مع من نحب ونعشق.
تقاصرت الأيام وزاد الشوق والهيام. بعض حقائب حوت قبل شتات من الهدايا أشواق
تهد حيل الزوامل، مع أمل لعناق طويل للوطن في شخص من نحب.
مودتي...

Quote: ونحن منتظر، بس يا معاوية ما تقعد تفلقنا حبة حبة زي ما قاعد يعمل معانا عبد العزيز عثمان دا، في بوست الـ 50 عام غياب... سمح؟

راني يا صاحب،
لم يتبقى غير أيام علي حزم الأمتعة وشد الزوامل لتبدأ رحلة الخبب
بين السموات والأرض، والتسكع في صالآت المطارات نحسب الدقائق
والثواني حتي ننيخ ركابنا علي أبواب الوطن الحبيب.
أهديك بعض كتابة من بوست قديم:
في غمرة قلة الصبر على صروف الدهر ونوائبه لا تضيق بنا البلآد ولكنّ اخلاق
الرجال تضيق، فتجتاح عواصف الملل سُفُن الهروب من الوطن، فنساهم ويسقط
سهمنا فنكون من المدحضين فيُلقى بنا في عرض البحر ليعبث بنا الموج ويبتلعنا
حوت الظلمات. وبعد ان يجوب بنا البحار يلفظنا بالعراء علي شواطئ الغربة حيث
لا ظل ولو من شجرة يقطين.
حتى الطيف يهرب من جحيم الغربة.
اطياف الأشياء الجميلة في ارض الوطن نحاول دوماً ان نستحضرها ونستدرجها إلى
زخم الغربة، لكنها تأبى. هاهو الطيف الجميل يأبى ويستعصي ويرفض ان يطاوعني
ويستجيب لي. يمتنع حتى عن تطييب خاطري ومواساتي، ليحلّق بعيداً
عني راحلاً عبر المدى إلي أرض الوطن الحبيب. ليس ذلك فحسب، بل النوم رفض ان
يهدهد الجفون ويداعبها وابدى ليّ الجفوة، منكراً طريقه إلي نفسي المتعبة، فأصبحت
أسهر الليالي قابعاً في كهف الظلمات استجدي الطيف بكل الوسائل والحِيل عله يطيّب
خاطري.
ما زلت اركض خلف الطيف في دهاليز الغربة وانادي عليه عله يستجيب لي ويقف
ليأخذني معه. ليس هنالك شئ يجبرني علي المكوث بعده في ديار الغربة. ارجوك ايها
الطيف الجميل إنتظر وخذني معك إلي هناك حيث ديار الأهل ومجالس الطيبين.
سوقني معاك. نفسي اقدل فوق ترتار البحر، اكرف ريحة الدُعاش، واقعد فوق الرمال.
احادث القمرا واغازل النجوم في فضاءات السماء الصافية. إستمتع بالنوم في الحوش.
في الصباح يوقظني غناء العصافير وتنعشني رائحة عبير الليمون. انزّل مُصلآية
جدي من المُسمار المدقوق في الحيطة. مُصلآية مضفورة بسعف صُوّر بلدنا ومطرزة
بالجنبات بخيوط الشعر السوداء. اصلي واحمد الله واشرب شاي الصباح مع الزينين
الطيبين.
ارجوك ان تقيف ايها الطيف كي اصطحبك إلي ديار الأحباب الآن. لا تطلب مني ان
انتظرك حتي الغد، فالإنتظار علي ارصفة الغربة يبعث في النفس الملل، ومصيري
ومصيرك في طي المجهول، وربما لا تجمع بيننا المصاير، وتباعد بيني وبينك
صروف الدهر. لا مجال للإنتظار، فقد إشتعلت روحي شوقاً إلي سرابات الماقات
وحيضان البرسيم وإنسياب المياه في الجداول. إشتقت لناس حِلتنا، للماتهن في ساعات
الفرح والكره. لقعدة جبنة عصرية وونسة تفيض رِقة وحِنيّة.
اقيف يا طيف اسمع غُناي المسافر مع امواج ظلمة الليل، واسهر معاي تحت ظلآله
المترآمية في مساحات نفسي علك تخفف ولو القليل من احزانها، فقد كاد صبري ان
ينفد بعد ان إستهلكته سنين الغربة. كن سميري ايها الطيف في غربتي حتي احكي لك
عن جور الزمان الذي ابعدني عن ديار الأهل. ابعدني عن بيوت الطين التي وسعت
كلّ شي في قريتنا. وسعت الأهل والطير والدواب، وحتي الدنانين إتخذت من شقيقها
سكن. لقد رماني عذاب الغربة بسهامه فأصابت نياط قلبي وجعلتني أتحسر علي
سنين العمر الذي مضى في غمرة بُعدي عن ديار الأهل والأحباب.
بُستان العمر الذي كانت تتفتح فيه زهور الآمال وتغرد فيه عصافير الأماني العذبة
وتنهمر منه شلآلآت المستقبل النضير، اصبح اليوم يعاني من وهد هجير الغربة
ولفح سمومها. لقد جفّت منابع الأماني واصبحت خاوية في داخل النفس التي ما عادت
تحلم وتتمنى، بل ما عادت تورق في جنباتها أشجار الأحلآم الجميلة. اصبحت كالمجنون
اهذي بما يبدو وكأنه ضرب من الغناء للسامعين.
كلما تمر الثواني في ديار الغربة يتناقص بستان العمر الذي أصبح خاوي علي عروشه،
حيث ذبلت فيه الورود وشاخت الأشجار، فأصبحت وحيداً في محيط الغربة هائماً في
طرقاتها نازل ومرّة سادر في دروبها الموحشة، بعد ان كنت مندلي وسادر بين الجداول
والتقانت والسرابات. بين أشجار النخيل والمنقة والبرتكان يداعبني اريج نسآم البحر
ويؤانسني ضوء القمر علي الروابي في ليالي قريتنا الجميلة.
اصبحت لا ادري ما مصيري ايها الطيف؟ وليس لدي ادنى تفسير لما اصابني! غير انني
قد حفيت قدمآي من التسكع في متاهات الغربة واطلقت العنان لقريحتي لتتفنن في نظم
الأشعار التي تلعن الغربة وتفيض كلماتها حسرة علي فراق البلد، بل تذوب احرفها لوعة
وإشتياق وتحنان إليها. لقد اصبحت ادور حول نفسي ساهماً تائهاً مقطوع راسي، حاير،
اذوب شوقاً للقاء الأحباب والخِلآن، اشتهي الإتكآءة في حضن البلد حتي يرتاح الفؤاد
من وعثاء السفر والتسكع في فيافي ووهاد بلاد الغربة. إنني أحلم بغمدة تحت ضليل رآكوبة
حتي انعم بنسمة نهارية تسبح في حرآية القايلة حاملة معها اغاني الزرازير واريج الجناين.
استحلفك بأحزاني ايها الطيف ان لا تقسو عليَّ، وعشان خاتر قليبي الممكون المُعذّب المُعنى
الذي يتفطر ويذوب شوقاً للبلد والأهل، وعشاني خاترني وتمهل في الرحيل ولو للحظات
قليلة...

