المؤتمر الوطني يستجيب لقواعده ...

بعد انفصال الجنوب وماصاحبه من أزمات ومعالجات أفضت لإقرار حزم البرنامج الاصلاحي للدولة،
والذي كان أبرزه البرنامج الثلاثي للإصلاح الاقتصادي بخيره وشره، وكإفراز طبيعي للأزمة المالية
والاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي خلفتها هذه المعالجات، تزامنت مع هذه الأحداث فعاليات عديدة
داخل البيت الوطني، أبرزها تلك الأنشطة التي استهدفت التواصل الحقيقي لقيادات المؤتمر الوطني ممثلة
في مسئولين كبار بالدولة مع قواعد الحزب في شكل لقاءات مكاشفة وطوافات إدارية وفنية بغرض التشاور والتتنوير،
التقرير الأخير الذي لخص هذه الأنشطة أوضح بجلاء سخط القواعد مما أسموه فجوة القيادة التي تعانيها الجماهير
بسبب ابتعاد وانشغال قيادات الحزب بأمور الدولة مما أدى لحدوث الشروخ الكبيرة في الحزب وارتفاع أصوات الاصلاح
وابتعاد الكثير من الكوادر الخبيرة والحكيمة من شباب وشيوخ المؤتمر والحركة الاسلامية.

تآكل المؤتمر الوطني من الداخل اذا استمر على ذات المنوال سيكون كفيلا بحل المؤتمر الوطني لذات الاسباب
التي أدت لحل الحركة الاسلامية من قبل، والبديل بلا شك هو كيان جامع جديد لا يمثل الاسلاميين فيه سوى رمز أو رمزين،
وفي كل الأحوال فان مصير هذا الكيان لن يكون بأفضل من المصير الذي آل إليه اتحاد الرئيس الأسبق نميري الاشتراكي بأي حال...
إذن الحل ينعقد في عودة قيادات الحزب سليمة إلى قواعدها .. وإعادة البناء من جديد لمواجهة المرحلة القادمة والتي تعتبر الأهم والأصعب على مستوى الدولة والحزب.

عودة علي عثمان ونافع وعوض الجاز وكمال عبد اللطيف وأسامة عبد الله والتفرغ النسبي للعمل الحزبي
بكل تأكيد سيكون إضافة حقيقة للمؤتمر الوطني، وسيكون مؤشراً لرغبة الحزب في خوض تجربة ديمقراطية
حقيقة لأول مرة في تاريخ حكمه، الخروج التدريجي من الحكومة بناءا على رغبة قواعدها والعودة إليها بطرق
أكثر ديمقراطية أصبح قناعة ورؤية تتطلب الكثير من التضحيات والتنازلات.

المؤتمر الوطني بدأ رحلة الاستعداد للانتخابات القادمة منذ الآن ويعتبرها عنوانا للمرحلة القادمة،
المكايدات السياسية العديدة والمضايقات التي أبعدت د.الترابي وغازي بناني وغيرهم من المؤكد أنها
ستبعد علي عثمان ونافع وبقية الرهط لذات الأهداف وبذات الدفوعات الشخصية المتفلتة، المنافسة المشروعة
وغير المشروعة ولدت مرارات عديدة بين الوطنيين والاسلاميين من جهة، والعسكريين والمدنيين من جهة أخرى،
المؤشرات في كل الأحول لا تشير إلى مصلحة الاسلاميين ولا المدنيين في هذه الصراعات الناعمة، التحالف القائم على
المنفعة بين الفئتين غير أولي القوة المادية حظوظه ضعيفة بحكم عدم انسجام المبادئ والأفكار،
الطريق الوحيد والذي يلوح منه بصيص للضوء يخرج الاسلاميين من نفقهم هو الانسحاب التدريجي من السلطة والتنكر الممرحل
لفسادها إفسادها لحياتهم ومن ثم العودة إلى العمل الحزبي والسياسي الذي أثبت لهم فيها التاريخ تجارب ثرة كتبت لهم معالم الطريق وملامح النمو في أجواء الديمقراطية أكثر من الحكم الشمولي.

أستاذي عمر تحية وإحترام

أعتقد أن تحليلك غير دقيق بدءا بالعنوان فالقواعد طالبت بمواجهة الفساد أولا وبمحاسبة الفاسدين وإبعاد أصحاب الحظوة من المناصب التي أثبتوا فشلهم فيها مرارا ، كانت هذه المطالبات الرئيسية وكانت هنالك أصوات تنادي بضرورة إيجاد حل سياسي شامل للوضع في السودان، فأين هذه الإستجابة التي تتحدث عنها؟؟ أما بالنسبة للإستعداد للإستحقاق الإنتخابي فهذه نكتة ما عادت تجلب سوى دموع الحسرة.

