Post: #1
Title: رحيل (الإرهابي) ..................
Author: Ridhaa
Date: 12-22-2013, 00:53 AM
الخرطوم (smc)
في عام 1942م،تقدم مانديلا للعمل في مكتب محاماة بجوهانسبرج "وتكن وسايدلسكي وإيدمان ".وهناك مر مانديلا بتجربتين لاينساهما ، ففي اليوم الاول لعمله بمكتب المحاماة جاء كبير عمال الطباعة ، وأخبره بأنه قد خصص له كوب خاص لشرب الشاي ، وأن ذلك لايعني أنهم "يمارسون تمييزاً في اللون "!، فعندما يأتي جرسون الشاي ويدور بصينيته عليه ألا يتناول أي كوب كيفما اتفق وإنما عليه ان يأخذ الكوب الذي خصص له . فإمتنع نيلسون عندها عن شرب الشاي أما التجربة الثانية فقد اعتادت موظفة طباعة بيضاء حديثة التعيين أن تطلب منه أن يساعدها في اداء عملها الذي لاتدري عنه شيئاً وعندما كان مانديلا يملي عليها في يوم من الايام ويشرح لها ،دخل زبون ابيض الى المكتب ووجده يساعدها فظهر عليها الحرج واضحاً ، ولكي تعلن للزبون أن نيلسون ليس الموظف الذي يرأسها تناولت سته قروش من محفظتها وقالت : نيلسون ...إذهب واحضر لي دهان تسريح . إنضم مانديلا عام 1944الى حركة المؤتمر الوطني الافريقي . وتم اختياره عام 1952م رئيساً لفرع (الترانسفال). وفي نفس العام أصبح رئيساً للأمانة المالية الوطنية . وفي عام 1953م أمرته الحكومة العنصرية بالاستقالة ثم أصدرت حكمها عليه بالسجن تسعة أشهر مع وقف التنفيذ ، بسبب مشاركته في تنظيم معارضة تناهض القوانين العنصرية . ثم اعتقلته مرة أخرى عام 1956م ، واستمرت المحاكمة خمس سنوات ، وأطلق سراحه في مارس 1961م . في بداية ابريل 1961م إتجه مانديلا الى العمل تحت الارض لتنظيم إضراب مايو .ومن تلك اللحظة أصبح مانديلا مستغرقاً في النضال الوطني ، الي الدرجة التي لم يعد فيها الى بيته واطفاله الخمس ، وذلك حتى عام 1990 م. في يناير 1962م طاف مانديلا بافريقيا، وزار السودان في عهد الرئيس ابراهيم عبود ، وتنجانيقا واثيوبيا ومصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب ومالي والسنغال وغينيا وسيراليون . ثم اتجه الى بريطانيا ليعرض قضية بلاده ، حيث ألتقى بزعيم حزب العمال (هيج جيتسكل)وزعيم حزب الديمقراطيين الأحرار (جو جريموند) . وأنشأ المؤتمر الوطني الافريقي ، لتبث قضيته عدة محطات إذاعية في لواندا ومدغشقر وتنزانيا واثيوبيا ولوساكا ، حيث كان يقيم في المنفى في زامبيا الزعيم (أوليفر تامبو) الذي خلف مانديلا في قيادة المؤتمر الوطني الافريقي ، وكان شريكه في المحاماة . قبيل عام من إدانة مانديلا في محاكمته الاولى في 16ديسمبر 1961م ، برزت الى السطح حركة (أمكنتو وي سيزوي) المسلحة . وكان نيلسون مؤسساً وقائداً للحركة التي تمثل الجناح العسكري للمؤتمر الوطني الافريقي . واختير يوم 16 ديسمبر لبداية الثورة المسلحة ، لأن النظام العنصري يعتبره إجازة رسمية بمناسبة الانتصار العسكري الذي حققه البيض ضد السود ، في (نهر الدم) في (ناتال)عام 1838م فهو اليوم الذي يرمز لسيادة البيض على السود . قدم مانديلا الى المحاكمة مرة اخرى في 9 اكتوبر 1963م بتهمة التنظيم لقلب نظام الحكم بالقوه . واخرج من السجن الى قاعة المحكمة قوي الروح غائر الوجنات محتفظاً بهدوئه وقوة شخصيته ، وذلك ليستقبل الحكم عليه بالسجن مدى الحياة . حيث مكث (27)عاماً في السجن حتى خرج في عام 1990م منتصراً . خلال حقبة النضال وسجن مانديلا ، فقد المؤتمر الوطني الافريقي عدداً من القيادات منهم (ستيفن بيكو) الذي قتله البوليس ضرباً ، كما اغتيل لاحقاً الزعيم الواعد (كريس هاني) . وبعد انتصار النضال ضد العنصرية فقدت جنوب افريقيا سياسياً القائدة العظيمة (ويني مانديلا)التي قادت النضال خلال حقبة جن زوجها وتبوأت مكانها في التاريخ الوطني والنضال الوطني بإعتبارها رمزاً خالداً . وبسبب الاضواء الكثيفة حول شخصية مانديلا العظيمة الكاريزمية ، تم حجب تلك الاضواء الكثيفة عن العديد من رفاقه من القيادات النضالية الكاريزمية . حيث على سبيل المثال لايدري الناس اليوم مايكفي عن تلك القيادات النضالية الكاريزمية ضد النظام العنصري ، لايدري العالم مايكفي عن قادة المؤتمر الوطني الافريقي من الاسلاميين من أمثال(أحمد كاترادا)رفيق مانديلا في النضال والسجن بجزيرة روبن . وقد كان للقائد التاريخي مانديلا رأي ايجابي جداً في الاسلام والمسلمين . أما امريكا التي كانت لها استثمارات علنية بلغت (14)بليون دولار في جنوب افريقيا فقد لعبت CIAدوراً مهماً في القبض على مانديلا . وذلك خلال رئاسة جون كيندي كما قامت امريكا حينها بتصنيف مانديلا بإعتباره ارهابياً . وبعد قرابة خمسين عاماً من ذلك التصنيف وفقط مساء الخميس 26يونيو 2008م وبعد(18) عام من سقوط نظام الفصل العنصري ، أسقط الكونجرس الامريكي بالاجماع نعت (الارهابي) عن بطل الانسانية ومثال المناضلين وزعيم الحرية نيلسون مانديلا . بعد نضال عادل منتصر استغرق( 46) عاماً من1944-1990م اسقط مانديلا نظام الفصل العنصري فحاز احترام الانسانية واعجابها وفارق مانديلا الحياة قرير العين وهو يرى رايات الحرية والمساواة ترفرف في جنوب افريقيا. فارق (الارهابي) الحياة قرير العين ...بهذه المناسبة هل سينتظر السودان خمسين عاماً لكي ترفع امريكا اسمه من قائمة الارهاب ؟
http://smc.sd/news-details.html?rsnpid=37394
|
|