مراكز الادمان في السودان ما لها وما عليها!! (بوست مؤجل).

كنت اود الكتابة عن موضوع الادمان والمدمنين وذلك عندما رايت حالات الذهان التي اصابت الكثير من الشباب السودانيين بالخرطوم ابان زيارتي الاخيرة للسودان.

هذه الحالات كانت عدم المقدرة علي تحمل ضغوطات الحياة من التزمات عائلية مما جعل البعض من هذه الحالات ان تفقد السيطرة علي نفسها السوية وتتحول الي شخصيات اخري بعض الحالات كنت سيئة بالمرة حيث اعتدي احدهم علي والدته وكاد ان يقضي عليها لو لا انها هربت واستغاثت بالمارة.

بعض الذين اعرفهم هربوا وتركوا زوجتهم واطفالهم والبعض الاخر راي في المخدرات والكحول حل للمسالة.
لست متخصصا كي افتيء بما لا علم به ولكن قضية حقيقة تستحق النظر والقراءة مجددا بعيون الاخصائيين النفسانيين امثال الاخ الدكتور الابوابي والاخ الدكتور مهدي م خير وغيرهم كثر.

واحدة من الاشياء المفقودة في السودان التي اتلمستها هي عدم وجود مراكز استشفاء نفسية خاصة مؤهلة وجاهزة ذات خصوصية وسمعت ايضا بانه لا توجد اصلا مركز لعلاج وتاهيل المدمنيين وفي ظل عدم وجود ثقافة التعامل مع المدمن كمريض نفسيا يحتاج لاهتمام ورعاية خاصة جدا جدا وفي ظل النظرة الدونية للمدمن او المريض النفسي جراء الادمات او المريض النفسي بشكل عام والتي تتمثل في ان المريض النفسي والمدمن يشكل خطر علي المجتمع وبالتالي يبنغي حظرة وركنه في ركن قصي والتعامل معه علي اساس انه كارثة عائلية وتبراء بعض العوائل والاسر من ابناءهم علي غرار انهم مدمني والخوف من كلام الناس.

وبالتالي يتم تسلميهم لاقرب فكي واو شيخ او خلوة او طرده من البيت او الطلب منه ان يغادر البيت نهائيا وانعاكس ذلك علي الصحة النفسية للمريض.

الخطير المثير ان هناك دراسات تري ان الالاف او عشرات الالاف ان لم يكن الملايين من السودانيين يحتاجون لعلاج نفسي سواء كانوا اولئك المقيمين في مناطق النزاعات او المقيمين في العاصمة بفعل الضغوطات الاجتماعية والمطلب اليومي للزرق في ظل تنامي الخوف من اي شيء ابتداء من يوم بكرة من البوليس من العسكري من الجار اللئيم من ضياع الشغل وتشرد العيال من عدم المقدرة علي تسديد فاتورة الكهرباء والموية وعدم توفير مصروف للاطفال وهم في المدارس كلها عناصر كافية بتحويل الشخص الي انسان يحتاج الي ثقافة نفسية ان لم يكن طبيب نفسي.

تحياتي

تحياتي واحتراماتي العالية اخي محمد اي سليمان وعساك بخير وفي انتظار ما يجود به قلمك عشت.