لو كان أهل الانقاذ يتحلون بأدنى قدر من الوطنية !!

لو كان أهل الانقاذ يتحلون بأدنى قدر من الوطنية !!



وأعلم كم يبدو هذا العنوان ساذجاً, وأعلم كم سيثير هذا الإفتراض المستحيل حفيظة الكثير من الناس .. بيد أنها لواعج نفس وزفرات حرى نطلقها ونبثُها من حين لآخر إثر مراقبة ما يحدث الآن في ذلك السودان/الوطن/العظيم.. يمتد البصر ليرامق ما يحدث الآن فيرتد علينا البصرَ حزناً و وجعاً خرافياً "ينقح" فينا, يُلهِب نهايات الحس في مواجدها العظيمة حتى الالتهاب, يضاغطها, يعصرها, يسحقها سحقاً ثم لا يخفت ولا يسكت ولا يموت .. نقلب أبصارنا في مآلات الحال ومقادير الأمور التي جرت للعباد والبلاد وجرتنا جميعا لهذا الإنحطاط العظيم الذي وصلنا اليه تحت قيادة عصبة أو عصابة الإنقاذ .. فقط لو كانوا يتحلون بأقل قليل الوطنية !!

والإفتراضُ, كذلك, يتنزل عن عجزٍ وطنيٍ فاخرٍ نعيش فيه.. حوجتنا لهذا الافتراض تشير لعجزنا الوطني ليس الا.. فلو كنا على قدرِ مسؤولياتنا الوطنية حقاً, لما تركنا جحافل هؤلاء التتار الوطني تنتهك تراب ذلك الوطن ومقدساته وإمكاناته لما يقارب ربع القرن من الزمان.. ولكنها أقدار شديدة الإنحطاط تلك التي أقعدتنا عن القيام نحو مسؤولياتنا الوطنية وإقتلاع هؤلاء اللصوص والقتلة عن وجه التراب السوداني الكريم ..

في طريقي للعمل, إستمعت صبيحة اليوم لتقرير البي البي سي حول مخرجات المؤتمر الإقتصادي الذي أُختممت أعماله بالأمس في الخرطوم .. التقرير الذي انتزع من أعماقي إبتسامة مريرة جدا .. فالأمر بأكمله - وكما هي التوقعات - لا يعدو أكثر من غطاء ذي صبغة اقتصادية - بيد أنه سياسي في جوهره - لما سيترتب عن اللجوء المحتوم لرفع "الدعم" الحكومي "المزعوم" وتطبيق إجراءات أشد قسوة على مستوى الضرائب والجمارك والرسوم الحكومية على المواطن السوداني..

إستمعت لذات الكلام الممجوج والمكرور والقميء عن الترتيبات المصاحبة للتطبيقات القاسية من أجل تخفيف قسوتها على المواطن المغلوب, فتساءلت: افلا يستحون؟!

طالعت حديثاً للخبير الاقتصادي والقانوني صدقي كبلو ورد في بوست للزميل محمد علي عثمان حدد فيه الدكتور صدقي كبلو بدقة قيمة الجنيه السوداني الآن وأرجعها ل "المليم" وكما كان عليه حال المليم ما قبل الانقاذ .. فتساءلت مرة أخرى: أفلا يستحون؟!

الجنيه يساوي مليماً = 1/1000 من الجنيه قبل الانقاذ]

ثم طالعت في الصفحة الاولى لذات المنبر بوستا للاستاذ عبدالله عثمان بعنوان

الدولار ماشي لعشرة: وزير الخارجية والمالية ومحافظ البنك المركزي إلى قطر اليوم

أورد فيه خبراً عن المجهر السياسي حول هرولة المسؤولين السودانيين " وزير الخارجية والمالية ومحافظ البنك المركزي في زيارة غير معلن .. وإن كانت ذات اهداف معلنة يعلمها الداني والقاصي .. لدولة قطر الشقيقة. فتساءلت: أفلا يستحون ؟!!

ثم طالعت على ذات الصفحة الأولى لسودانيزاونلاين للكاتب الصحفي زهير عثمان حمد الخبر التالي في متن بوسته بعنوان

نائب مدير بنك السودان نحن مسؤولين عما وصل اليه الإقتصاد والو...ا إجازة مدى الحياة#

جاء فيه اقرارا تاما لنائب رئيس بنك السودان المركزي بمسؤوليته ومسئولية الحكومة فيما وصل اليه حال الاقتصاد السوداني, وصعوبة معالجة اوضاعه الراهنة بدون مساعدات خارجية, وأضاف نائب رئيس بنك السودان ان صعوبة الاوضاع تستوجب ليس إقالتهم فحسب بل وإعطائهم إجازة مدى الحياة .. إنتهى إقرار الرجل الذي يحمد له على أية حال بيد أني لم أعي جيداً معنى هذه الاجازة التي تدوم لهم مدى الحياة فتساءلت: الا يستحون ؟!!

