بيت بكا (حروف من خيال)

بيت بكا (حروف من خيال)


12-02-2013, 10:43 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=450&msg=1386020607&rn=0


Post: #1
Title: بيت بكا (حروف من خيال)
Author: Hani Arabi Mohamed
Date: 12-02-2013, 10:43 PM


*** جميع شخوص وأفراد وأحداث وأماكن هذه القصة خيالية ولا علاقة لها بأي أشخاص في الواقع.


(1)
أمام المستشفى:
محمود: لا حول ولا قوة إلا بالله ، لا إله إلا الله.
عادل: (ينظر إليه بكل ألم): ما تقول لي ....
محمود: لا حول ولا قوة إلا بالله البقاء لله.
عادل: (يغرق وجهه في بحر من الدموع).

(2)
المنزل:
ترررررن تررررررن (جرس التلفون يرن).
فاطمة: شنو تلفون نص الليل دا ........ ألو
(ويسقط التلفون من يدها).
سامية: (تستيقظ متململة على صوت بكا فاطمة) ، وتجري نحوها. يا بت ما تلمي علينا الجيران والبيت في حالتو دي. صحي أخواتك والبت وتعالوا.


(3)
تبدأ سامية وبناتها في تنظيف المنزل وتلميعه وإغلاق الأشياء الثمينة في الغرف البعيدة وقفلها بالمفاتيح والطِبَلْ.
.
.
وبعد ساعة من الصمت والعمل الشاق:
سامية: الليلة وووووووب يا خالتي ..... الليلة خليتينا ومشيتي يا خالتي .... الليلة واااااااااي
..... وتوافد الجيران.

(4)
أمام المستشفى:
عادل: ألو ..... عمّ الضو ..... الحمد لله، لا حول ولا قوة إلا بالله.
الضو: لا حول ولا قوة إلا بالله، متين الكلام دا؟
عادل: حسع. قبل شوية. يا عمي تعال المستشفى سريع.
الضو: حاضر يا ولدي دقايق بس.


(5)
تجمع الأهل أمام المستشفى وتعاونوا في سداد مبلغ تسعة ملايين ليتمكنوا من إكمال إجراءات شهادة الوفاة واستلام الجثمان.

(6)
السعودية:
ترررررن ..... ترررررن ..... ترررررررن
مؤيّد: المنبه دا مالو ضارب بدري كدا .... انا ما زبطتو كويس ولا شنو؟ ... الله ... دا الجوال.
أمي ؟ ..... ما ممكن ...... ويبكي بحرقة.

(7)
مؤيد: طال عمرك .... أمي توفت وأنا طالب إجازة.
خالد: البقاء لله أحسن الله عزاكم ..... بس أنتْ تِدري ما في احد غيرك في المكتب وزميلك في اجازة وبيجي بعد اسبوع ... انتظر يا رجّال كلها اسبوع وتنزل.
مؤيد: طال عمرك ....
خالد: يا رجال الحزن في القلب. واللي راح ما راح يرجع .... خل عنّك ها الكلام واصبر.

(8)
لندن:
وئام في هيثرو تحاول السفر إلى الخرطوم ولو عبر الترانزيت

(9)
بيت البكا:
زائر: الفاتحة .....


(10)
سيارة متجهة إلى بيت البكا
الأم: أشوف في شخصك أحلامي ... تارا لا لا لا ....
فتاة: ماما خلاص قربنا وقفي الإم بي ثري دا ما يسمعونا
تنزل- الفتاة وأمها امام الصيوان.
الأم : وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااا اه اه اه لا لا لا لا وااااااااااااي ،
عادل: ادخلي على النسوان بيجاي ، لا حول ولا قوة إلا بالله الفاتحة.
الأم: (بعد أن دخلت إلى داخل المنزل): واا وا وا وا وا مما سمع الخبر دموعي ما جفت وا وا وا وا ... وا .... واي ... ووووووب ....... لا ..... .... ....

(11)
زائر: يا ولد تعال .... أنا غداكم دا ما بنفع معاي الدكتور مانعني من الحاجات دي ... شوف لي غدا مافيه بهار.
عادل: حاضر يا حاج بشوف ليك غدا من بيت الجيران. (يخاطب نفسه) : في زول عزمك؟
وبينما عادل ما زال يحادث نفسه ويغالب حزنه على أمّه ، غرقت عيناه في مزيد من الدموع عندما رأى ثلاثة بصات مكتظة بالركاب تنزل أمام الصيوان : ناس البلد جو.

(12)
بعد صلاة المغرب
عادل ومحمود وعمّ الضو وآخرين في داخل غرفة بالمنزل:
عادل: يا جماعة نرفع الفراش؟
محمود: الكلام دا كيف؟ أخوانك مؤيد ووئام ما جو لسع ، وداير الناس تقول علينا شنو؟
عم الضو: والله يا جماعة الحالة بطالة، أنا أمس اتدينتَ عشان خاطر نطلع المرحومة من المستشفى ، ما حاقدر تاني ازيد حاجة. وقروش الكشف حسع ما غطت ربع الانصرف. ولسع مفروض نجيب حاجات.
عادل (يخاطب نفسه) : حتى إنتَ يا عم الضو عايز تذلنا بالقروش الدفعتها أمس؟ ياخ مفروض الفراش دا يترفع من أمس !

(13)
الدلالة.
سمسار يبيع سيارة عم الضو لتغطية الزنقة الحاصلة في بيت البكا.
ما جابت سعر كويس .... لكن الجماعة مستعجلين ، وبعدين السمسار مالو؟ هو ماخد حقو كان كدا أو كدا.

(14)
وصلتَ وئام من لندن إلى الخرطوم عبر القاهرة واحتضنت أخواتها وبكت من أعماق قلبها.

(15)
مؤيّد: طال عمرك طاف اسبوع ... الله يرحم والديك خلني أسافر.
خالد: يا معوّد ما أقدر ، لازم زميلك يجي. الله يرحم والديك ترا امك متوفية لها اسبوع. الله يرحمها ادعي لها وصلّ عليها وانت هنا.
مؤيّد: اسمعني أنا ما داير شغل .
خالد: وشّو ؟ تبى تروح السودان وتترك النعمة ، لا تجحد النعمة يا رجال،
مؤيّد: نعمة بتاعة دينك ؟
خالد: الو .... الهيئة .... ترا عندي سوداني يسب الدين ......

(انتهت)