إســتــرآحــة...


إشـتـهـيـت أهـلـي ...

إشتهيت ساعة العِصيّر
شبورة نزلت فوق
فِريعات السُنُط
ريحة الدُعاش
ممزوجة بي ريحة البرم
وريحة المُرآح
حبوبة تحلِب في الغنم
ندهت جميع أهل الصلآح
مطراً يخدّر أرضنا
مطراً يحيّن ضرعنا
القِبلي يشلع في السحاب
ودُكناً بُعاد صِبحن قُرآب
والوادي خدّر
زي تقول ما كان يبآب
نُوارو فتّق في الغصون
لمّ الفراش
الزِيّفة والمطر الدُعاش
طراها زول من اهلو غاب
رفعت إيديها اضرّعت
للمولى يرجع للصِحاب
نزلت دُموعا علي الخدود
سآلت مع مجرى الشلوخ
يا ربي تِنحلّ الصِعاب
ويعودو للبلد البُعاد
إشتهيت،
شهقة صباحات الفريق
وضو الشمس
ينسج وِشاحات يوم جديد
وناعس الخدآر
الفوقو نام قطر الندى
صحاهو نسام البحر
الهابي من تلآ الصعيد
مرقن تخايات في السما
نُصّت نهار
كايسات يضارن للشمِش
يوماً مولّع نار وحآر
لكنو كان يوماً سعيّد
والدِنيا عيد
عيدية واطفالاً سُغار
الفرحة في عيونهم تلُوّح
وناساً كُبآر
الهيبة فوقهم والوقار
إشتهيت
قيفة البحر
مويتو المنقِعة سلسبيل
وبحرنا في واديهو نِيّل
جُرُوفنا والليل الطويل
والقمرا بينات النخيل
القعدة فوق صافي الرمال
السمحة والزمن الجميل
كلآم دُقاق وعبير جروف
خدر العِشِق وندى الحروف
والدنيا ليل
كل الوجود رآخي السمع
حتي الخدآر بفوقنا مال
يِصنّت النضم الدُقاق
لمتين اعود للسمحة
ما طال الفُرآق؟
طال الفُرآق
والغربة ما بتصير وطن
طال الفُرآق
وشوق السنين
في الجوف سكن
ومهما السِنين إتراكمن
وقِسى الزمن
الغربة ما ممكن تكون
لزول وطن
والغربة ما ممكن
تكون لزول سكن
.
.
.
ود المدير...