محمود درويش بين الذاتي والموضوعي - يتأثر دون تقوقع أو إنجراف

محمود درويش بين الذاتي والموضوعي - يتأثر دون تقوقع أو إنجراف


12-17-2013, 07:12 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=450&msg=1387260754&rn=0


Post: #1
Title: محمود درويش بين الذاتي والموضوعي - يتأثر دون تقوقع أو إنجراف
Author: Asim Fageary
Date: 12-17-2013, 07:12 AM


تحايا شعرية وسياحة فنية

يا ريت المتخصصين في النقد الأدبي وذوي الخبرات فيه من واقع التجربة

ينضمون إلى هذا البوست لإضفاء العلمية عليه

فأنا لست من أهل النقد الأدبي ولا يحق لي أن أدعي

ولكني فقط متذوق للشعر يميل أحياناً إلى البحث والقراءة بين السطور

من باب التأمل


نأتي بسيرة الشاعر محمود درويش قبل أن نأتي ببعض قصائده

ونرجو المســاعدة من المختصين كما أسلفنا

مع ودي لكم



Post: #2
Title: Re: محمود درويش بين الذاتي والموضوعي - يتأثر دون تقوقع أو إنجراف
Author: Asim Fageary
Date: 12-17-2013, 07:30 AM
Parent: #1



ولد عام 1941 في قرية البروة وهي قرية فلسطينية تقع في الجليل قرب ساحل عكا. حيث كانت أسرته تملك أرضا هناك. خرجت الأسرة برفقة اللاجئين الفلسطينيين في العام 1947 إلى لبنان،

ثم عادت متسللة العام 1949 بعيد توقيع اتفاقيات السلام المؤقتة، لتجد القرية مهدومة وقد أقيم على أراضيها موشاف (قرية زراعية إسرائيلية)"أحيهود". وكيبوتس يسعور. فعاش مع عائلته في قرية الجديدة.

بعد إنهائه تعليمه الثانوي في مدرسة يني الثانوية في كفرياسيف انتسب إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي وعمل في صحافة الحزب مثل الاتحاد والجديد التي أصبح في ما بعد مشرفا على تحريرها،

كما اشترك في تحرير جريدة الفجر التي كان يصدرها مبام.

اعتقل من قبل السلطات الإسرائيلية مرارا بدأ من العام 1961 بتهم تتعلق بتصريحاته ونشاطه السياسي وذلك حتى عام 1972 حيث توجه إلى للاتحاد السوفييتي للدراسة،

وانتقل بعدها لاجئا إلى القاهرة في ذات العام حيث التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية،ثم لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية،

علماً إنه استقال من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احتجاجاً على اتفاقية أوسلو. كما أسس مجلة الكرمل الثقافية .

شغل منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وحرر مجلة الكرمل. كانت اقامته في باريس قبل عودته إلى وطنه حيث أنه دخل إلى فلسطين بتصريح لزيارة أمه.

وفي فترة وجوده هناك قدم بعض أعضاء الكنيست الإسرائيلي العرب واليهود اقتراحا بالسماح له بالبقاء وقد سمح له بذلك.



Post: #3
Title: Re: محمود درويش بين الذاتي والموضوعي - يتأثر دون تقوقع أو إنجراف
Author: Asim Fageary
Date: 12-17-2013, 07:46 AM
Parent: #2



أجمل حب
_________

كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة

وجدنا غريبين يوما

و كانت سماء الربيع تؤلف نجما ... و نجما

و كنت أؤلف فقرة حب..

لعينيك.. غنيتها!

أتعلم عيناك أني انتظرت طويلا

كما انتظر الصيف طائر

و نمت.. كنوم المهاجر

فعين تنام لتصحو عين.. طويلا

و تبكي على أختها ،

حبيبان نحن، إلى أن ينام القمر

و نعلم أن العناق، و أن القبل

طعام ليالي الغزل

و أن الصباح ينادي خطاي لكي تستمرّ

على الدرب يوما جديداً !

صديقان نحن، فسيري بقربي كفا بكف

معا نصنع الخبر و الأغنيات

لماذا نسائل هذا الطريق .. لأي مصير

يسير بنا ؟

و من أين لملم أقدامنا ؟

فحسبي، و حسبك أنا نسير...

معا، للأبد

لماذا نفتش عن أغنيات البكاء

بديوان شعر قديم ؟

و نسأل يا حبنا ! هل تدوم ؟

أحبك حب القوافل واحة عشب و ماء

و حب الفقير الرغيف !

كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة

وجدنا غريبين يوما

و نبقى رفيقين دوما


(محمود درويش)

Post: #4
Title: Re: محمود درويش بين الذاتي والموضوعي - يتأثر دون تقوقع أو إنجراف
Author: Asim Fageary
Date: 12-17-2013, 07:52 AM
Parent: #3



محمود درويش يمتطي صهوة القصيدة وكأنها فرسة (حصانة) تجمعه بها إلفة

لا يلجمها ولا هي تخرج عن طوعه فتنحرف عن مسارها

فارس متمكن من إمتطاء صهوتها عن رضا وقبول تام منها بل تفاهم وإنسجام



Post: #5
Title: Re: محمود درويش بين الذاتي والموضوعي - يتأثر دون تقوقع أو إنجراف
Author: Asim Fageary
Date: 12-17-2013, 07:55 AM
Parent: #4



ريتـا

بين ريتا وعيوني ... بندقية

والذي يعرف ريتا، ينحني

ويصلي لإله في العيون العسلية

... وأنا قبَّلت ريتا عندما كانت صغيرة

وأنا أذكر كيف التصقت بي ، وغطت ساعدي أحلى ضفيرة

وأنا أذكر ريتا

مثلما يذكر عصفورٌ غديره

آه ... ريتا

بينما مليون عصفور وصورة

ومواعيد كثيرة

أطلقت ناراً عليها ... بندقية

اسم ريتا كان عيداً في فمي

جسم ريتا كان عرساً في دمي

وأنا ضعت بريتا ... سنتين

وهي نامت فوق زندي سنتين

وتعاهدنا على أجمل كأس ، واحترقنا

في نبيذ الشفتين

وولدنا مرتين

آه ... ريتا

أي شيء ردَّ عن عينيك عينيَّ

سوى إغفاءتين

وغيوم عسلية

!قبل هذي البندقية

كان يا ما كان

يا صمت العشيّة

قمري هاجر في الصبح بعيداً

في العيون العسلية

والمدينة

كنست كل المغنين، وريتا

بين ريتا وعيوني ... بندقية



Post: #6
Title: Re: محمود درويش بين الذاتي والموضوعي - يتأثر دون تقوقع أو إنجراف
Author: عبدالحفيظ ابوسن
Date: 12-17-2013, 08:03 AM
Parent: #5

تحية عاصم
له رسائل متبادله مع صديقه سميح القاسم
سميح لم يفارق فلسطين ودرويش غادرها
رسائل بها شجن وذكريات وتنظير
كنت احتفظ بها
إن وجدتها رفدتك بها

Post: #7
Title: Re: محمود درويش بين الذاتي والموضوعي - يتأثر دون تقوقع أو إنجراف
Author: Asim Fageary
Date: 12-17-2013, 08:23 AM
Parent: #6

Quote:

تحية عاصم
له رسائل متبادله مع صديقه سميح القاسم
سميح لم يفارق فلسطين ودرويش غادرها
رسائل بها شجن وذكريات وتنظير
كنت احتفظ بها
إن وجدتها رفدتك بها




تحية طيبة يا عبد الحفيظ

مرحب بيك

هات تلك القصائد فهي تشكل الحوار والحنين في شعر محمود درويش



Post: #8
Title: Re: محمود درويش بين الذاتي والموضوعي - يتأثر دون تقوقع أو إنجراف
Author: Asim Fageary
Date: 12-17-2013, 02:35 PM
Parent: #7



بالرغم من أن درويش محسوب على الماركسيين والشيوعية

إلا أن قصائده واشعاره لا تخلو من التهويمات في العشق الشبيه بتهويمات التصوف



Post: #9
Title: Re: محمود درويش بين الذاتي والموضوعي - يتأثر دون تقوقع أو إنجراف
Author: Asim Fageary
Date: 12-18-2013, 06:11 AM
Parent: #8



يتنقل درويش بين قصائد الحب وقصائدة الثورة برشاقة تلقائية مما يضطرنا بأن نقول:

درويش لم تلجمه الايدولوجية فيحصر قوافي شعره فيها

بل تعامل درويش بكل أدوات الشعر المتاحة له وأطلق لنفسه العنان

فترنم عاشقاً ونظم ثورة شعرية وتبدال حوارات جسدت حالات عدة منها الذاتي والموضوعي

إقترب من النثر في بعض قصائده الحرة فأعطت شعره وأعماله مزيداً من الألق



Post: #10
Title: Re: محمود درويش بين الذاتي والموضوعي - يتأثر دون تقوقع أو إنجراف
Author: الصادق عبدالله الحسن
Date: 12-18-2013, 11:20 AM
Parent: #9






المنافي الواسعة : مزيج رائع من أشعار محمود درويش وموسيقى عركي البخيت.