سادوا فينا زمناً ما تركوا لنا ضرعا واحدا الا واحتلبوه حد اليباس, حكمونا بالجريمة واللصوصية حتى سيعجزون الناس تماما أن يجدوا من بينهم شريفا واحدا .. دمروا البلاد وارهقوا العباد حتى ضاقت البلاد عن أهلها .. أزهقوا الأرواح وأفسدوا الأخلاق وكرسوا للعديد من المعاني السافلة كالجهوية والعنصرية والإرتزاق والمحسوبية وغيرها .. قسموا الوطن فذهب ثلثه وتحول ثلثيه لمشاريع فشل راهنة ومستقبلية ... فماذا قد تبقى ؟!

لو كان أهل الانقاذ يتحلون بأدنى قدر من النزاهة, بأقل قليل الوطنية, بذرة أخلاق واحدة تبقت عندهم, لترجلوا عن صهوة هذا الوطن لاهله والأوفياء من بنيه علهم وعساهم يدركونه بعد هذا الخراب العظيم ..

Quote: حتى سيعجزون الناس تماما أن يجدوا من بينهم شريفا واحدا

والمصيبة الحقيقة هي أن ( أولادي) و(أولادك) و (أولاد غيرنا) المولودين خارج السودان،
وتم إجبارهم لدراسة الجامعة بالسودان ( أطباء ومهندسين) ليس لهم ولاء للسودان بسبب ما
رأوه أوسمعوه أو قرأوه........

Quote: والإفتراضُ, كذلك, يتنزل عن عجزٍ وطنيٍ فاخرٍ نعيش فيه.. حوجتنا لهذا الافتراض تشير لعجزنا الوطني ليس الا.. فلو كنا على قدرِ مسؤولياتنا الوطنية حقاً, لما تركنا جحافل هؤلاء التتار الوطني تنتهك تراب ذلك الوطن ومقدساته وإمكاناته لما يقارب ربع القرن من الزمان

Quote: لو كان أهل الانقاذ يتحلون بأدنى قدر من الوطنية !!

بين هذين ياعزيزي ضاع الوطن
ولكن الثانية نتاج الاولى
إستسلام انسان السودان لمصير اسود ولا مبالاته
وعجز مثقفيه عن ازالة لبس الاذهان وتخوفها من سناريوهات غير مرغوبة أدت بالمواطن الى حالة من الخمول نحسبها احيانا لا مبالاه او عدم وطنية
وللاسف النظام عندما راى خنوع انسان السودان ماتت ضمائرهم
هم ينظرون للدمار الذي يحدثونه وربما تؤنبهم ضمائرهم قليلا ولكن عندما يجدون الصمت المطبق من الانسان السوداني تزول أو يزول تانيب الضمير الصغير هذا
هم قتلو بدم بارد مايفوق المائة مواطن في قلب العاصمة
ولولا معرفتهم بالامبالاه الشعب لم تجراء احدهم على قتل ذبابة




لا تحمل قلة " النظام" وزر انعدام الوطنية ان كان الغالب " الشعب " يعيش ذات الدور

ناصر حسين ..
تحية طيبة يا عزيزي ..

Quote: وعجز مثقفيه عن ازالة لبس الاذهان وتخوفها من سناريوهات غير مرغوبة أدت بالمواطن الى حالة من الخمول نحسبها احيانا لا مبالاه او عدم وطنية وللاسف النظام عندما راى خنوع انسان السودان ماتت ضمائرهم

لقد عبرت تماما عما أسميته بالأقدار شديدة الانحطاط ..
هي حالة انحطاط عام شاركنا فيها جميعا يا ناصر .. لكل سوداني وسودانية نصيبه منها.. يقل او يكثر ولكن .. كلنا شركاء فيه ..

وحسناً هذا هو الوضع الآن, فما العمل؟!
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تستمر ذات هذه المعطيات .. والا لاستمر الوضع كما هو عليه بالتأكيد .. ما الكيفية التي يستطيع بها اهل السودان أن يدركوا ذلك الوطن ؟!

مودتي ..

عزيزي حماد الطاهر ..
تحية طيبة ..

Quote: والمصيبة الحقيقة هي أن ( أولادي) و(أولادك) و (أولاد غيرنا) المولودين خارج السودان، وتم إجبارهم لدراسة الجامعة بالسودان ( أطباء ومهندسين) ليس لهم ولاء للسودان بسبب ما رأوه أوسمعوه أو قرأوه........

أنت تشير هنا لمسألة مهمة جدا..
فغربة مواطن واحد تعني في نهاياتها القصوى غربة أجيال عديدة.. وبالتأكيد يضعف الانتماء شيئا فشيئا .. الا أن الانعكاسات الخطيرة سنراها في حالة "الاغتراب" مقابل حالة "الهجرة" .. وأعني الحال التي هي كحالنا "مغتربين" في الدول العربية .. وهي حال بين بين وانتماءات معلقه للاجيال الجديدة بخيط الوثائق الرسمية ليس الا ..

هذه والله كارثة !!
وسيكتب التأريخ عن هؤلاء التتار الاسلاميين أنهم قد شردوا أهل البلاد وأخرجوهم للمنافي زرافات ووحدانا ..