الدبلوماسية والحظر الجائر نورالدين مدني

كلام الناس

mailto:[email protected]@msn.com

*لم أصدق عيناي وأنا أقرأ ما كتبه رئيس التحرير ضياء الدين بلال في عموده "العين الثالثة" في أخيرة الخميs الماضي تحت عنوان "دقوا راسكم في الحيط".
*إحتج رئيس التحرير في هذا العمود على قرار إيقاف المحررة الدبلوماسية ب"السوداني" سوسن محجوب من تغطية أخبار وزارة الخارجية، وعلى الأسلوب الذي الذي تم به إبلاغه بهذا القرار، خاصة عندما أخطره محدثة من الخارجية بلهجة غير دبلوماسية قائلاً : أنا كلمتك يا أستاذ عشان المحررة ماتجي الخارجية وتعرض نفسها للحرج، لأن وكيل الوزارة أصدر قراراً بمنعها من دخول الزارة!!.
* المدهش أكثر أن الخبر الذي نشرته سوسن محجوب في السوداني صحيح، لكن وكيل وزارة الخارجية طلب من المحررة الدبلوماية أن تكشف له عن مصدر الخبر، لكنها رفضت ، وهذا من حقها حسب الأعراف الصحفية، لذلك إتخذ الوكيل قراراً بمنعها دخول الوزارة.
*للأسف العلاقة بين االصحف والصحفيين وبين أجهزة الدولة المختلفة لاتخلو بعض الأحيان من توتر نتيجة لنشر خبر ترى الجهة المعنية أنه لم يكن من صالحها نشره، حتى وإن كان هذا النشر يخدم الوطن والمواطنين.
*هناك وسائل معروفة للرد أو التصويب أو التعليق على الخبر، مثل أن يصدر الناطق الرسمي نفياً لهذا الخبر، أو يصدر توجيهاً بعدم الخوض فيه لحين إنتهاء التحقيق في ما جاء بالخبر، لكن أن يصدر قراراً بمنع الصحفي/ة من دخول الوزارة أو تغطية أخبارها، فهذا هو الأمر الغريب فعلاً.
*لا أدري لماذا تذكرت بعد قراءة "العين الثالثة" السفير العزيز يوسف بريدو بارك الله في أيامه ، عندما كان وكيلاً لوزارة الخارجية، وكيف كانت وزارة الخارجية تنظم منبرا مفتوحاً للصحفيين ومراسلي وكالات الأنباء، تطرح فيه الوزارة المستجدات المهمة في علاقات السودان الخرجية والحراك الدبلوماسي السوداني خلال الاسبوع.
*لذلك تأسفت أن يصدر هذا القرار الجائر من ذات الوزارة التي يرتبط إسمها بالدبلوماسية التي تعنى بحسن إدارة العلاقات الخارجية مع العالم من حولنا، وأن تسئ إدارة علاقاتها مع أهل الداخل، خاصة مع الصحفيين الذين من حقهم الحصول على المعلومات ونشرها ، بعيداً عن الضغوط والتهديدات والحظر الجائر