تحياتي يا عاصم ياجميل..


...
..
.


Post: #11
Title: Re: محمود درويش بين الذاتي والموضوعي - يتأثر دون تقوقع أو إنجراف
Author: Asim Fageary
Date: 12-18-2013, 12:49 PM
Parent: #10

Quote:
المنافي الواسعة : مزيج رائع من أشعار محمود درويش وموسيقى عركي البخيت.



تحياتي يا عاصم ياجميل..



شكراً يا الصادق .. يا مرهف


تعرف البوست دا كل مرة يحتل بفتش ليهو تفتيش

لو كان مدعم بالصور الإنت عارفها ديك ما كان حتل

شكراً مرة أخرى وخليك قريب



Post: #12
Title: Re: محمود درويش بين الذاتي والموضوعي - يتأثر دون تقوقع أو إنجراف
Author: الصادق عبدالله الحسن
Date: 12-18-2013, 01:48 PM
Parent: #11



Quote:
لو كان مدعم بالصور الإنت عارفها ديك


على ذكر الصور و الـ (الديك) أيها الأنيق عاصم، تأمل هذه الصور التي يرسمها درويش وهو يوَّدع إدوارد سعيد:




......
.........
ويختارُ بَدْلَتَهُ بأناقةِ دِيكٍ. ويشربُ

قهوتَهُ بالحليب. ويصرخ بالفجر:

لا تتلكَّأ!

على الريح يمشي. وفي الريح

يعرف مَنْ هُوَ. لا سقف للريح.

لا بيت للريح. والريحُ بوصلةٌ

لشمال الغريب.

يقول: أنا من هناك. أنا من هنا

ولستُ هناك, ولستُ هنا.

لِيَ اسمان يلتقيان ويفترقان...

ولي لُغَتان, نسيتُ بأيِّهما

كنتَ أحلَمُ,

لي لُغةٌ انكليزيّةٌ للكتابةِ

طيِّعةُ المفردات,

ولي لُغَةٌ من حوار السماء

مع القدس, فضيَّةُ النَبْرِ

لكنها لا تُطيع مُخَيّلتي

والهويَّةُ؟ قُلْتُ

فقال: دفاعٌ عن الذات...

إنَّ الهوية بنتُ الولادة لكنها

في النهاية إبداعُ صاحبها, لا

وراثة ماضٍ. أنا المتعدِّدَ... في

داخلي خارجي المتجدِّدُ. لكنني

أنتمي لسؤال الضحية. لو لم أكن

من هناك لدرَّبْتُ قلبي على أن

يُرَبي هناك غزال الكِنَايةِ...

فاحمل بلادك أنّى ذهبتَ وكُنْ

نرجسيّاً إذا لزم الأمرُ/

- منفىً هوَ العالَمُ الخارجيُّ

ومنفىً هوَ العالَمُ الباطنيّ

فمن أنت بينهما؟

< لا أعرِّفُ نفسي

لئلاّ أضيِّعها. وأنا ما أنا.

وأنا آخَري في ثنائيّةٍ

تتناغم بين الكلام وبين الإشارة

ولو كنتُ أكتب شعراً لقُلْتُ:

أنا اثنان في واحدٍ

كجناحَيْ سُنُونُوَّةٍ

إن تأخّر فصلُ الربيع

اكتفيتُ بنقل البشارة!

يحبُّ بلاداً, ويرحل عنها.

]هل المستحيل بعيدٌ؟[

يحبُّ الرحيل الى أيِّ شيء

ففي السَفَر الحُرِّ بين الثقافات

قد يجد الباحثون عن الجوهر البشريّ

مقاعد كافيةً للجميع...

هنا هامِشٌ يتقدّمُ. أو مركزٌ

يتراجَعُ. لا الشرقُ شرقٌ تماماً

ولا الغربُ غربٌ تماماً,

فإن الهوية مفتوحَةٌ للتعدّدِ

لا قلعة أو خنادق/

كان المجازُ ينام على ضفَّة النهرِ,

لولا التلوُّثُ,

لاحْتَضَنَ الضفة الثانية

- هل كتبتَ الروايةَ؟

< حاولتُ... حاولت أن أستعيد

بها صورتي في مرايا النساء البعيدات.

