من المشهد الآن لتحقيق الاستقرار الاقتصادي/نور الدين مدني

من المشهد الآن
لتحقيق الاستقرار الاقتصادي
* اللقاء التنويري الذي دعا له الدكتور نافع علي نافع نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب بحضور وزير المالية علي محمود ومحافظ بنك السودان الدكتور محمد خير الزبير، رؤساء التحرير وإن جاء متأخراً إلا أنه كان ضرورياً.
* استمر اللقاء التنويري حوالي الأربعة ساعات، استمعنا فيه إلى إفادات مهمة حول البرنامج الثلاثي لاستدامة الاستقرار الاقتصادي ومقتضيات حزمة الإجراءات المطلوب اتخاذها لتأمين هذا الاستقرار.
* استمعوا لملاحظاتنا وانتقاداتنا بما في ذلك تأخر هذا التنوير الذي كان ينبغي أن يسبق اللقاءات مع الأحزاب والفعاليات المجتمعية، وأكدنا أهمية استمرار المشاورات والأخذ في الاعتبار الرأي الآخر واستصحاب المعالجات السياسية والهيكلية التي تسهم في تحقيق أهداف الإصلاح الاقتصادي المنشود.
* ليس هناك اختلاف حول أهمية احترام الرأي الغالب وتغليب المصلحة العامة على المصالح الحزبية والذاتية، إلا أن ذلك يتطلب بالفعل التوافق الذي شرعت الحكومة وحزبها الحاكم في محاولة الوصول إليه.
* إن الأوضاع الاقتصادية مرت بصدمات مؤثرة ابتداء من عام 2005م الذي بدأ بخروج نسبة 50% من البترول للجنوب حسب اتفاقية نيفاشا وبالتالي نقصت الموارد المالية، وانتهت بإعلان انفصال الجنوب الذي أخرج حوالي 75% من عائدات البترول من الموازنة وبدأت تظهر الفجوات بين الاستهلاك والإنتاج والصادرات والواردات وإيرادات الحكومة ومصروفاتها.
* هذا يستلزم تفعيل الحزمة الاقتصادية الإسعافية التي أقرت في البرنامج الثلاثي لاستدامة الاستقرار الاقتصادي، إلا أن ذلك يستوجب أيضاً معالجات سياسية تستهدف الحل السياسي الشامل الذي يوقف النزاعات المكلفة اقتصادياً وبشرياً، كما لا بد من أخذ النَفْس الحكومية بالشدة في الصرف الحكومي وبعض مظاهر الفساد ، والسعي بصورة جادة إلى تحقيق الحل السياسي الذي يجمع أهل السودان ليس من أجل المشاركة في الحكم و اقتسام الثروة ، وإنما من أجل الاتفاق على الدستور وبسط العدل والاعتراف بالآخر وتهيئة المناخ الصالح له بتعزيز الحريات وليس التضييق عليها لدفع استحقاقات قيام دولة الوطن والمواطنة والتداول الديمقراطي السلمي للسلطة .
نور الدين مدني