تحياتي

تحياتي أخي مصعب ومرحبا برؤيتك من تلك الزاوية ..
الفساد الذي يحكم قبضته على مفاصل الدولة لا يمكن إزاحته فجأة ولايمكن كنسه من جذوره بين ليلة وضحاها، وحتى إذا تفجرت انتفاضة شاملة أزاحت كل الوجوه السياسية وسياساتهم فالوجوه الجديدة ستجد نفسها غائصة في مستنقع الفساد هذا، ولن تفلت منه إلا بعد عمل دؤوب مخلص وبإرادة سياسية وقانونية صادقة، وإلا فإن غول الفساد سيلتهم الجميع ويعشعش مع الجدد كما عاش مع حكومات مابعد ثورات الربيع العربي ..
قواعد الوطني الآن راغبة في الاصلاح أكثر من أي وقت مضى ... كل الأحزاب التي جربت الحكم الشمولي في السودان ندمت عليه بعد ان لمست مساوئه عيانا بيانا .. قيادات المؤتمر الوطني ذات الجذور الاسلامية (أهل الجبهة الاسلامية) هم الأكثر قناعة بوجوب التوبة من هذه التجربة، ما تبقى منهم في الحكم ستنهال عليه أصوات الجماهير تلهبه في كل لقاء، تطالبه بالاصلاح وإن كان على حساب السلطة، في أحد اجتماعاته بالعضوية صرخ أحدهم في وجه علي عثمان ونافع بحرقة وطالب التنظيم بالتخلي عن الحكومة طالما لم ترضخ لخط الحركة الاسلامية المعلوم، تفاعل الحضور مع الحدث كان أكبر من أن يستوعبه القائدان فظنوا أن في الأمر مؤامرة وانقلاب تحروا عنه بعد ذلك واقتنعوا بتوجهات الجماهير ...
الجمهورية الثالثة التي ستستمر لعام واحد هي في الحقيقة مرحلة انتقالية قد تفضي لحكومة تعددية إذا استشعرت الأحزاب عظم الدور ... وستعود بحكومة الجبهة الاسلامية قبل الانقاذ إذا تمادت المعارضة في غيها وضلالها الحالي تدمن الفشل وتلعن غيرها ونفسها

رسالة جماهير الحزب الوطني التي استجيب لها حملت الآتي:
أن تربية الاسلاميين كانت سببا في وحدتهم وتماسك حزبهم الوطني لعشرة أعوام
غابت التربية فظهرت الفتن، وجاءت الخلافات نتيجة لغياب أدب الخلاف
خلافات الاسلاميين أذهبت شيوخهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ...
ذهاب ريح الاسلاميين أقسى عليهم من ذهاب سلطتهم وأفول نفوذهم ..
إن عودة اهل الرأس لصف الزبير هو بداية الأمل في العودة نحو الجذور.
انتهى..

عمر التاج

جبت الرايحة

على ونافع ومن معهم لم يخرجوا .. إنها مسرحية جديدة ...!!!


الباقر موسى

شكرا اخ الباقر .. فالرايح للناس كثير مع هذه المعمعة وستبدي لهم الأيام ما كانوا يجهلون ..
أما مابين البشير وعلى ونافع ، وأسامة وكمال وصابر فهو أكثر من ان يحتمله حزب واحد .. كما لم يحتمل معهم من قبل الترابي وغازي وحسن رزق وود ابراهيم وغيرهم ...

الصراع الرئاسي بين الاسلاميين لا شك أنه سينتقل إلى النادي الكاثوليكي عما قريب ..
فرجوع هذا العدد المهول من قيادات الاسلاميين لاعادة صف المؤتمر الوطني نزولا عند رغبة القواعد ..
لا شك انها ستعيد الصراع الناعم والخشن الذي ألفوه في السلطة.
ما أتوقعه بعد مبادرة الاصلاح التي أدت لخروج د.غازي وجماعته ..
ان الجو بات مهيئاً لخروج قيادات أخر على رأسها أسامة وكمال ..
لا زهدا في مواجهة إخوانهم في المؤتمر ولكن تفادياً لنيران متوقعة من قبل القصر.




انتهى.