لكنهن توغَّلْنَ في ليلهنّ الحصين.

وقلن: لنا عاَلَمٌ مستقلٌ عن النصّ.

لن يكتب الرجلُ المرأةَ اللغزَ والحُلْمَ.

لن تكتب المرأةُ الرجلَ الرمْزَ والنجمَ.

لا حُبّ يشبهُ حباً. ولا ليل

يشبه ليلاً. فدعنا نُعدِّدْ صفاتِ

الرجال ونضحكْ!

- وماذا فعلتَ؟

< ضحكت على عَبثي

ورميت الروايةَ

في سلة المهملات/

المفكِّر يكبحُ سَرْدَ الروائيِّ

والفيلسوفُ يَشرحُ وردَ المغنِّي/

يحبَّ بلاداً ويرحل عنها:

أنا ما أكونُ وما سأكونُ

سأضع نفسي بنفسي

وأختارٌ منفايَ. منفايَ خلفيَّةُ

المشهد الملحمي, أدافعُ عن

حاجة الشعراء الى الغد والذكريات معاً

وأدافع عن شَجَرٍ ترتديه الطيورُ

بلاداً ومنفى,

وعن قمر لم يزل صالحاً

لقصيدة حبٍ,

أدافع عن فكرة كَسَرَتْها هشاشةُ أصحابها

وأدافع عن بلد خَطَفتْهُ الأساطيرُ/

- هل تستطيع الرجوع الى أيِّ شيء؟

< أمامي يجرُّ ورائي ويسرعُ...

لا وقت في ساعتي لأخُطَّ سطوراً

على الرمل. لكنني أستطيع زيارة أمس,

كما يفعل الغرباءُ إذا استمعوا

في المساء الحزين الى الشاعر الرعويّ:

"فتاةٌ على النبع تملأ جرَّتها

بدموع السحابْ

وتبكي وتضحك من نحْلَةٍ

لَسَعَتْ قَلْبَها في مهبِّ الغيابْ

هل الحبُّ ما يُوجِعُ الماءَ

أم مَرَضٌ في الضباب..."

]الى آخر الأغنية[

- إذن, قد يصيبكَ داءُ الحنين؟

< حنينٌ الى الغد, أبعد أعلى

وأبعد. حُلْمي يقودُ خُطَايَ.

ورؤيايَ تُجْلِسُ حُلْمي على ركبتيَّ

كقطٍّ أليفٍ, هو الواقعيّ الخيالي

وابن الإرادةِ: في وسعنا

أن نُغَيِّر حتميّةَ الهاوية!

- والحنين الى أمس؟

< عاطفةً لا تخصُّ المفكّر إلاّ

ليفهم تَوْقَ الغريب الى أدوات الغياب.

وأمَّا أنا, فحنيني صراعٌ على

حاضرٍ يُمْسِكُ الغَدَ من خِصْيَتَيْه

- ألم تتسلَّلْ الى أمس, حين

ذهبتَ الى البيت, بيتك في

القدس في حارة الطالبيّة؟

< هَيَّأْتُ نفسي لأن أتمدَّد

في تَخْت أمي, كما يفعل الطفل

حين يخاف أباهُ. وحاولت أن

أستعيد ولادةَ نفسي, وأن

أتتبَّعُ درب الحليب على سطح بيتي

القديم, وحاولت أن أتحسَّسَ جِلْدَ

الغياب, ورائحةَ الصيف من

ياسمين الحديقة. لكن ضَبْعَ الحقيقة

أبعدني عن حنينٍ تلفَّتَ كاللص

خلفي.

- وهل خِفْتَ؟ ماذا أخافك؟

< لا أستطيع لقاءُ الخسارة وجهاً

لوجهٍ. وقفتُ على الباب كالمتسوِّل.

هل أطلب الإذن من غرباء ينامون

فوق سريري أنا... بزيارة نفسي

لخمس دقائق؟ هل أنحني باحترامٍ

لسُكَّان حُلْمي الطفوليّ؟ هل يسألون:

مَن الزائرُ الأجنبيُّ الفضوليُّ؟ هل

أستطيع الكلام عن السلم والحرب

بين الضحايا وبين ضحايا الضحايا, بلا

كلماتٍ اضافيةٍ, وبلا جملةٍ اعتراضيِّةٍ؟

هل يقولون لي: لا مكان لحلمين

في مَخْدَعٍ واحدٍ؟

لا أنا, أو هُوَ

ولكنه قارئ يتساءل عمَّا

يقول لنا الشعرُ في زمن الكارثة؟

دمٌ,

ودمٌ,

ودَمٌ

في بلادكَ,

في اسمي وفي اسمك, في

زهرة اللوز, في قشرة الموز,

في لَبَن الطفل, في الضوء والظلّ,

في حبَّة القمح, في عُلْبة الملح/

قَنَّاصةٌ بارعون يصيبون أهدافهم

بامتيازٍ

دماً,

ودماً,

ودماً,

هذه الأرض أصغر من دم أبنائها

الواقفين على عتبات القيامة مثل

القرابين. هل هذه الأرض حقاً

مباركةٌ أم مُعَمَّدةٌ

بدمٍ,

ودمٍ,

ودمٍ,

لا تجفِّفُهُ الصلواتُ ولا الرملُ.

لا عَدْلُ في صفحات الكتاب المقدَّس

يكفي لكي يفرح الشهداءُ بحريَّة

المشي فوق الغمام. دَمٌ في النهار.

دَمٌ في الظلام. دَمٌ في الكلام!

يقول: القصيدةُ قد تستضيفُ

الخسارةَ خيطاً من الضوء يلمع

في قلب جيتارةٍ, أو مسيحاً على

فَرَسٍ مثخناً بالمجاز الجميل, فليس

الجماليُ إلاَّ حضور الحقيقيّ في

الشكلِ/

في عالمٍ لا سماء له, تصبحُ

الأرضُ هاويةً. والقصيدةُ إحدى

هِباتِ العَزَاء, وإحدى صفات

الرياح, جنوبيّةً أو شماليةً.

لا تَصِفْ ما ترى الكاميرا من

جروحك. واصرخْ لتسمع نفسك,

وأصرخ لتعلم أنَّكَ ما زلتَ حيّاً,

وحيّاً, وأنَّ الحياةَ على هذه الأرض

ممكنةٌ. فاخترعْ أملاً للكلام,

أبتكرْ جهةً أو سراباً يُطيل الرجاءَ.

وغنِّ, فإن الجماليَّ حريَّة/

أقولُ: الحياةُ التي لا تُعَرَّفُ إلاّ

بضدٍّ هو الموت... ليست حياة!

يقول: سنحيا, ولو تركتنا الحياةُ

الى شأننا. فلنكُنْ سادَةَ الكلمات التي

سوف تجعل قُرّاءها خالدين - على حدّ

تعبير صاحبك الفذِّ ريتسوس...

وقال: إذا متّ قبلَكَ,

أوصيكَ بالمستحيْل!

سألتُ: هل المستحيل بعيد؟

فقال: على بُعْد جيلْ

سألت: وإن متُّ قبلك؟

قال: أُعزِّي جبال الجليلْ

وأكتبُ: "ليس الجماليُّ إلاّ

بلوغ الملائم". والآن, لا تَنْسَ:

إن متُّ قبلك أوصيكَ بالمستحيلْ!

عندما زُرْتُهُ في سَدُومَ الجديدةِ,

في عام ألفين واثنين, كان يُقاوم

حربَ سدومَ على أهل بابلَ...

والسرطانَ معاً. كان كالبطل الملحميِّ

الأخير يدافع عن حقِّ طروادةٍ

في اقتسام الروايةِ/

نَسْرٌ يودِّعُ قمَّتَهُ عالياً

عالياً,

فالإقامةُ فوق الأولمب

وفوق القِمَمْ

تثير السأمْ

وداعاً,

وداعاً لشعر الألَمْ


ويبدو لي أن محمود درويش في رثائه لإدوارد كان يرثي ذاته في نفس الوقت .

...
..
.

Post: #13
Title: Re: محمود درويش بين الذاتي والموضوعي - يتأثر دون تقوقع أو إنجراف
Author: Asim Fageary
Date: 12-18-2013, 01:57 PM
Parent: #12

Quote: ]

هل المستحيل بعيدٌ؟[

يحبُّ الرحيل الى أيِّ شيء

ففي السَفَر الحُرِّ بين الثقافات

قد يجد الباحثون عن الجوهر البشريّ

مقاعد كافيةً للجميع...

هنا هامِشٌ يتقدّمُ. أو مركزٌ

يتراجَعُ. لا الشرقُ شرقٌ تماماً

ولا الغربُ غربٌ تماماً,

فإن الهوية مفتوحَةٌ للتعدّدِ

لا قلعة أو خنادق/

كان المجازُ ينام على ضفَّة النهرِ,

لولا التلوُّثُ,

لاحْتَضَنَ الضفة الثانية

- هل كتبتَ الروايةَ؟

< حاولتُ... حاولت أن أستعيد

بها صورتي في مرايا النساء البعيدات.

