سهران دمعي ساكب : في رحيل بهنس .

سهران دمعي ساكب : في رحيل بهنس .


12-21-2013, 06:18 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=450&msg=1387646325&rn=5


Post: #1
Title: سهران دمعي ساكب : في رحيل بهنس .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 12-21-2013, 06:18 PM
Parent: #0



سهران دمعي ساكب: في رحيل بهنس



(1)
مثلما كتب الشاعر العاشق ، نذوب نحن حسرة ، ونعُض يد الندم :

سهران دمعي ساكب
أنا بهوى الكواكب وبرتاح على ضياها
وحولي يضوي نورها وعني بعيد سماها
وطرفي إذا رآها قلبي يزيل عناه وروحي يتم مناها
(2)
ما أسهل كتابة النعي وما أصعب الفقد . فالغيبة الكبرى قد حلّت بنا ، ولا شيء يوقف زمن كانت فيه لفحة دفئ وجرعة ماء تكفي ، تُعيده إلينا مُبدعاً كما كان . ونرى النور يتجلى من كوكبه والأقمار من حوله ، قمرٌ للموسيقى وقمرٌ للغناء وقمر للرواية وقمرٌ للفنون التشكيلية ، حيث يرسم بالضوء ، فلم تزل لوحة له في مدخل قصر الأليزيه .
(3)
مثلما فقدنا " التجاني يوسف بشير " في عامه الثاني والثلاثين ، حينها كان يضج بشعره رومانسية جديدة في الشِعر العربي تهمُس لنا بالكون حين كتب :(هين تســتخفه بسمة الطفل *** قــــوي يصـــــارع الاجــــــيالا
حاسر الرأس عند كل جـمال ***مستشف من كل شئ جمالا
أو حين يعكف على كتابة مجلة الفجر من الدفة إلى الدفة ، يكتب اللغة في عنفوان شجوها .
(4)
مثلما فقدنا من قبل الناقد والأديب الكبير " معاوية محمد نور " ، الذي اختار له أهله أن يدرس الطب ، فدرس الأدب في بيروت الأمريكية ، وفي مصرَ صار ناقداً عملاقاً ، حسدته الغواية لدى أساطين الأدب في مصر ، وعاد وتمزقت روحه ، وانتهى به المطاف محبوساً في غرفة ومقيداً ، وأعمل الطب البلدي ونزوات التخلف فعلها ، فهفت روحه للرحيل وفارقت .
(5)
أرتال من المبدعين رحلوا شباباً على عجل ، وكان زمانهم تحف بالصفوة المخاطر ، ليس في حياتهم عدو سوى مجتمعهم الذي يحسبهم قد خرجوا عن نواميس الكون ، فأعملوا فؤوس الهدم .
وفقدنا " محمد حسين بهنس " ، فهو مزرعة بأزهار إبداع ملونة ، متعددة ، موسيقى ، غناء ورواية وفنون تشكيلية . بقي في فرنسا أكثر من خمس سنوات وانتهت إقامته فيها 2005 ، لديه لوحة ضوئية في مدخل قصر الألزيه ، اختاروها لنضارتها وسبقها في بلد الفنون التشكيلية . روايته ( راحيل ) انتبه لها كثير من النقاد وتحدثوا عنها .أقام معارض في فرنسا ومصر وفي السودان وغيرهم. أقام معرضاً مع مجموعة من الشباب السودانيين ، ضد انقسام الجنوب قبل أن يصبح الشرخ دولة كاملة .
رجع لمصر وأقام بها ، ونعلم أن القاهرة بلد سياحية تحتاج المال ، لا عمل ولا سكن ولا مال . انسحب الفنان من الحياة العامة إلى شوارع القاهرة ، التي لا ترحم الفقراء ، مهما كانت سيرتهم . وفي موجة البرد تجمد جسده ، وتخلصت روحه من سجن الجسد مُحلقة في عليائها . وفي غيبته الكبرى قبضنا الريح .
(6)
تحدثت عنه " فرنسا برس "ووصفته بأنه مثقف وكاتب وفنان معروف ، أسهم بالكثير ورحل في الأربعين من عمره . أفردت الإذاعة البريطانية العربية سيرة له ولتاريخه .
قسوة القاهرة وقسوة شتاؤها ..
البرد يقتل المثقفين والمبدعين الفقراء ، وأنصاف المتعلمين في السودان يسبحون في غنى فاحش من مال السُحت ، وحوزة المنظمة التي صادرت الأرض والمال واستعبدت الناس وقسمت البلاد . هؤلاء ينعمون بشحم الورم ، حيث لا يعرفون كيف يصرِّفون الدهون المتراكمة وأوزانهم المختلة ، في حيث يموت المبدعون الحقيقيون من البرد ومن الفقر.


*

Post: #2
Title: Re: سهران دمعي ساكب : في رحيل بهنس .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 12-22-2013, 04:21 AM
Parent: #1

سهران دمعي ساكب : في رحيل بهنس .

Post: #3
Title: Re: سهران دمعي ساكب : في رحيل بهنس .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 12-22-2013, 12:13 PM
Parent: #2

http://www.emaratalyoum.com/life/culture/2013-12-20-1.633452

عن الراحل في الإمارات اليوم الإماراتية
*

Post: #4
Title: Re: سهران دمعي ساكب : في رحيل بهنس .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 12-22-2013, 12:16 PM
Parent: #3

http://almogaz.com/news/culture-art/2013/12/19/1242560

Post: #5
Title: Re: سهران دمعي ساكب : في رحيل بهنس .
Author: عبدالله الشقليني
Date: 12-22-2013, 12:17 PM
Parent: #4

http://almogaz.com/news/politics/2013/12/20/1243808