لكنهن توغَّلْنَ في ليلهنّ الحصين.

وقلن: لنا عاَلَمٌ مستقلٌ عن النصّ.

لن يكتب الرجلُ المرأةَ اللغزَ والحُلْمَ.

لن تكتب المرأةُ الرجلَ الرمْزَ والنجمَ.

لا حُبّ يشبهُ حباً. ولا ليل

يشبه ليلاً. فدعنا نُعدِّدْ صفاتِ

الرجال ونضحكْ!

- وماذا فعلتَ؟

< ضحكت على عَبثي

ورميت الروايةَ

في سلة المهملات/

المفكِّر يكبحُ سَرْدَ الروائيِّ

والفيلسوفُ يَشرحُ وردَ المغنِّي/
_______________________________________________________

ويبدو لي أن محمود درويش في رثائه لإدوارد كان يرثي ذاته في نفس الوقت .





بالله يا الصادق دعنا نتأمل هذه الجزئية وعنوان البوست

(محمود درويش بين الذاتي والموضوعي - يتأثر دون تقوقع أو إنجراف)

وكأنما درويش يلخص قصائده جميعها وحالته الشعرية كلياً بل يمارس النقد الأدبي لكتابته

يبدو أن درويش كان يحاور ذاته في الصمت وفي الكلام ويبدو أنه كان يتصاره بين الذاتي والموضوعي دوماً




Post: #14
Title: Re: محمود درويش بين الذاتي والموضوعي - يتأثر دون تقوقع أو إنجراف
Author: Asim Fageary
Date: 12-18-2013, 02:05 PM
Parent: #13


و
أنا يوسف يا أبي
_______________________

أَنا يوسفٌ يا أَبي.

يا أَبي، إخوتي لا يحبُّونني،

لا يريدونني بينهم يا أَبي.

يَعتدُون عليَّ ويرمُونني بالحصى والكلامِ

يرِيدونني أَن أَموت لكي يمدحُوني

وهم أَوصدُوا باب بيتك دوني

وهم طردوني من الحقلِ

هم سمَّمُوا عنبي يا أَبي

وهم حطَّمُوا لُعبي يا أَبي

حين مرَّ النَّسيمُ ولاعب شعرِي

غاروا وثارُوا عليَّ وثاروا عليك،

فماذا صنعتُ لهم يا أَبي؟

الفراشات حطَّتْ على كتفيَّ،

ومالت عليَّ السَّنابلُ،

والطَّيْرُ حطَّتْ على راحتيَّ

فماذا فعَلْتُ أَنا يا أَبي،

ولماذا أَنا?

أَنتَ سمَّيتني يُوسُفًا،

وهُمُو أَوقعُونيَ في الجُبِّ، واتَّهموا الذِّئب;

والذِّئبُ أَرحمُ من إخوتي..

أبتي! هل جنَيْتُ على أَحد عندما قُلْتُ إنِّي:

رأَيتُ أَحدَ عشرَ كوكبًا، والشَّمس والقمرَ، رأيتُهُم لي ساجدين؟



Post: #15
Title: Re: محمود درويش بين الذاتي والموضوعي - يتأثر دون تقوقع أو إنجراف
Author: Asim Fageary
Date: 12-18-2013, 02:11 PM
Parent: #14


ونواصل مع درويش:

سوناتا

إذا كنت آخر ما قاله الله لي، فليكن

نزولك نون ال "أنا" في المثنى. وطوبى لنا

لقد نور اللوز بعد خطى العابرين، هنا

على ضفتيك، ورف عليك القطا و اليمام
---------
بقرن الغزال طعنت السماء، فسال الكلام

ندى في عروق الطبيعة. ما اسم القصيدة

أمام ثنائية الخلق و الحق، بين السماء البعيدة

وأرز سريرك، حين يحن دم لدم، ويئن الرخام؟
---------
ستحتج أسطورة للتشمس حولك. هذا الرخام

الهات مصر وسومر تحت النخيل يغيرن أثوابهن

و أسماء أيامهن، ويكملن رحلاتهن إلى آخر القافية
---------
وتحتاج أنشودتي للتنفس : لا الشعر شعر

ولا النثر نثر . حلمت بأنك آخر ما قاله

لي الله حين رأيتكما في المنام، فكان الكلام